|
سكان السودان القدماء ولغاتهم 1 كتبه د. أحمد الياس حسين
|
04:22 AM July, 10 2025 سودانيز اون لاين احمد الياس حسين-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
Ahmed.elyas@gmail,com
يهدف هذا الموضوع إلى التعرف على سكان السودان القدماء ولغاتهم بما توفر من الكتابات التاريخية والمواد الأثرية ونتائج أبحاث علم الجينات الوراثية وعلم اللغة التاريخي. والتعرف على سكان السودان القدماء يتطلب التعرف بصورة عامة على بعض الآراء حول تصنيف شعوب العالم وعلى سكان افريقيا القدماء لأن سكان السودان القدماء كانوا جزءاً من المكون العام لسكان افريقيا. ونبدأ بإلقاء نظرة عامة على بعض تصنيفات شعوب العالم.
تصنيف سلالات الشعوب ورد عدد من التقسيمات لشعوب العالم وفقاً للمفاهيم التقليدية والمفاهيم الحديثة مثل التقسيم العبري الذي يرى أن كل شعوب العالم تناسلوا من أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث. وأشتهر هذا التقسيم في المصادر العربية التي تناولت الشعوب السامية والشعوب الحامية. ولعل التصنيف الأكثر شيوعاً هو الذي قسم شعوب العالم ثلاث سلالات هي السلالة القوقازية والسلالة المغولية والسلالة الزنجية، أي الجنس الأبيض والأصفر والأسود. ورآى الباحثون الغربيون في القرن الثامن عشر أن هذه السلالات تعيش بمعزل عن بهضمها البعض وتُكوِّن ترتيباً هرمياً من الاختلافات في الثقافات والقدرات العقلية. (لوو، ص 89)
وقد تم التعامل مع هذه السلالات باعتبارها ثوابت تاريخية، وأن السمات الداخلية والخارجية لهذه السلالات لم تتغير منذ أكثر من 6000 سنة. وأن كل الحضارات العالمية العظمى اشتقت من الجنس الأبيض بما يضمه من الآريين. واعتبروا أن الجنس الأبيض يضم المصريين والصينيين والمكسيكيين. ويرون أن السلالة القوقازية حققت السيادة على العالم، وكانت السلالة المغولية أقل تقدماً، والسلالة الزنجية غارقة في العبودية والملذات الحسية. (لوو، ص 91) ويرى كارلتون وادوارد (ص 26) أن القوقازيين يمثلون 55.7% من شعوب العالم، والمغول ويمثلون 37.1% من سكان العالم وبقية سكان العالم (7.2%) زنوج وآخرون. ويضيف كارلتون وادوارد (ص 124-125) أنه وُجِدت جماجم لسلالتين قديمتين في افريقيا إحداهما في شمال الصحراء الكبرى والأخرى في جنوبها، ولكن لا تتوفر معلومات عنهما. فسكان افريقيا وفقاً لهذا التصنيف هم بقايا السلالات القديمة والزنوج الذين اختلطوا بالعنصر القوقازي الذي وُجِدت آثاره في مصر العليا في الألف الثالث عشر قبل الميلاد. أما التصنيف الجديد الذي بدأ يحل محل التصنيفات القديمة لشعوب العالم هو التصنيف الي يعتمد التكرار الاحصائي لمجموعة الموروثات (منتصر الطيب، ص 13) فقد أدى التقدم العلمي إلى الاهتمام بعلم السلالات. وصنف علماء الوراثة شعوب العالم وفقاً للموروثات الرئيسية التي تشترك فيها كل جماعة سكانية، (الحمض النووي DNA ورمزوا لكل جماعة مشتركة بحرف لاتيني مثل A وB. ويرى علماء الوراثة أنه يمكن تتبع تلك الموروثات (الصفات) بصورة أفضل من تتبعها بالطرق الأنثروبولوجية المعتادة. فأصبحت خريطة العالم السكانية وفقاً لعلماء الوراثة تعتمد على نتائج تحاليل الحمض النووي، ووضعوا تصنيف السلالات عليها بالحروف اللاتينية بلغت عشرون سلالة كما عند Chiaroni et. al.. كما سنتناولها لاحقاً السلالتان الحامية والسامية ونتوقف قليلاً مع التصنيف الذي يقسم شعوب العالم إلى حاميين وساميين لارتباطه بالمفاهيم السائدة في السودان والبلاد العربية عن تصنيف السكان. هذا التصنيف – الحامي والسامي - لا يستند في حقيقته على أسس علمية، إذ يرجع أساسه للتراث العبري القديم الذي يرى أن الطوفان في عصر النبي نوح عليه السلام قضى على كل البشر ما عدا من كانوا معه في السفينة، وأن كل سكان العالم بعد الطوفان تناسلوا فقط من أبنائه الثلاثة حام وسام ويافث.
فقد جاء في الكتاب المقدس في سفر التكوين ما يلي: "قال الرب لنوح أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك" (الاصحاح 7 آية 1) "فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه إلى الفلك من وجه مياه الفيضان" (الاصحاح 7 أية 7) فتعاظمت المياه ... وغطت كل الجبال ... فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض ... وجميع الناس" (الاصحاح 8 آيات 19-21) فالكتاب المقدس أوضح أن من ركب السفينة من البشر مع نوح هم بنوه وامرأته ونساء بنيه. جاء في الكتاب المقدس في سفر التكوين (الاصحاح 9 الآيتين 18-19) عن تكوين سكان العالم:
"وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافث وحام أبو كنعان هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعب كل الأرض" وورد في الكتاب المقدس عن تناسل القبائل والأمم: "وهؤلاء قبائل بني نوح حسب مواليدهم بأممهم. ومن هؤلاء تفرقت الأمم في الأرض بعد الطوفان" (الاصحاح العاشر الآية 30) ولذلك فإن كل سكان العالم وفقاً لرواية الكتاب المقدس من نسل حام وسام ويافث.
كما تضمن التراث العبري تفسيراً آخراً لأصل السلالتين الحامية والسامية، فقد جاء في دائرة المعارف اليهودية أن السلالات السامية الحامية كانت في بدايتها جزء من سلالة شعوب البحر الأبيض المتوسط القديمة، وكان موطنها الأول شمال افريقيا. ثم تحركت مجموعة منها شرقا نحو غرب أسيا وانتشرت في تلك البقاع بما في ذلك شبه الجزيرة العربية التي لم تكن صحراء كما هي الآن. Crowford Howellm, “Semitic ages” Jewish Encyclopdi.com
وجاء في القرآن الكريم أن الذين ركبوا السفينة مع نوح هم أسرته ومن آمن معه في سورة هود (أية 40) {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت آية 15: ﴿فَأَنجَيْنَٰهُ وَأَصْحَٰبَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَٰهَآ ءَايَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾
ولم يرد في القرآن الكريم ما يشير بوضح أن كل البشر على الأرض غرقوا في الطوفان، ثم تناسل البشر بعد ذلك من أبناء نوح الثلاثة حام وسام ويافث. جاء في سورة يونس آية رقم 73: ﴿كَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ﴾ وفي سورة الأنبياء الآية رقم 77 ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فعلى سبيل المثال تشير الآيتان هنا ان المغرقين هم قوم نوح. ولكن في تفسيره للآية رقم 26 سورة نوح "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" قال ابن كثير "أي: لا تترك على [وجه] الأرض منهم أحدًا" ومن المعروف أن أغلب ما ورد في كتب التراث الإسلامي عن الأمم السابقة للإسلام اعتمد على التراث العبري. فقد جاءت الأخبار في الكتاب المقدس عن نوح والطوفان: "وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ ... فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ" (سفر التكوين: الاصحاح 6: 5 – 22)
وأوضحت الآية رقم 23 في سورة نوح معبودات قوم نوح حيث قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾. فقد ورد في كتب تفسير القرآن الكريم أن هذه الأصنام كان يعبدها العرب قبل الإسلام. فقد ذكر ابن كثير: "صارت الأوثان التي كانت تعبد في قوم نوح [تعبد] في العرب [بعده] أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبإ وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ذكره في تفسيره. وقد وردت بعض المعلومات في تراث شعوب العالم القديم مثل بلاد ما بين النهرين عن الطوفان. وقد درس بعض الكتاب ذلك التراث بالمقارنة مع ما أتى في التراث العبري والمسيحي والإسلامي كما فعل إسماعيل مظهر في كتابه "قصة الطوفان وتطورها في ثلاث مدنيات قديمة" وذكر جواد علي (ج 6 ص 254 - 259) أن العرب بعد الطوفان تعرفوا على معبودات قوم نوح وعبدوها قبل الإسلام في شمال شبه الجزيرة العربية وجنوبها. ويلاحظ شح المعلومات عن عصر قوم نوح ومعبوداتهم. ولعل المزيد من البحوث والتنقيب تلقي الضوء على عصر نوح والطوفان.
ما ورد في الحديث النبوي عن أبناء نوح "روى الحسن البصري عن سمرة عن النبي ﷺ أنه قال: " ولد نوح ساما وجاما ويافث، فسام أنو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم" جاءت في كتب السنة خمس روايات عن النبي ﷺ في كتاب الجامع لابن وهب (ت 197هـ) ومسند الامام أحمد (ت241 هـ) ومسند الشاميين للطبراني (ت 360هـ) ومسند الروياني (ت 370 هـ) والمستدرك على الصحيحين للحاكم (370). وجميع الروايات لسمرة بن جندب اتفق متني الروايتين 1 و2 واختلفت متوب بقية الروايات. فأحاديث كتب السنة عن أبنا نوح جاءت كلها برواية سمرة بن جندب، ذكر في بعضها أسماء أبناء نوح الثلاثة دون ذكر أسماء ذرياتهم، وفي بعضها الآخر ذكر أسماء أبناء نوح مع أسماء ذرياتهم. وجاء ذكر "هم الباقين" فقط في رواية الروباني في الحديث رقم 774 "نا محمد بن بشار نا محمد بن خالد بن عثمة، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وجعلنا ذريته هم الباقين) قال: «سام وحام ويافث» (مسند الروياني، ج 2، ص 414) وجاءت في كتب التاريخ سبع روايات عن النبي ﷺ عن أبناء نوح، اختلفت متونها اختلافات تؤدي إلى اختلاف معانيها. كما وردت في كتب التاريخ أيضاً أربع روايات عن أبناء نوح لم تنسب للنبي ﷺ، ثلاثة منهما نسبت لسعيد بن المسيب وراية واحدة لوهب بن منبه. وقد اختلفت هذه الروايات أيضاً فيما بينها.
ويلاحظ أن كل روايات كتب السنة والتاريخ عن سلالات أبناء نوح لم تتضمن كل الشعوب التي كانت معروفة للعرب وورد ذكرها في مؤلفاتهم الجغرافية مثل الفرنجة والروس والبُلغار والصينيين والهنود. ولسنا هنا بصدد تصدي لما ورد عن الطوفان، وهل كل شعوب العالم من سلالة أبناء نوح الثلاثة؟ فهذا يحتاج إلى بحث منفصل. وسنضيف ما ورد من حديث في كتب السنة والتاريخ عن أبناء نوح والتعليق عليها في ملاحق هذا الكتاب. وقد سايرت المصادر العربية الرواية العبرية التي جعلت كل البشر بعد الطوفان من سلالة أبناء نوح. فقد ذكر القلقشندي (موقع الوراق، ج 1 ص 27) أن "جميع الأمم الموجودة بعد نوح علية السلام من بنيه دون من كانوا معه في السفينة ... ورُوِي أنهم كانوا ثمانين رجلاً، وأنهم كانوا من غير عقب." ووضح الطبري (ج 1، ص 76) أن "النوبة والحبشة وفزان والهند والسند، وأهل السواحل في المشرق والمغرب من أبناء حام بن نوح" وجعل ابن الأثير (ج 1، ص 25) "القبط والبربر من أبناء حام"
فإذا كانت المصادر العبرية والعربية المبكرة قد نقلت ما توفر لها من معلومات عن أصول سكان العالم في تلك الأوقات، فإن الوضع الآن يختلف. ويكفي أن نشير إلى أن أهل الكتاب المقدس أنفسهم لا يرجعون اليوم في دراساتهم لشعوب العالم الي ما ورد في الكتاب المقدس بل يرجعون إلى نتائج الأبحاث العلمية الحديثة كعلم الأنثروبولوجيا وعلم وصف الشعوب Ethnography وعلم الوراثة Genetics.
فالمعلومات المتعلقة بسكان العالم في الكتاب المقدس والمصادر العربية المبكرة أصبحت جزءاً من تاريخ الفكر في تلك المراحل المبكرة. وهذه الحقيقة ليست غائبة عن أذهان بعض الذين يستشهدون الآن بتلك الآراء، فهم يعلمون جيدا أن تلك المعلومات لا أهمية لها كمصدر تاريخي ولكنهم يستخدمونها لخدمة القضايا التي يتبنونها ويبحثون عما يساعد على توثيقها.
قارة افريقيا وأصول سكان العالم أدى تطور التحاليل الجينية للإنسان في العقود الأخيرة إلى توفر نظرات فاحصة لتاريخ الجنس البشري. (Batini, et al,) وهنالك فرضيتان سائدتان في ذلك. تقول إحداهما إن أول نوع من سلالة البشر خرج قبل نحو مليوني سنة من افريقيا إلى قارتي أسيا وأروبا، وتطور منهم الجنس البشري الحالي في أقاليمهم المختلفة. وعرفت هذ الفرضية بـ Multiregional Hypothesis وتقول الفرضية الثانية Out of Africa Hypothesis ان الانسان الحالي ظهر في افريقيا قبل نحو 150 ألف سنة، وخرج منها إلى قارتي أسيا وأروبا وحل محل كل أنواع الانسان الأخرى في تلك الأماكن مكوناً بذلك سلالة الانسان الحالي. (Nuha Elhassan, Seielstad, p 1)
وقد اتفق الباحثون الآن مثل الاختصاصيون في علم الإحاثة (الأحافير الحيوانية والنباتية palaeontology) وعلم الآثار وعلم الوراثة على إرجاع كل سكان العالم إلى الأصل الافريقي وأن الانسان نشأ في قارة افريقيا. وأوضحت نتائج تحاليل الـ mt DNA (mitochondrial) ونتائج تحاليل الـ Y-Chromosome أن كل الشعوب غير الافريقية تناسلت من الشعب الافريقي أولاً ومنه انتشر إلى باقي قارات العالم. فكل سكان العالم الحاليون يرجعون إلى الأصول الافريقية المبكرة، وأن ذلك حدث نحو 150 ألف سنة أو بين 200 و 100 ألف سنة مضت. (Cruciani et al, p 418; Batini, et al, 2603: Seielstad, p 2; Hisham Y. Hassan, et. al p 1) وهذا التاريخ يُبعد فرضية Multiregional لأن هذه الفرضية ترجع أصول الجنس البشري إلى تطور إقليمي حدث منذ نحو 2 مليون سنة.
هذه الآراء العلمية لا تتعارض مع مفهوم الخلق، فالقرآن الكريم لم يحدد اين هبط آدم عليه السلام، وليس هنالك ما يمنع أن يكون آدم قد هبط في شرق افريقيا حيث وُجِد أقدم حمض نووي للإنسان. أو يكون آدم قد هبط في مكان ما في قارة آسيا، ولكن أقدم أثر لسلالته حتى الآن وجد في افريقيا. وهذا يوضح أن السكان في افريقيا لم يهاجروا إليها من خارجها، بل هم سكان أصليون منذ بداية الحياة البشرية على الأرض، بل إن سكان افريقيا هم الذين تناسلت منهم الشعوب الحالية في القارات الأخرى، وبمرور الزمن وتغيرات المناخ حدثت تحركات سكانية كبرى في قارات العالم شكلت سكانها الحاليين. ونواصل المراجع - القرآن الكريم - الكتاب المقدس - ابن الأثير، الكامل في التاريخ، موقع الوراق - إسماعيل مظهر، قصة الطوفان وتطورها في ثلاث مدنيات قديمة، القاهرة: دار العصور للطباعة والنشر 1939 - ابن الأزرق، أخبار مكة، موقع الوراق - جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ط 2، ب. ن. 1993 - الطبري، تاريخ الرسل والملوك، موقع الوراق - القلقشندي في كتابه قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، موقع الوراق - كارلتون كون وادوارد هنت، السلالات البشرية الحالية، ترجمة محمد السيد غلاب، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية 1975. تم تأليف الكتاب هام 1965 وهو متوفر اونلاين. - لوو، أيان، العنصرية والتعصب العرقي، ترجمة عاطف محمد وكرم عباس وعادل عبد الحميد، القاهرة: المركز القومي للترجمة 1915. - منتصر الطيب، التاريخ الوراثي للسودان والساحل وما جاورهما، الخرطوم: مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات 2018. Batini, Chiara, et al, (2011) “Signatures of the Preagricultural Peopling Processes in Sub-Saharan Africa as Revealed by the Phylogeography of Early Y Chromosome Lineages” Molecule Biological Evolution 28 (9): 2603-2613. Online: https://doi.org/10.1093/molbev/msr089https://doi.org/10.1093/molbev/msr089 Chiaroni et. al. (2009) “Y-Chromosome Diversity, Human Expansion and Currnt Evolution”http://dienekes.plogspot.com/2009/11y-chromosome-diversity-human-expansion.htmlhttp://dienekes.plogspot.com/2009/11y-chromosome-diversity-human-expansion.html Hisham Y. Hassan, Genetic pattern of Y-chromosome and Mitochondrial DNA Variation, with implication to the Peopling of the Sudan, PhD Thesis,Institute oe Endemic Diseases, University of Khartoum. 2009 Howellm, Crowford “Semitic ages” Jewish Encyclopdi.com Nuha Elhassan, Seielstad, p 1) seielstad, Mark (1999) A new Modern Human Origin from Y-Chromrosome Michrosatellite Variation”
|
|
 
|
|
|
|