نشاط الناطق الرسمي لتحالف السودان التأسيسي في نيالا لم يكن مجرد ظهور إعلامي، بل كان صفعة على وجه الصمت، وفضحًا موثقًا لانتهاكات جيش البرهان وزبانيته من حركات مناوي وجبريل، وكشفًا لبطولة مقاومة شعب دارفور في وجه عدوان همجي لا أخلاقي ولا إنساني.
لقد مثّلت الجولات الميدانية التي قام بها الدكتور علاء الدين نقد انطلاقة قوية وموفقة، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على المستوى الإنساني والوطني. جاب الدكتور نقد محيط مدينة نيالا، ليس بصفته ناطقًا رسميًا فحسب، بل شاهدًا على حجم المأساة، وناقلًا لصوت الذين صودرت حياتهم وحريتهم وكرامتهم.
تحوّلت هذه التحركات إلى شهادة حية توثق ما تمارسه القوات المسلحة السودانية وميليشيات النظام البائد من جرائم، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف. لقد سقط القناع عن مؤسسة فقدت شرعيتها، وباتت في نظر الشعب رمزًا للعنف المنفلت والفساد البنيوي. المدارس، المستشفيات، والمرافق الخدمية في نيالا لم تسلم من نيران العدوان؛ إذ تحوّلت إلى أهداف مباشرة في حملة الأرض المحروقة التي يقودها جيش الكيزان، في محاولة يائسة لكسر صمود الشعب وإجهاض مشروع التغيير.
لكن صوت الحق لا يُقمع. فقد وصلت أصداء هذه الجولات إلى عواصم القرار الإقليمي والدولي، حيث قدّم الدكتور نقد، عبر لقاءاته ومداخلاته، مادة توثيقية نادرة، تؤسس لمحاسبة مجرمي الحرب، وتمنح شرعية إضافية لمطالب السودانيين في بناء وطن جديد قائم على العدالة، والمساواة، والكرامة الإنسانية.
إن هذا الفعل الميداني الجسور يعكس وضوح الرؤية وصلابة الإرادة لدى قيادة تحالف السودان التأسيسي، ويعيد تعريف مفهوم القيادة الوطنية. فالقائد ليس من ينتج البيانات من وراء المكاتب المكيفة، بل من يمشي في الدروب التي مشى فيها شعبه، ويتواجد حيث الألم والمقاومة. جولات الدكتور علاء الدين نقد ليست مجرد نشاط إعلامي، بل درس بليغ في السياسة الحقيقية، ودعوة صريحة لكل القوى الوطنية أن تنزل إلى ميادين المعاناة، حيث يُصنع التاريخ وتُكتب ملامح السودان الجديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة