تتسارع الخطي في جنوب دارفور وعاصمتها نيالا لاستقبال جماهيرها لحكومة السلام المرتقبة حسب وصفهم لها من تصريحات زعماء القبائل ونظارات الادارات الأهلية التي اجتمعت صباح اليوم الحمعة بمقر حكومة ولاية جنوب دارفور في نيالا . وتأتي هذه التحركات المسرعة ليكون مجلس التأسيس جاهزا لمفاوضات طرفي القتال في الحرب الدائرة لما يزيد عن العامين للذهاب الي العاصمة الأمريكية مع نهاية شهر يوليو الحالي حسب مقترح اللجنة الرباعية التي ظلت تعمل كوسيط او كمسهل بين الطرفين في منبر جدة منذ بداية الحرب برغم أن الفرص الذهبية لاحلال السلام وإيقاف الحرب قد ضاعت منذ الشهر الأول لبداية الحرب الي ان تدمر كل السودان وتشرد اهله وفقدوا الكثير وتم ضرب البتية التحية لعاصمة البلاد بالكامل بسبب رعونة مؤيدو استمرار الحرب وبغبائهم المعروف فيهم فدفع شعبنا ثمن هذا الغباء ولم يدفع مشعلو الحرب شيئا. والدلائل تشير حاليا الي موافقة طرفي القتال وهما حكومة بورتسودان وحكومة نيالا المرتقبة او فلنقل الجيش والدعم السريع للذهاب إلى واشنطن حسب إقتراح الرئيس الأمريكي ترمب لوضع حد لإنهاء الحرب من اجل انقاذ ما اصاب السودانيين من متاعب جمة وتدهور انساني بارز الملامح حيث إنتشر الفقر والجوع وتكاثرت الامراض القاتلة وتشرد اكثر من ١٥ مليون مواطن من كافة الأعمار من مناطق سكنهم. كما أن حركة الشد والتوتر الحالية التي نشبت بين الجيش والقوات المشتركة قد تقود الي نتائج وخيمة إن لم يحدث سلاما قويا في السودان يمنع تدهور الاوضاع بسبب المليشيات العديدة المسلحة والتي وصلت حتي الي بعض مدن شمال السودان وتحت نظر الجميع. ولكي يتحقق الاستقرار في السودان فان خيار توظيف الفصل السابع من قانون ولوائح مجلس الأمن الدولي سيكون حاضرا للتطبيق لتوظيف قوات اممية أفريقية ودولية مثلما حدث سابقا في إقليم دارفور ولمدة ١٣ سنة متواصلة. وفي حالة نجاح المفاوضات اللجنة الرباعية هذه المرة فربما يتطلب الأمر توقيع نهائي علي الاتفاق بين الفريق اول البرهان والفريق اول حميدتي. وبالتالي يكون الامر ملزما لكافة الاطراف. وقد يجابه الاتفاق المتوقع اعتراضات من هنا وهناك وخاصة أن الاتفاق يقطع الطريق علي الحركة الاسلامية للعودة من الشباك لحكم البلاد بالقوة تارة اخري.. إلا أن الموافقة المتوقعة من الفريق اول البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية علي الاتفاق المتوقع قد يقطع الطريق المذكور أعلاه. وبالتالي سيطول أمد بقاء اركان نظام الإنقاذ خارج البلاد لفترات طويلة في حالة قيام حكم انتقالي ديمقراطي مدني مستقل في السودان وبرعاية وحماية دولية هذه المرة. وذلك بديلا عن حكومتي الامر الواقع في بورتسودان ونيالا. ولكن يظل السؤال مطروحا بقوة وهو : هل ستطالب حكومة التأسيس المرتقبة في نيالا بتقرير مصير مثلما حدث في نايفاشا بين الحركة الشعبية بقيادة الراحل د.جون قرنق والمؤتمر الوطني بقيادة البشير وذلك تمهيدا لقيام دولة اخري في غرب السودان؟ وفي تقديرنا ان هذا الخيار يصبح متوقعا في المفاوضات المرتقبة بواشنطن. وفي هذه الحالة ستصبح القوات المشتركة ( الدارفوية) في خبر كان إن لم ينشأ نزاع جديد بينها وبين الجيش فيما تبقي من السودان او تتصالح مع حركات مجلس التأسيس في نيالا وتغادر الحكم في بورتسودان في اتجاه نيالا او الفاشر . فكل شيء متوقع خلال هذه المهزلة التي اجهضت اكبر واعظم ثورة في التاريخ الحديث ،،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة