نيفاشا والحركات المسلحة بذرة نحصد ثمارها حربًا بلا انقضاء كتبه علي الكنزي

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 03:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2025, 08:56 PM

علي الكنزي
<aعلي الكنزي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 45

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نيفاشا والحركات المسلحة بذرة نحصد ثمارها حربًا بلا انقضاء كتبه علي الكنزي

    08:56 PM July, 30 2025

    سودانيز اون لاين
    علي الكنزي-الخرطوم - السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    بسم الله الرحمن الرحيم
    من رسائل النور والظلام

    [email protected]





    دفعني لتعقيب مقال الأستاذة صباح محمد الحسن المنشور في (مدنية نيوز) ليوم الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥، مما حملني للجهر برؤية كنت أستبطنها لسنين عددا. واحسبها تُطرح قراءة تربط جذور الحرب الحالية في السودان باتفاقية نيفاشا، التي أعادت تشكيل معادلات القوة في البلاد. فقد أغرت هذه الاتفاقية بعض أبناء غرب السودان بحمل السلاح لتحقيق مطالب اقليمهم، وهو ما دفع الجيش لاحقًا إلى الاستعانة بمليشيات أهلية عرفت بالجنجويد، ثم تطورت لاحقًا لتصبح "قوات الدعم السريع" — التي سرعان ما تحولت هي الاخرى إلى قوة موازية للجيش السوداني، خاصة بعد ان مدت ذراعها وأصبحت قوة تستعين بها كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية في حربها في اليمن. وانتهى بها المطاف إلى إشعال حرب مدمرة اقعدت كلما يقف على ساق وهو ما نحصد ثماره المرة الآن

    في مقالها المعنون بـ"تأجيل!!"، تناولت الكاتبة صباح محمد الحسن إلغاء مؤتمر اللجنة الرباعية المزمع عقدة في واشنطن يوم الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥، حول الحرب في السودان والسعي لوقفها.

    فسرت الغاء المؤتمر كضربة قاصمة لمحاولات إشراك السلطة العسكرية السودانية في الحلول الدولية. وقد ظهرت في ثنايا المقال نزعة لتصوير الموقف الأمريكي بوصفه حاسمًا وصارمًا تجاه السلطة القائمة في السودان، بل وأعادت الكاتبة وباعتزاز يبطن التهديد، تقديم تجربة نيفاشا بوصفها نموذجًا ناجحًا للتدخل الأمريكي المباشر في قضايا السودان الوطنية .

    افتتحت الكاتبة مقالها بتعبير شاعري قوامه "المتلفح بالعشم"، وهو وصف يبدو في ظاهره شعبيٌ أدبي، لكنه ـ في سياق المقال ـ

    أن هذا التصوير يتجاهل وجود أطراف أخرى ـ مثل تيار "صمود" وقوى مدنية ـ علّقت آمالها على المؤتمر أيضًا، ولا مانع لديهم أن تأتي من منطلقات مبدئية لإنهاء الحرب، حتى ولو أدى الامر الخضوع لحلول مفروضة من الخارج. وبالتالي، فإن تصوير كل من "توسم في المؤتمر خيرًا" باعتباره طرفًا مأزوماً سياسيًا، هو اختزال غير عادل للمشهد، ويخدم خطابًا معينًا يحمّل طرفًا واحدًا مسؤولية الإخفاق في الوصول إلى حل دولي.

    تُظهر الكاتبة صباح ميلًا واضحًا لتصوير قرار إلغاء المؤتمر بوصفه انتصارًا للموقف الأمريكي الحازم، وتستشهد على ذلك بتجربة اتفاقية نيفاشا التي قادتها الولايات المتحدة سابقًا، معتبرة أن أمريكا فرضت الحل على الحكومة السودانية حينها، وأنها قد تفعل الشيء نفسه الآن. لكن هذه القراءة تفتقر إلى التوازن لكاتبة تحسب بأنها وطنية.

    من الواضح انه لا يوجد تصريح أمريكي رسمي يُفيد بأن الإلغاء جاء رفضًا قاطعًا لمشاركة الحكومة السودانية. بل إن التجربة السابقة، في محادثات جدة، تُظهر أن الولايات المتحدة لا تمانع مبدئيًا مشاركة ممثلين عن السلطة، إذا لم يُربك ذلك سير التفاوض أو يُحرج الوسطاء.

    كما أن استدعاء تجربة نيفاشا بوصفها نموذجًا يُحتذى، يتجاهل ما ترتب عليها من نتائج قزمت السودان وافضت به الى دولتين وهو ما مهد لقيام حركات مسلحة في غرب السودان، لنيل المطالب الإقليمية بقوة السلاح، فنيفاشا خير مثال يحتذى.

    ظهور الحركات المسلحة في غرب السودان فور اتفاق نيفاشا واستهدافها للجيش السوداني والقواعد العسكرية، دفعت القيادة العسكرية إلى الاستعانة بقوى شبه عسكرية لمساندة الجيش في حربه (الجنجويد)، وهو ما أدى لاحقًا إلى نشوء قوة الدعم السريع. فقد حققت هذه القوة نجاحات عسكرية ضد بعض الحركات، مما دفع بها إلى المطالبة بدور سياسي موازٍ خاصة بعد الإطاحة بنظام البشير، لتصبح لاحقًا قوة موازية للجيش، وهو ما قاد لتفجير الصراع الحالي الذي يعيش السودان تداعياته المدمّرة

    وبالتالي، فإن تصوير نيفاشا كنجاح أمريكي، والإيحاء بإمكانية تكرار السيناريو بطريقة مماثلة، يعكس تبنّيًا غير نقدي للوصاية الدولية وتجاهلًا لنتائجها الكارثية على وحدة السودان واستقراره

    سعت الكاتبة لتحميل موقف مصر وأمريكا أكثر مما هو معلن رسمياً فكتبت تقول:

    ""لكن الولايات المتحدة الأميركية جددت رفضها باعتبار أن الطلب قُدم لأكثر من مرة، بعدها رهنت مصر حضورها الاجتماع بتمثيل السلطة العسكرية في السودان، لكن أميركا قالت إنها لن تقبل مشاركة قادة طرفي الحرب، حتى ولو تم إلغاء المؤتمر — وقد كان".

    هذا السرد لا يستند إلى تصريحات واضحة ومباشرة من أي من الطرفين، لا الإدارة الأمريكية ولا الجانب المصري. فموقف مصر تجاه إشراك الحكومة السودانية لم يُعلن صراحةً، بل ظل حبيس التقديرات أو التسريبات غير المؤكدة. أما بالنسبة لأمريكا، فهي وإن كانت تُفضّل ـ وفق تحليلات عدة ـ تقليص مشاركة أطراف الحرب في بعض الجولات، إلا أنها لم تصدر موقفًا علنيًا يُفهم منه الرفض المطلق لمشاركة الحكومة السودانية

    بل إن الواقع يُشير إلى أن الولايات المتحدة سبق أن رعت مع السعودية محادثات جدة التي ضمت ممثلين من طرفي الحرب. كما أن التصور القائل بأن غياب الأطراف السودانية يفتح المجال لوسطاء أكثر حرية في بلورة حلول، لا يعني بالضرورة أن واشنطن ترفض مشاركة هذه الأطراف في كل المراحل

    وبالتالي، فإن القول بأن الإلغاء سببه الوحيد هو رفض أمريكي قاطع لمشاركة الحكومة السودانية، أو إصرار مصر على إشراكها، هو تأويل مبالغ فيه لا يسنده دليل قاطع، ويخدم فقط رواية سياسية تسعى لإدانة طرف بعينه وتحميله الفشل.

    تشير الكاتبة صباح، إلى أن البيان الختامي للمؤتمر قد صيغ مسبقًا، وأن الخلافات بين أطرافه الرباعية كانت فقط على مستوى التفاصيل، مما يعني ـ بحسب تحليلها ـ أن الحل الدولي جاهز، وأن المؤتمر ليس إلا محطة إجرائية لا أكثر.

    هذا الطرح يوحي بأن مستقبل السودان يُدار خارجياً بالكامل، دون الحاجة لمشاركة فاعلة من السودانيين أنفسهم.

    هذه المقاربة تُعيد إنتاج منطق التهميش السياسي الذي جعل من السودان موضوعًا للقرارات الدولية، لا طرفِ مشاركة فيها. كما أن تجاوز أهمية التمثيل السوداني مدنيًا كان أو عسكريًا او الاثنين معا في أي حل مطروح، يُفرغ أي اتفاق من مضمونه ويُكرّس التبعية.

    أي أن اي حل دولي لا يضع في اعتباره جذور الأزمة السودانية، وتوازنات القوى الداخلية، واستحقاقات ما بعد وقف الحرب، سيظل هشًا وقابلاً للانهيار، كما حدث في تجارب سابقة.

    في سعي الكاتبة وانشغالها بتثبيت رواية الفشل على السلطة السودانية ـ من خلال مساعي مصر لإشراكها ورفض أمريكا لذلك ـ تغيب الرؤية النقدية الحقيقية للأزمة السودانية ذاتها، بوصفها أزمة نابعة من الداخل قبل أن تكون رهينة قرارات الخارج

    لم تناقش الكاتبة ـ ولو عرضًا ـ مسؤولية القوى المدنية السودانية التي فشلت في بناء مشروع وطني متماسك بعد الثورة، واكتفت بالتلميح إلى أن الحلول يجب أن تُصاغ خارج السودان، بل وقدّمت السيناريوهات الدولية كبدائل حتمية، متجاوزة بذلك أي مساءلة محلية حقيقية.

    بل الأخطر من ذلك، أن الكاتبة توحي بأن كل فشل دولي في الوصول إلى تسوية، هو بالضرورة خسارة لقوى مدنية أو لأطراف داعمة للتغيير، في حين أن قوى الداخل ـ بشقيها العسكري والمدني ـ هي التي عجزت عن صياغة رؤية توافقية تتجاوز المحاصصة والوصاية، مما يضعف حجج تحميل الخارج كامل المسؤولية، أو الرهان عليه كمخلّص وحيد

    وختاما يمكن القول إن مقال الكاتبة صباح يعكس مقاربة سياسية تقوم على تبنّي الدعوة للحلول المفروضة من الخارج، وتُغفل في المقابل تعقيدات الواقع السوداني الداخلي ومسؤوليات الفاعلين المحليين عن استمرار الأزمة. فبينما تسعى الكاتبة إلى تقديم الموقف الأمريكي بوصفه موقفًا مبدئيًا حاسمًا ضد الانقلابيين، فإنها تتجاوز حدود الوقائع الماثلة امامنا، كما أن المقال يُعيد إنتاج منطق التدخل الخارجي بيد أمريكية، بوصفه السبيل الوحيد لحل الأزمة، وتستدعي الكاتبة تجربة نيفاشا كنجاح نموذجي دون مساءلة عن آثارها الكارثية على وحدة السودان واستقراره، متجاهلةً أن القوى المسلحة التي أنتجتها تلك المرحلة هي التي مهدت لنشوء قوة موازية للجيش، (الدعم السريع) وانتهت بالسودان إلى دولتين ثم الى هذا الإحتراب المدمر للوطن وانسانه.

    فالمقال يغلب عليه الانحياز، ويبتعد عن القراءة النقدية المتوازنة التي تضع الأزمة في إطارها الوطني والدولي معًا




    Ali Al-kanzi
    Ashshawal village
    White Nile State
    Sudan























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de