ليس غريباً أن تكون أول زيارة خارجية لرئيس وزراء حكومة الانقلاب (كامل إدريس) إلى القاهرة، فالمسكين ينفذ البروتوكول المعهود: الانبطاح أمام النظام المصري لأخذ التعليمات والتوجيهات، كما يفعل البرهان، الذي لا يستطيع حك جلده إلا بإذن من سيده السيسي!
حسب الاعلان الرسمي الصادر من سكرتارية مجلس الوزراء فان كامل سيبحث مع رئيس الوزراء المصري العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وهو امر مضحك فأى علاقة يبحثها العبد مع السيد سوى تلقي الاوامر والتعليمات!
وما الذي يمكن أن تقدمه الدولة المصرية للسودان وهى الفقيرة المعدمة التي تعتمد على التسول والمعونات لتبقى على قيد الحياة، ولولا المعونات والاستثمارات الخليجية لذهبت مع الريح، فماذا يستفيد منها كامل والبرهان وتجار الدين غير الاوامر والتعليمات ليبقوا على كراسي الحكم ويمرغوا كرامتهم في التراب.
إذا ظن "كامل ان زيارته لمصر ستفتح للسودان باب المساعدات والدعم الاقتصادي أو حتى الوعود الفارغة فهو واهم، مثلما اوهام البرهان الذي عاد مؤخراً من القاهرة حاملاً خيبة الأمل وقائمة الاوامر التي يجب ان ينفذها قبل انتهاء فترة صلاحيته، واستبداله بخائن وعميل لا يملك من امره شيئا سوى الركوع لأسياده.
قبل أسبوعين، ظهر كامل في الخرطوم ممسكاً بعصا على طريقة المخلوع عمر البشير، ظنّاً منه أن الهيبة تُصنع بالعصي والبدلات الأنيقة، ووعد – بكل ثقة الزيف – بإعادة إعمار الخرطوم في ستة أشهر، وهو يعلم انه كاذب وسيظل كاذبا وسيكتب عند الله وشعب السودان كاذبا وفاسدا مثل البرهان والبشير وتجار الدين الفاسدين!
من أين ستأتي يا كامل بالأموال التي تعيد بها تعمير الخرطوم، من جيبك الشخصي؟ أم من عوائد الفساد الذي طردت بسببه من المنظمة العالمية للملكية الفكرية؟ أم من أفكار السيسي التي جعلت شعبه يعيش على حافة الانهيار؟!
إذا ظننت أنك عُيّنت لأنك عبقري أو خبير تنمية، كما تتوهم، فانت واهم لا تخدع الا نفسك، فلقد اختارك الكيزان رئيسا لحكومتهم الفاشلة لانك شخص فاسد يسهل التحكم به، تعميه اضواء الشهرة والسلطة التي لا يملكها، وتجعله أداة طيّعة في يد العصابة الكيزانية التي تبحث عن انسان ضعيف، مليء بالعيوب، يعشق السلطة التي لن ينال منه شيئا سوى السخرية!
يسافر المدير المطرود من المنظمة العالمية الفكرية الى القاهرة وهو يحمل فضيحته فوق رأسه، كما كان بالأمس في الخرطوم "ممسكاً بالعصا"، تارة يُحاكي البشير في بلاهته، وتارة يُحاكي البرهان في انبطاحه وهوانه، وبين هذا وذاك لا يملك شيئاً سوى ولائه الأعمى لسلطة بلا سلطة، وسيادة بلا سيادة، ثم يركع للسيسي الذي لن يمنحه مقابل ركوعه أكثر من ابتسامة باهتة وصفعة على الجبين وقائمة طويلة من الأوامر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة