ما الذي تبقّى في جعبة أنظمة الفساد والاستبداد في محيطنا العربي والأفريقي من عروض مسرحية لتمرير المؤامرة الشريرة ضد ارادة شعبنا الجسور المناضل من اجل الدولة المدنية؟ بيان مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخير فضح نفسه، وفضح ما يجري خلف الكواليس من مؤامرات شريرة لقتل ثورة شعبنا البطل. أنظمة الاستبداد والفساد في محيطنا العربي والأفريقي لم تعد تملك سوى عروض ركيكة لا تُضحك إلا من كتبها، ولا تُقنع إلا من يعتاش على التبعية والتواطؤ. السودان الجديد لا يرتدي ثوب الخزي والعار، بل إرتدى ثوبه الحقيقي: ثوب العزة والكرامة والحرية. مجلس السلم والأمن الأفريقي... اسمٌ يوحي بالسلام، أما أفعاله فتشير إلى النقيض؛ فقدّم أمن الأنظمة على أمن الشعوب، مما جعل شباب القارة السمراء غذاءً لأسماك البحر في رحلة بحثهم عن الأمن والسلام الغائب في قارة تُعدّ من الأغنى..يا للمفارقة. الضجيج لن يُربك إرادة السودانيين، ولن تفلح الصفقات المشبوهة في حرف بوصلة نضال شعبنا من أجل دولة القانون والمؤسسات. التاريخ لا يُكتب بالحبر المنسكب من مؤتمراتهم الفارغة، بل بالدم النازف من صدور الذين لم يبدّلوا تبديلاً. السودان الجديد لا يستجدي مباركة من أنظمة فقدت توازنها الأخلاقي، بل يتقدّم بثبات نحو شراكة مع أحرار العالم، ممن يؤمنون بحق الشعوب في أن تقرّر، لا أن يُقرَّر عنها. إرادة الشعوب لا تعبّر عنها الصفقات والتصريحات المدفوعة الثمن، بل يعبّر عنها صدقٌ مزروعٌ في الصدور، وعزيمةٌ تصمد حين تنهار الأروقة. ليس هذا عرضا مسرحيا يُقدَّم على خشبة إقليمية متهالكة، بل مشهد الختام لمؤامرةٍ فاشلةٍ تكسّرت نصالها بصمود شعبنا الجسور. وتبقى الحقيقة كما هي: إرادة الشعب السوداني الطامحة إلى الحرية والعدالة والسلام لا تكسرها مؤتمرات الأشرار مهما تقمّصوا من أدوار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة