الصمت الألماني وحق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس: ازدواجية المعايير وقضية العدالة الدولية كتبه محم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 10:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2025, 01:39 PM

محمد بدوي مصطفى
<aمحمد بدوي مصطفى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصمت الألماني وحق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس: ازدواجية المعايير وقضية العدالة الدولية كتبه محم

    01:39 PM August, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد بدوي مصطفى -Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر





    "الصمت الألماني وحق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس: ازدواجية المعايير وقضية العدالة الدولية"

    بقلم: محمد بدوي مصطفى – عضو سابق في مجلس بلدية كونستانس عن القائمة الخضراء الحرة (FGL)

    مقدمة

    في عالم يتغير بوتيرة سريعة، تظل قضايا العدالة وحقوق الإنسان هي البوصلة التي تقيس بها الأمم مكانتها الحقيقية. قضية فلسطين، التي تجاوزت كونها نزاعًا إقليميًا لتصبح اختبارًا حقيقيًا لأخلاقيات الضمير الدولي، تستدعي منا إعادة التفكير في معاني "الحق في الدفاع عن النفس". هذا المقال يحاول أن يسلط الضوء على هذا الحق في ظل الصمت الألماني الرسمي وازدواجية المعايير الدولية.



    لك الله يا فلسطين..!

    بعد انتهاء فترة نيابتي التي استمرت خمس سنوات في تمثيل سكان مدينة كونستانس، ما زالت مسؤولياتي الأخلاقية تفرض عليّ استخدام صوتي في قضية عابرة للبلدان، قضية فلسطين. إن الحديث عن "الحق في الدفاع عن النفس" لم يعد مجرد شعار، بل اختبار لعدالة الضمير الدولي.

    منذ أكثر من تسع أشهر، يشهد الفلسطينيون فصلًا جديدًا من النزوح والمجازر تحت وابل من الصمت الدولي، وتحديدًا الألماني. فالمستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي تولى المنصب في 6 مايو 2025، لم يكسر نمط خطاب الحكومة الفيدرالية التي تمسك بعبارة: "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها" بدون أي تقييد أخلاقي أو قانوني.

    صحيحٌ أن الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر شكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي وارتكب فيه قتلى من المدنيين الأبرياء، ولا يمكن تبريره. لكن من غير المنصف اختزال القضية الفلسطينية كلها في يوم واحد، وكأن معاناة الفلسطينيين لم تبدأ سوى حينها. فالاحتلال، والاستيطان، والحصار، والتمييز العنصري، والتشريد، والقتل السياسي، كلّ ذلك صار واقعًا منذ أكثر من 75 عامًا.

    وفي الوقت الذي تبنت فيه ألمانيا موقفًا نشطًا تجاه أوكرانيا تحت شعار "الدفاع عن السيادة"، فإنها لم تُظهر حتى الآن قدرًا مماثلًا من الالتزام حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان في فلسطين. الحذوة التاريخية لألمانيا لا تُبرر استمرار صمتها.

    من المثير أن هذا الصمت لم يمنع الغرب كله من اتخاذ خطوات تاريخية: فقد أعلنت أكثر من 20 دولة، منها فرنسا، إسبانيا، إيرلندا والنرويج، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، كرسالة أخلاقية مؤجلة لكنها قوية. وهي رسالة تحذيرية بأن الفصل الأخير من هذه القصة لم يُكتب بعد.

    لكن حتى الآن، لم نسمع كلمة: "لفلسطين الحق في الدفاع عن نفسها" من أي مسؤول ألماني، رغم المجازر على طول الحدود، والقتل أثناء التظاهرات السلمية، وهدم الأحياء، واغتيال الحياة اليومية. وهذا الصمت يعزز الواقع البائس لنظام من معايير مزدوجة.

    ومع ذلك، نشهد هذه الأيام ضغطًا داخل الحكومة نفسها: إذ أعلن ميرتس عن تنظيم جسر جوي إنساني إلى غزة لمواجهة أزمة المجاعة التي زادت من قتل المدنيين بشكل كارثي، وأقرّ احتمال تعليق معاهدة التبادل مع إسرائيل. تضمنت المناقشات أكثر من ساعتين داخل مجلس الأمن الألماني، وتمت دعوة كل من وزيري خارجية فرنسا والمملكة المتحدة للتنسيق في الملف، كما تم الإعلان عن مؤتمر إعادة إعمار غزة.

    إن ما نحتاجه الآن ليس خطابًا بل موقفًا: موقف مستقل عن الروايات الأحادية، موقف يقدر معاناة الشعب الفلسطيني بدلاً من معاملته ككائن تاريخي فاشل. موقف يعترف بأن السلام لا يُبنى على أساس مواقف انتقائية ولا على صمت مؤسسي طويل الأمد.

    ونبقى مع كلمات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، التي تفيض صمودًا وأملًا:

    إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القدر
    ولا بد لليل أن ينجلي
    ولا بد للقيد أن ينكسر

    هذه الكلمات ليست مجرد شعر، بل هي تعبير عن إرادة شعوب لا تُقهر، ورغم كل القمع والحصار، فإن شعوب الحرية ستظل تطالب بحقها في الحياة والكرامة.

    لكن ألمانيا، بتاريخها المظلم في تجاهل حقوق الإنسان في أوقات سابقة، تبدو اليوم وكأنها تنسى درس التاريخ. فهي تدافع عن أوكرانيا وتدعمها بقوة، بينما تغض الطرف عما يحدث في فلسطين من حصار وحرب على المدنيين الأبرياء، في تناقض صارخ بين المبادئ التي تعتز بها وبين الواقع السياسي الذي تسير فيه.

    إن الصمت الألماني الرسمي أمام هذه الجرائم ليس فقط موقفًا سياسيًا بل هو فعل يشارك في الجريمة، لأنه يسمح باستمرار الانتهاكات دون مساءلة أو إدانة. وهذا الصمت يتناقض مع القيم الإنسانية التي يُفترض أن تكون جزءًا من نسيج الدولة الألمانية.

    فريدريش ميرتس، المستشار الألماني الجديد، أعلن بصراحة رفضه لتحريك أي موقف حاسم من الحكومة الألمانية تجاه الأزمة في فلسطين، مبررًا ذلك بالمصالح الاستراتيجية والعلاقات التاريخية مع إسرائيل. هذا الموقف يضع ألمانيا في خانة المراقب السلبي، أو الأسوأ من ذلك، شريك غير معلن في استمرار المعاناة.

    وفي الوقت الذي تصر فيه ميرتس وحكومته على الصمت، نجد أكثر من 20 دولة، من بينها فرنسا وإنجلترا، قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدين أن الحق في تقرير المصير والحياة لا يمكن تجاهله أو قمعه بالقوة. أما ألمانيا، فترفض حتى اليوم أن تحذو حذوهم، وتغلق باب النقاش السياسي حول هذا الحق المشروع.



    خاتمة

    تظل فلسطين في قلب معركة العدالة وحقوق الإنسان، وألمانيا، بتاريخها وتأثيرها السياسي، أمام مفترق حاسم: هل تختار الوقوف إلى جانب السلام والحق والإنسانية؟ أم تبقى صامتة، مشاركةً بشكل غير مباشر في استمرار الظلم؟ إن التاريخ لن ينسى مَن اختار الصمت حين كان بمقدوره أن يكون صوت الحق.





    --
    Dr. Mohamed Badawi























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de