مدخل قال الامام الشافعي : (ما جادلت عالما الا وغلبته وما جادلت جاهلا الا وغلبنى) واقعنا السياسي أصبح هش يسوده الجهل والتخلف كيف نكون دعاة ديمقراطية ونمارس الدكتاتورية فى أبشع صورها لماذا نصر على الوقوع فى وحل الاتهامات و الاساءات؟ هل بهذا الأسلوب سنبنى دولة؟ نحن دمرنا الوطن والآن ندمر فى الاجيال القادمة. خلاف فى رأي سياسي بسيط يقود إلى عوالم من الانحطاط الأخلاقي وعدم الوعي، دور قادة الوعي هو الترفع عن صغائر الأمور و النهوض بالبلاد دون اغراق الوطن فى مزيد من الأزمات الاجتماعية. الخلافات حول السياسة و القيادات و الأيديولوجيات لا تعنى خلق نزاعات تخرج من إطار ادب الخلاف،اتمنى أن نتمكن بالوعي من إدارة الخلاف والاختلاف . لا نرهق هذه الاجيال بازمات الماضى ولا نحملهم اخطاءنا و نجرهم إلى بؤر الصراعات والخلافات المدمرة لنصنع أجيال تبنى وتعمر لا تعرف الحقد ولا الغبائن. الوقوف فى محطة واحدة يعنى تدمير الوطن. إذا غاب الوعي السياسي ماذا نتوقع؟ أصبحنا نفتقد ابجديات الحوار البناء الخلاف فى الرأي لدينا يعنى تدفق الاتهامات والاساءات والتصنيف الذي لا يرتقى بمستوي الذين يقال انهم قادة رأي . غاب الضمير واصبح البعض يتحدث عن الديمقراطية ويدافع من أجل الحرية ولكن يحمل بدواخله دكتانور متسلط لا يقبل الرأي الآخر. الخلاف فى الرأي يسقط الأقنعة ويكشف لنا عن ضعف التفكير وانعدام الرؤية العميقة فى التحليل لذلك أصبحت السياسة قائمة على العداء و الكراهية رغم اختلاف الاراء امر طبيعى. للأسف البعض يعتبر الإساءة نصر شخصنة الأمور قوة رغم أنها تقود إلى الدخول في معارك لا طائل منها وتبعد النقاش عن الموضوعية. لماذا لا ننظر إلى تعدد الآراء نظرة إيجابية ويسود ادب الحوار؟ أتمنى أن لا يفسد الخلاف للود قضية رغم ان الود أصبح مفقود فى عوالمنا السياسية نكره بعضنا البعض يحركنا الغبن والحقد تتحكم فينا النزعات المدمرة ، المنتصر هو من يعلو صوته بالاساءة و صاحب الرؤية من له مقدرة على توظيف كافة الأدوات لبث روح العنصرية والقبلية. لماذا لا يكون الاختلاف حول الفكر او الرأي وليس الأشخاص؟ لماذا جعلنا الاختلاف فى الرأي يؤدى إلى عداء؟ قيل (الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء ، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء) أصبح الحوار ياخذ طابع الشخصنة صدق القائل : (نحن ديمقراطيون جدا ،تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب.) حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة