عدم شرعية "تأسيس" متجاوزة لمن سبقها !! كتبه: أحمد حمزة-29/7/2025 ما يثير الدهشة ان مجموعة "صمود"، دائما تبرر عدم تعاملهم مع مجلس السيادة بصفته هذه وكذلك رفضهم التعامل ومع رئيس الوزراء الجديد، بأن كلاهما فاقد للشرعية ،واقصى ما يقولونه انهم يعتبرون البرهان يمثل احد طرفي الحرب، بل ذهب بعضهم الى انه لا توجد مؤسسات دولة لكي يتفاوضوا معها!. ومعلوم انهم، أي قوى الحرية والتغيير، سبق لهم أن فاوضوا البرهان واللجنة الأمنية للنظام السابق- وكلاهما لا يتمتع بأي قدر من "الشرعية" ثم تجدد تفاوضهم مع مجلس السيادة عشية اندلاع الحرب ولم يثيروا عدم شرعية هذا المجلس باعتباره امرا واقعا الضرورة تفرض مفاوضته، وهذا صحيح.. الان، وبعد الإعلان عن ما يعرف "بحكومة تأسيس" اعلنت صمود بأنهم سوف يفاوضون حكومة تأسيس!. وقطعا سوف يفاوضونها بصفتها "حكومة" وان لم تتمتع بالشرعية ولا يفاوضونها كطرف من اطراف الحرب، لان لهم اعلان سابق مع القيادة العسكرية للدعم السريع !. فما هو موقف صمود لو أعلن سكان شرق السودان تكوين حكومة الصحوة، مثلا، ومن بعدهم اعلنت مناطق اخري حكومات بمسميات مختلفة. هل سوف تفاوض صمود او غيرها هذه الحكومات مبررة تعاملها مع هذه الحكومات بأنها تتعامل مع ضروريات الواقع... وصمود تقر بأن جميع الحكومات فاقدة للشرعية.. وهذا صحيح فمعلوم، وليس محل خلاف، أن شرعية الحكومات تتحقق بما تختاره اغلبية القاعدة الانتخابية في انتخابات مستوفية لشرط متطلباتها ونزاهتها. لذا الواجب الوطني، وفي ظل الاطماع الفردية التي توظف المجموعات السكانية، ان يتم رفض اي توجهات لإعلان حكومات تتغذى وترفدها جماعات سكانية يتم تجيشها للقتل والتدمير!. لان مثل هذه التشكيلات السكانية سوف تعزز، بل، سوف تحركها عصبيات، حتما تقود إلى تفتيت القدر المتوفر الذي يضمن التساكن السلمي للمجتمعات السكانية التي يسعى الوطنيين جميعهم لتطويرها لتصبح مجتمعات مندمجة وطنيا بفعل روافع التطور الاقتصادي والاجتماعي وثقافة الاغلبية التي تشكل المشترك الاكبر لهذه المجتمعات، الا وهي الثقافة العربية والاسلامية كواقع تداخلت في تكوينه عناصر ثقافات محلية اثرت وتأثرت وانتجت ثقافة عامة لا زالت في تفاعل مع الواقع المتحرك في سلم وطواعية دون مصادرة لحق أي مجموعات سكانية في تطوير ثقافتها الخاصة. في خضم هذا الصراع وشدته، يجب ان لا ينزلق السياسيون الى العنصر السكاني في حشد تأييد نظاَم حكم او حكومة لان السودان، عرف الحكم المركزي حديثا ( ١٨٢٠) يعني مفهوم المواطنة ووحدة الوطن ومفهومه قد يكون لدى الكثيرين ملتبس!،ويزيد الوضع خطورة الاطماع السياسية والحكم بقوة السلاح والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي، بما أدخل في ظن جهة او مجموعة سكانية ، انها قد غُبنت وان عنصرها/عناصرها السكانية قادرة على نصرتها. وهنا كان لأصحاب الاطماع الشخصية قدحهم المعلى ودورهم وقيادتهم! لتناضل "صمود" وغيرها ضد حكم مجلس الذي يقوده البرهان و لتسعى لإسقاط حكومة "كامل" بوسائل العمل الجماهيري "المجربة"!!.. اما اختيار التفتيت السكاني والمجتمعي بتكوين، او الاعتراف بحكومات ذات طبيعة سكانية محددة –كما هو حاصل في "حكومة تأسيس"، فهذا لا يعني سوى تمزيق الوطن والدخول في صراعات دموية هي هدف دول اقليمية، افريقيا وعربيا، تسعي لتمزيق الدول، فعلت هذا في ليبيا واليمن والصومال وتونس، وحاولت في اماكن اخرى، السودان من بينها.. وهو مخطط ذو ابعاد تحركه وتموله استراتيجيات تحت اشراف أطراف ذات خبرة.. فلتصحو الحركات والاحزاب السياسية السودانية والمجموعات السكانية كافة لتمتنع عن المشاركة في هذه المخططات.. لقد سقط نظام الانقاذ بفعل مدني سلمي (ابريل 2019) وقبله انظمة عسكرية اسقطتها الجماهير المنظمة في اكتوبر ٦٤ وابريل ٨٥.. فإن قررت "صمود" وغيرها اسقاط البرهان/ وكامل فهذا اختيارها شريطة رفضها تكوين حكومة "موازية في عدم الشرعية" ومتجاوزة في المأساة لأنها تقوم على العنصر السكاني الذي لا يعني سوى تفتيت الوطن!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة