عندما خرجنا للعمل العام والحزبي قبل سنوات طويلة "نسبياً" تعلمنا أول ما تعلمنا اذكر وثيقة "إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهيّر" ، وهي مُقاربة مابين السلوك الشخصي المُنضبط للكادر أو العضو "المُللتزم" المُشتغل بالسياسة وقضايا التغيير وخدمة الآخرين ومابين مايؤمن به وطريقة سلوكه داخل المجتمع الظاهر و العلني "علي الأقل" بعيداً عن "الخصوصية" والحياة "الشخصية" أو ما ينتقل ضرره للآخرين ، وتعلمنا في سن باكرة أن مبدأ المُحاسبة حتي علي السلوك "الشخصي" من قبل المؤسسة التي كُنا ننتمي لها يكون حاضراً إذا تضررت منه تلك المؤسسة الحزبية أو التنظيمية أو المُجتمع من حولنا ، بمعني الإيتاء بما هو لاينسجم "أخلاقياً" و"سلوكياً" في العلن ويتعارض مع الأخلاق والمبادئ العامة وقواعد السلوك القويم داخل مجتمعاتنا ، وتعلمنا باكراً أيضاً وكاساس للعمل التنظيمي مايُعرف ، بالصراع الفكري ، وأن هذا الصراع الفكري هو الذي يطورنا كعضوية وكمؤسسة لذلك كان موجوداً في أساس البرنامج التنظيمي لنا ، وبرغم مفارقتي لتلك المؤسسة منذ سنوات وفقاً لذات الصراع الفكري هذا فقد إحتفظت لنفسي بهذا الأساس الذي نشأت عليه وظللت اردد برُغم كل اختلافي السياسي اللاحق معها بالفضل لتلك التربية والتنشئية التنظيمية ، و كنت دائماً في أي صراع أو إختلاف فكري اتذكر وأُذكر الآخرين قدر المستطاع من الخصوم السياسين بمقولة عبدالخالق محجوب الخالدة "الرجل الشريف يُحارب الفكرة بالفكرة" ، ففي هذا لامجال لأي أساليب "شخصية" أو وسائل قذرة أو كذب وإنحدار لتصفية الخصوم السياسين أو عمليات إغتيال "شخصياتهم" والتخلص منهم ومن مُنافستهم ، علي الرغم من هذا كان للأسف موجوداً وحاضراً حتي داخل ذات المؤسسة التنظيمية التي أنتمينا سابقاً إليها من البعض مُمارسةً وسلوكاً ، وكذلك في كامل المنظومة السياسية داخل مايُعرف بساحة العمل العام في بلادنا ، وكثيرين للأسف أدخلوا تلك "الثقافة المُنحطة" و "الوضيعة" في قاموس الأدب والعُرف السياسِي السُوداني ، وصارت و أصبحت سلوكاً مُتفشياً ، ويُمارسه للأسف "الكثيرين" و "الكثيرات" حتي ممن يطرحون أنفسهم "جزافاً" بدعاة أو عاملين للتغيير في بلادنا ، وهم بهذا السلوك "العاجز" و"الطفولي الصبياني" والضعيف أبعد مايكونون أساساً لاي تغيير ففاقد الشئ لا ولن يُعطيه ، وهذا للأسف جزء مؤثر من درجات السوء التي وصلت إليها بلادنا ، لأن إنتفاء أي معايير أخلاقية في الإختلاف السياسي هي للأسف التي أوصلتنا لهذا الدرك من الضعف والتشرزم وسيادة الأنانية والإنحطاط العام والضعف الكبير ، فتراجع الصراع الفكري لأدني مستوياته وأصبح هنالك "مُعلمين" في أسلوب "الشخصنة" والغريب والمُدهش أن بعضهم يطرحون أنفسهم كما ذكرت دعاة تغيير أو مُفكرين أو حتي سياسين مؤثرين ؟؟ ، مُنتهي الوضاعة حقيقةً..... علي المستوي الشخصي لست سعيداً بهذا الذي يحدث من البعض في التعاطي مع المُختلف معهم سياسياً وبدلاً عن الذهاب إلي أصل الخلاف الفكري أو علي أسؤا الدرجات تناول السلوك الخاص من توصيف حالة السلوك نفسه كالنعت بالإنتهازية أو ممارسة التضليل أو الكذب أو الإرتزاق بعيداً عن الخوض في الأعراض و الأسر و الحياة الشخصية و الخصوصية لهؤلاء المُختَلف معهم ، وبقصد وتعمّد إزاحتهم أو إغتيال شخصياتهم ، فهذا هو الضعف الذي نتحدث عنه ومُنتهي الوضاعة السياسية والأخلاقية ، والبعض يذهب بعيداً في هذا المنحي بإختلاق الأكاذيب وأساليب إشانة السُمعة و لأن الكثير من هؤلاء محض جبناء فإنهم "يتضارون" خلف أسماء مُستعارة ، وكذلك دخل إلينا في عهد النظام السابق وأجهزة أمنه ما كان ولايزال يُعرف بالجداد الإلكتروني ، والذي تطور وأصبح يُعرف ذباباً إلكترونياً لإنتشاره وسوء وقزارة البيئية التي يعمل فيها وخلالها ومايتم توصيله من التعدي الشخصي والتنمر و السُباب والشتائم وغيرها من أساليب "الضعف" وسوء الأخلاق والإنحدار السياسِي الوضيّع ، و جميعها أو غالبيتها تستتر بتلك الأسماء المُستعارة لأنها لاتقوي علي المُصادمة أو المواجهة وتعتقد أنها بذلك "تُفلح"؟؟ أختم مُجدداً بمقولة عبدالخالق محجوب " الرجل الشريف يُحارب الفكرة بالفكرة" ، إختلف سياسياً مع من شئت فالخلاف السياسي في أصله ليس سئياً بل طبيعياً ولكن إختلف وفق قواعد السلوك في الصراع الفكري والموضوع والفكرة وبشجاعة ومواجهة حقيقية وليس بضعف و بجُبن في التناول الذاتي والشخصي والأُسري والإنحدار والوضاعة السياسِية!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة