بين سطور المهانة (مقالة تستجدي الرضا من بندقية). كتبه محمد هاشم محمد الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2025, 04:50 AM

محمد هاشم محمد الحسن
<aمحمد هاشم محمد الحسن
تاريخ التسجيل: 05-09-2025
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين سطور المهانة (مقالة تستجدي الرضا من بندقية). كتبه محمد هاشم محمد الحسن

    04:50 AM August, 03 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد هاشم محمد الحسن-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    من عجائب الزمن أن يتحول القلم إلى خنجر، لا يُشهر في وجه الظلم، بل في صدر الحلم. هذا ما فعله عادل الباز حين كتب مقاله الأخير، فلم يُنقّب عن الحقيقة، بل تنقّل بين أطلال التهكم والتشفّي، يبحث عن جثة الثورة لينبشها على الملأ، لا رغبةً في الإنصاف، بل نكايةً في كل من أفلت من قبضة الكفيل.

    يكتب بوهم الفقيه، ويظهر بزيّ الناقد، لكنه ليس إلا صورة معكوسة لمرتزق لغوي يراوغ الكلمات ليُرضي مزاج السلطة، لا ضمير القارئ.، ويجمّل القتلة بتشبيهات مسمومة، ويصوّر الجيش والإسلاميين كأنهم محررو البلاد، وهو يعلم أنهم صانعو محرقتها. يسخر من (صمود)، ويسخر بعنفٍ ممن لم يُهلّل للعسكر والإسلاميين، وكأن من لا يُباركهم عدوّ يجب إهانته. لا يهاجمهم صراحة، لكنه يهاجم خصومهم بضراوة، متناسياً أن الثورة لم تُبع، بل رُجمت بأقلام مثله.

    حين قال (على العقلاء أن يفهموا أن الجيش هو صمام الأمان)، لم يكن يكتب تحليلًا، بل يصوغ دعوة لتقديس البنادق.

    يبتلع جرائمهم بصمت، بينما يُمزّق بصراخه كل صوت مدني لم يُصفّق للسلطة أو يتغنّى بالإسلام السياسي. هو لا يُفرّق بين الإنصاف والتملّق، ولا بين التحليل والتحريض، فكل من لا ينحني للرصاصة يُصنَّف خائنًا عنده.

    يتّهم من غادروا البلاد بالخيانة، ويعرضهم كأنهم تخاذلوا أمام الموت، بينما الحقيقة أن الموت كان أول من جَابهُوه بصدور مكشوفة، وأصوات لا تعرف التراجع. لكنه، رغم كل هذا، لم يتجرأ يومًا على تسمية القاتل. القاتل، الذي يعرفه الجميع، يراوغ في الإشارة إليه، يتهرّب من إدانته، لأنه ببساطة لا يمتلك جرأة مواجهة الحقيقة، ولا شرف تسمية الجريمة.

    يُحاول أن يظهر بمظهر العارف حين يسخر من التحالفات السياسية، يقدمها كأنها نكات عابثة، لا رؤية ولا اجتهاد، فقط تهكم بلا مضمون. ولكنه في المقابل، لا يعرض ميثاقًا أخلاقيًا واحدًا يحكم منطقه أو موقفه، لأنه ببساطة لم يُبنِ قناعات، بل بنى منصاته على الدفع المسبق. من يهاجم المبادئ دون أن يعرض بديلًا مبدئيًا، لا يكتب رأيًا، بل يبيع سردية مأجورة.

    يلوم الذين بدّلوا شعاراتهم حسب مقتضيات المرحلة، بينما هو لم يحمل شعارًا أصلاً، فقط نبرة تُساير من يملك النفوذ. لم يُقدّم موقفًا نزيهًا يومًا، بل اختبأ خلف ضباب لغوي يُخفي غياب القناعة. لا تاريخ يحفظ له وقفة، ولا سياق يربطه بمبدأ، فقط حضور مُتأرجح يتكيّف مع رغبات السلطة. يكتب لا ليفضح، بل ليتوارى خلف الكلمات، يمارس الصحافة كحرفة تزييف لا مهنة لكشف الحقيقة. أقصى ما يقدمه هو التواء لغوي يخدم من أفسد، لا من صمد. وهو إذ يعاتب المتحوّلين، فإن ثباته الوحيد هو في الانحياز لمن يملك السوط، لا لمن يحمل الحلم. فلا هو صاحب قضية، ولا هو خصمٌ شريف، بل مجرد كاتبٍ تُوجّه أفكاره بوصلات النفوذ، لا بوصلات المبادئ.

    عادل الباز لا يكتب، بل يمارس فنّ التزوير بشغف هواة جمع الطوابع. فكل سطرٍ عنده استغفارٌ للقتلة، وكل مقالةٍ صلاةٌ على نية الغُفران للمجرمين. يبحث دومًا عن مرآته في وجوه أصحاب النفوذ، فإن صادف وجهًا مليئًا بالدم والجبن، قال عنه (رجل دولة). وإن رأى في الانصياع بصيرة، وفي التراجع حنكة، وفي الخنوع تعقّلًا، كتب عنها بلغة العارفين. يُبارك الانهيار بلغة الوقار، ويمنح السقوط صكوك الفهم، وكأن الخضوع للبطش فضيلة يجب أن تُشاد بها المقالات. في مقالاته لا يوجد قتلى، بل (أحداث مؤسفة)، ولا يوجد جلاد، بل (طرفٌ غاضب). يتقن فنّ تدوير المعاني كما تُدوَّر الأكاذيب في غرف البروباغندا، ويحرص على تغليف الجريمة بطبقة لغوية توحي بالرصانة بينما تخلو من أدنى درجات النزاهة. يكتب عن الانهيار كأنه مظهر حضاري، وعن القتل كأنه ضرورة وطنية، وعن الخضوع كأنه تعقّل سياسي. فكل مفردة عنده ليست وسيلة إخبار، بل أداة تعمية، تجعل من الدم رأيًا، ومن الجلاد طرفًا في نزاع، لا مجرمًا يستحق الإدانة.

    هذا التوصيف ليس رأيًا مجردًا، بل انعكاسٌ لتأثير مقاله على الخطاب العام، مقالته تُساهم في إعادة إنتاج الضحية كمتهم، والجريمة كخلاف سياسي.

    فالصحافة عنده ليست وسيلة كشف، بل وسادة ناعمة لتسكين الضمير، إن كان للضمير وجودٌ أصلاً في قاموسه.

    يُلقي موعظة على الأكفان، وكأنه أرسطو المقابر، لكنه نفسه لم يُقدّم كفنًا ولا حتى باقة عزاء. يسخر من أصحاب النجاة من القتل، ويتغاضى عن الهاربين من المبادئ طمعًا في المناصب. يريد من الثورة أن ترتدي زيه، أن تكتب بما يُعجبه، أن تسكت عن جرائم حلفائه. يسخر من  تغيير الأسماء من (قحت) إلى (تقدم) ثم (صمود) يحسب أن (صمود) مجرد اسم جديد، بينما هي في جوهرها قطيعة أخلاقية مع خطابه المدجّن. لا تُقارن المقالة بمسارٍ نبضه النجاة من الإبادة، ولا تُقاس الكلمات المكتوبة من برج عاجي بالصراخ الذي هزّ ميدانًا مغلقًا. فلتبقى مقالته حيث تنتمي على هامش التاريخ، بينما تكتب (صمود) فصلًا لا يجرؤ على قراءته.

    عادل لا ينتقد، بل يُبرّئ. لا يحلل، بل يُحرّض. لا يكتب، بل يُنفّذ توجيهات خطاب دفين خرج من أدراج الأجهزة التي أرادت للثورة أن تُغتال فكريًا بعدما فشلت في قتلها جسديًا. يظهر كمثقف مستقل، لكنه يتقن تقمص نبرة السلطة، ويعيد إنتاج الرواية الرسمية بعبارات توحي بالتفكير بينما تمتهن الوعي. لم يخذلنا فقط، بل خذل اللغة نفسها، اللغة التي تطلّعت لأن تكون جسرًا نحو الحرية، فإذا به يحولها إلى قيدٍ يُكبل به المدافعين عنها، ويُسلّطها على أصحاب المبادئ لا على من خانوها.

    عادل الباز لا يكتب، بل يختنق في هواء ملوثٍ بالمداهنة. فمقاله ليس موقفًا، بل نوبة تقيّؤ سياسي تتلمّظ فيها الكلمات بحثًا عن عظمة السلطة لتلعقها. لا يتورّع عن دس الأكاذيب في عباءة الحكمة، ولا يتردّد في تزييف الوعي ليصنع من الجريمة وجهًا حضاريًا. يشحذ قلمه لا ليُحاسب القتلة، بل ليدوّن وثائق الغفران لمن جعلوا من الجثث سلّمًا للحكم، ويقدّم مقالته كوثيقة تأييد ضمنية، لا تحليلًا يليق بمن يدّعي المهنية.

    يبدو كمن تخلّى عن شرف الصحافة ليعتنق ديانة التبرير، يعتلي منبر المهانة ليُعطي القتلة شرعية الحضور، ويمنحهم صكوك التطهير بلغة مائعة لا تصمد أمام أي اختبار أخلاقي. هو لا يحاور، لا يعارض، لا يُدافع، بل يُروج. فصول مقاله تراتيل لسلطة فاشية تُبخّر الدم وتُقدّس الرصاصة، وتلعن كل من تجرّأ أن يقول (لا).

    الباز لا يكتب فكرًا، بل ينثر الرضى الخانع على وجه القاتل، ويغرس في السطور خنجراً يتجه دومًا نحو صدور المقهورين. هو لا يطرح الأسئلة، بل يُغلقها بتواقيع الشك والريبة، ويعيد إنتاج الظلم تحت ستار الأدب. 
    إن مقاله ليس نصًا صحفيًا، بل بيانًا من مكتب العلاقات العامة للجلاد، منسوجًا بحرفٍ لا يرى في الدم مأساة، بل يراه مناسبة تحريرية.

    ثم يعيد تدوير السؤال كمن يفرم الحقيقة ليصنع منها قناعًا (بأي شعار سيعودون؟)، وأجيبه دون أن أرفع صوتي، فسيعودون بشعارٍ واحدٍ لا يُنشد بل يُحسّ، لا يُعلَّق فوق المنابر، بل يُغرس في القلب. (الصدق) وهذا وحده يكفي ليُحرق كل قصائد التزييف التي رتّلها الباز. لن يعودوا ليهتفوا بما يروق لك، بل ليهمسوا، والهمس أبلغ من الصراخ. همسة تقول، نحن لم نُبع في بازار الخنوع، ولم نبرر الرصاص في صدورنا، ولم نُدندن لقاتلنا، ولم نُحسن إليه ببكائيات قلمٍ مرتجفٍ يحلم بالصفح من يدٍ تُتقن الذبح. سيعودون لا ليُجادلوك، بل ليُعروك، لا ليُحاججوك، بل ليُسقطوا ورقة التوت الأخيرة عن سرديةٍ ارتكبت جريمتها باسم (الرأي).

    وها نحن نُمسك بالمقالة لا لنشجبها فقط، بل لنُظهر أثرها المدمر في السرد العام، ونكشف كيف تُصنع الأكاذيب حين يُسندها تاريخ من الإفلات من الحساب.

    أنت يا عادل، لا تملك قضية، بل تملك محفظة مُدوّنة على بابها (ارسم لي مجدًا من جثة الوطن). 
    أنت لست ناقدًا، بل وصمة على جبين الكتابة. لست خصمًا شريفًا، بل بوقًا صدِئًا لمن لا يحسنون غير القتل.

    ستُقرأ مقالتك مرارًا لا لتُلهم، بل لتُلعن. سيُقال عنها هذا ما كتبه رجلٌ خان مدينته، باع لغته، وركع على جثة أحلامنا.

    هذا المقال ليس ختامًا، بل بدء العدّ التنازلي لانهيار سردياتٍ كُتبت بحبر الذل، ومُنِحت شرعيةً بمديح الجلاد. لا خلاص لمن كتبوا في حضرة المذبحة إلا بالصمت، ولا غفران لقلمٍ عاش مطيعًا في ظلّ البندقية. 
    ستقرؤه الأجيال لا لتستلهم، بل لتستشهد به حين تُسأل من باع الحقيقة؟ فسيُقال إنهم من زيّنوا الدم وسمّوه (طرفًا غاضبًا)، ومن تفرّجوا على الجرح وسمّوه (توازنًا في السرد). سيُقال إن عادل الباز ومن شابهه لم يكونوا صحافيين، بل كتبةً في ديوان القتل، ومُزيّفي ضميرٍ يُصاغ على مقاس السلطة. 

    هذه الكلمات لا تُنسى، لأنها تُدين، تُلعن، وتكسر المنصة التي اعتلتها الأكاذيب. فليحتفظوا بأقلامهم، فإنها الآن رمادٌ في مهبّ الحقيقة، وأحلامهم خواءٌ لن يسكنه إلا صدى الكلمة التي رفضت أن تُباع. 
    نحن لا نختم المقال، بل نفتح ملف المحاسبة، ولسنا أصحاب رأي، بل شهود على زمنٍ كُتب فيه الكذب بمنتهى الثقة، فكتبنا هذا النص بمنتهى الوضوح ليكون شاهداً، لا تعليقاً.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de