مدخل قالتها روضة الحاج الروحُ عادت في العروقِ تحومُ مذ قيل لي: قد عادت الخرطومُ عادت كيوسفَ والقميصُ دماءُ مَنْ عكفوا على السودانِ وهو كظيمُ ! عادت كموسى حين رُدَّ لأمِّه هذا هو التخطيطُ والتسليمُ! عادت كذي النونِ المغاضبِ علَّها قالت كما قد قال وهو سقيمُ ! عادت فعادَ العزُّ (يقدلُ) عزةً ويقولُ في زهوٍ أنا الخرطوم! عادت بأرواحٍ تسامت فارتقتْ عظُم المرادُ فصدقته جسومُ إعادة بناء ما دمرته الحرب يتطلب إرادة قوية وقيادة حاسمة لاتعرف المجاملة فى شؤون البلاد والعباد.. الكل يعمل بدون دسائس أو مؤامرات تحذف المصالح الشخصية والحزبية ماذا استفدنا من المليشيات التى تكون خارج المنظومة العسكرية الكل يهدد ويتوعد بدا من عبارة (البيوت تسكنها الكدايس) إلى التهديد والوعيد بتحريك جنود المليشيا فى المدن والاحياء.. حب السلطة دمر البلد حتى اللحظة لم ياتي من يعمل بتفانى من أجل الوطن.. للأسف أصبحت السياسة مهنة جاذبة تحقق كل المطامع الشخصية..بلد يعيش فيها المواطن تحت خط الفقر و تجوب شوارعه عربات فارهة وقصور ينعم فيها من وصل للسلطة بالسلاح أو العلاقات الاجتماعية.. الحرب لم تنتهي بعد وصراع المناصب كاد ان يعيد نوع آخر من الحرب.. لا تبنى الأوطان بالعملاء والخونة ولا أصحاب المصالح الشخصية و الولاءات الخارجية.. لا تبنى الاوطان بالبندقية ولا الدكتاتورية والاستبداد... يعمرها الشرفاء أصحاب الضمائر الذين يسعون إلى لاقامة دولة القانون. مع كل هذه التعقيدات والصراعات و المؤامرات الخارجية والداخلية فرحنا بعودة الخرطوم وانتصارات الجيش هذه الفرحة لن يشعر بها غير الذين عاشوا ويلات الحرب غادروا منازلهم مجبرين وشاهدوا نهب ممتلكاتهم و تعذيب وقتل أهلهم.. وهذا النصر اتي به من قالت عنهم الشاعرة روضة الحاج : ساموا البغاةَ من اللظى ما سيموا وثبوا كما تثبُ الليوثُ جسارةً والموتُ يخطرُ والمنونُ تحومُ لكنّهم والموتُ- في عجبٍ- مضوا يتسابقون وحتفُهم محسومُ ! عادت فما أدري أأركض فى المدى وأصيح بالدنيا هنا الخرطومُ دمرت الحرب المباني وأخشى أن تكون دمرت معها احساسنا بالحياة والأمن والأمان لذلك تحتاج تساؤلات الشاعرة إلى إجابة.. هل نيلنا ما زال يجري.. رائقاً هل في السماءِ سحائبٌ وغيومُ؟ هل وجه (بحري) مثل سابقِ عهدِه متألِّق وعلى الجبينِ نجومُ هل عادت(ام درمان) واثقةَ الخطى هل قد تشافى قلبُها المكلومُ أوَيستطيعُ الحرف إنصافَ الألى بدمائهم رجعت لنا الخرطوم؟ ما أخجل الكلمات وهي تقولهم أنى لها الانصاف والتقييمُ رجعت الخرطوم وكثير من المدن هل حكومة الأمل بهذا التكوين لها المقدرة على بناء ما تم تدميره هل هذه الحكومة قادرة على إعادة الأمن والاستقرار.. لن نحلم بغد أفضل الا بعد عودة تلك الجيوش المتعددة إلى الثكنات وتكون تحت قيادة واحدة وجود ارتكازات ضرورة فى حالة السلم والحرب و أجهزة أمنية واستبخاراتية ترصد وتتابع الوجود الأجنبي و عبرها يتم تنظيف اوكار الجريمة. هل حكومة الأمل قادرة على إعادة الأمل إلى النفوس التى كاد ان يقتلها الاحباط والصراعات والخلافات السياسية. تبقى الحقيقة (أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة) الكارثة الكبرى يكون فيها أكبر عدد من عديمي الفائدة. حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة