وسط اجواء مشحونه بالحذر والترقب، ودون رفع سقف التوقعات والتفاؤل، يتطلع السودانيون الي اجتماع الرباعيه في واشنطون نهايه هذا الشهر،رغم الخلاف والتباين والتضارب في المصالح والأجندات، الذي ادي الي تعقيد المشهد السياسي وساهم في اطاله امد الحرب،و فشل مؤتمر لندن في ايقاف الحرب وادخال المساعدات الاتساتيه، ويلتئم هذا الاجتماع تحت المظله الأمريكيه، بحضورالسعوديه والامارات ومصر وبدعوة ومشاركه بريطانيا وقطر،في اطار التوجهات المعلنه للرئيس ترامب((هي اطفاء بؤر التوترات والحروب في العالم)) وتصريحاته حول السودان في مؤتمر صحفي عقد بالبيت الابيض، مشددا علي أهميه وقف الحرب وتمهيد الطريق نحو حل سياسي، في اطار مبادرة تهدف للتوصل لتسويه للصراع في السودان، تحفظ مصالح الجميع وتحقق للحلفاء المحليين بعض المطالب،لايقاف الحرب والقتل والنزوح واللجوء الذي شكل اكير أزمه وكارثه انسانيه في العالم في العصر الراهن،الجوع والمرض والمعاناة الكارثيه ،وانتهاكات القانون الدولي والانساني واحراق البلاد،بعد تعثر وفشل كافه المبادارات والوساطات والتدخلات والجهود الدوليه لايقاف الحرب،وهذة الجوله للرباعيه تنطوي علي ابعاد استطلاعبه لتبادل الرؤي والأفكار،وتجسير الخلافات بقدر من المواءمه والتقارب والتوافق والتوازنات، ودراسه المستجدات والمتغيرات علي تمدد ونطاول الحرب،وابعادها السياسيه والأمنيه ،والخروج برؤيه مشتركه لرسم خارطه طريق تنهي الصراع ، وتأسس لتهيئه المناخ لوقف الحرب وحل الأزمه في السودان.. و الشروع في عمليه سياسيه للحل السلمي ولتعزيز السلم والأمن الدوليين، بدور للولايات المتحدة في قيادة الرباعيه والتنسيق مع الشركاء الدوليين، من خلال استصحاب وتفعيل المبادرات السابقه، باحياء منبر جدة ومخرجاته، في ملف وقف العدائيات وحمايه المدنيين،والذي تم برعايه امريكيه سعودبه،واتفاق المنامه بين الجيش والدعم لسريع لوقف الحرب، واطلاق عمليه سياسيه تعيد المسار الانتقالي المدني،امريكا والغرب يدركان أهميه الموقع الجبوسياس للسودان، وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وضرورة المحافظه علي الممرات المائيه مفتوحه دون اعاقه،تعطل انسياب تجارة النفط والبضائع العالميه وامدادات وأمن الطاقه، ومخاوف واشنطون لأي نفوذ ومصالح وتسهبلات بحريه، لروسيا وايران في البحر الأحمروالتقارب مع الجيش السوداني، والذي يشكل تهديدا مباشرا لمصالحها في المنطقه والشرق الأوسط، كما ان عدم استقرار السودان يؤدي الي تفريخ بؤر الأرهاب والتطرف، والهجرةغير الشرعيه الي أوربا، وتهريب البضائع وتجارة المخدرات والسلاح، والجريمه المنظمه والعابرة للحدود وامكانيه تحول السودان الي ساحه صراع ومواجهه مفتوحه للحرب بالوكاله، في بعدها الجيوسياسي والايديولوجي، في وقت تسعي فيه الولايات المتحدة، الي بناء وتعزيز الشراكات الاقتصاديه في أفريقيا للحصول علي المعادن والثروات القيمه والنادرة، البرهان يرفض التفاوض والحوار لانهاء القتال والاستمرار بالحرب، والتمسك بالحكم والسيطرة علي البلاد، بديلا للمشاركه في محادثات السلام والعودة للخكم المدني، بالرغم من افتقارة للشرعيه والاعتراف الشعبي والدولي والعزله المتزايدة، ووقوعه تحت تأثير القيادات الاخوانيه وضغوطها وابتزازها، ونفوذ الاسلاميين داخل الجيش ومفاصله القياديه، وحلفائه من الكتائب المتطرفه والمليشيات والقوي المشتركه، في ظل الانهيار الأمني والتدمير المؤسساتي للدوله ومؤسساتها ،وتفكيك ونفتيت وحدة البلاد والتدمير الممنج للمرافق الصحيه والتعليميه، والايادة الجماعيه والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاغتصاب الجماعي، والاستعبادي الجنسي ومشاهد القتل العنف والرعب والترويع، التي يتحمل مسؤوليتها طرفي الحرب العبثيه التي ادعي طرفيها بأنها سوف تنتهي خلال ايام واسابيع عند انطلاق الرصاصه الأولي، حيث لا توجد اي مؤشرات علي انتصار حاسم علي الأرض لأي من الطرفين مع تقدم الجبش نسبيا في الخرطوم، الأمر الذ ي يمكن ان يقود البلاد الي حرب أهليه ،ذات ابعاد أثنيه وقبليه وجهويه ومناطقيه تؤدي الي تفكيك شامل للسودان، وتقسيمه في محاوله طرفي الحرب للحصول علي مكاسب،وامتيازات ومزايا تعززمن استخدامها كورقه تفاوضيه ضاغطه لاي تسويه محتمله،الا ان الضغوط علي البرهان علي المستوي الداخلي والدولي بدأت تتزايد وتتصاعد في الأونه الاخيرة، حيث فرض مكتب مراقبه الأصول الاجنبيه التابع لوزارة الخزانه الأمريكيه في 16 يناير الماضي، عقوبات علي قائد الجيش البرهان، واحد موردي أسلحه للجيش، بالاضافه للعجز والفشل في تشكيل حكومه بورتسودان بعد ما يقارب 50 يوما، وتحالف السودان تأسيس يعلن عن تشكيل مجلس رئاسي لحكومه انتقاليه برئاسه حميدتي. التسوبه القادمه تواجه بعض التحديات ،متعلقه بمستقبل قيادة الجبش الحاليه بعد ايقاف الحرب واستيعادها من العمليه السياسيه، والافلات من العداله والمساءله ،وتحركات جماعه الاسلام الياسي للدفع بقيادات بديله تحافظ علي نفوذها داخل المؤسسه العسكريه، ومستقبل المليشيات التي تشكل خطرا علي الأمن والاستقرار ومستقل السودان ،كما ان تقاسم السطه بين طرفي الحرب بواجهات مزيفه جديدة ومدنيين يتمتعوا بالدعم الدولي الامريكي، استجابه لتوازنات القوي العسكريه والمدنيه في المشهد السياسي بديلا للعداله والشفافيه، مع تهميش للقوي السياسيه والمدنيه الحيه من قوي الثورة ،لن يقود ذلك الا الي تسويه هشه وجزئيه وهدنه مؤقته،التسويه من مراكز صنع القرار في الخارج ،لن تحقق التحول المدني الديمقراطي ووحدة السودان واستقرارة وايقاف الحرب، باعتبارها لاتخاطب جذور الأزمه والأسباب العميقه والجوهريه لانفجار الحرب، وأمامنا التجارب‘أدبس أبابا 1972، ونيفاشا 2005،والدوحه وأبوجا وجوبا والوثيقه الدستوريه الخ وضرورة التعلم منها برفض التسويه التي تعيد الشراكه وانتاج الأزمه والحرب، بعيدا عن الحل الجذري واستعادة الحكم المدني الديمقراطي. shareefan@hotmail,com
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة