قلت لصديقي إن الخرطوم يمكن أن تتعافى و تعود سيرتها الأولى في خلال شهر واحد فقط.
قال: كيف؟
قلت: لا أرى اي سبب يأخر الولايات التي لم تتاثر مباشرة بالحرب في ان تهب فورا للمساعدة في بداية إعادة أعمار الخرطوم و التي هي بمثابة الاُم الرءوم لهم كافة.
قال: أوافقك الرأي فعودة الحياة لولاية الخرطوم تعني عودة الروح و الانتعاش لبقية اراضي السودان.
قلت: نفرة لشهر واحد فقط. تأتي كل ولاية على نفقتها فلتكن من ديوان زكاتها و دعم خيريها الشعبي و ميزانيتها. تاتي بمهندسيها و الاياتها الثقيلة ووقودها و عمالها معينين و متطوعين لتخيم في ميدان من ميادين العاصمة. تختار الولاية شارعين او ثلاثة(القصر، الحرية، السيد عبدرالرحمن، الجامعة، البرلمان، البلدية ....الخ) و تلتزم بسحب المخلفات ونظافة و ترميم الشارع و إعادة الانارة و الإنترلوك و فتح المجاري و تسليمه بصورة ممتازة لولاية الخرطوم لتعود بعد شهر مشكورة غير مأجورة على اسداء هذا الدَين للولاية الام. يجب أن لا تحاول اي ولاية تغيير اسم الشارع لاسمها.
قال: لِما لا و قد اعتادت ولايات السودان المختلفة على التكاتف و التآزر كلما حلت محنة او كارثة باي من مدنها خصوصا كوارث الفيضانات و ذلك بتسيير قوافل المساندة و الدعم للمتاثرين فكان لذلك مردود طيب في تخفيف المعاناة و جبر الضرر و مساندة الضعفاء على تخطى المحنة العودة للحياة الطبيعية في أقصر وقت.
قلت: المسلم اخو المسلم فكيف إن كانوا ابناء وطن واحد. الان بحمد الله و عونه إنتهت الحرب اللعينة في ولاية الخرطوم و عم الأمن و الأمان. نعم إنتهت الحرب في ولاية الخرطوم و لكن للأسف خلفت وراءها مباني مهدمة و شوارع اغلقتها اطنان من الانقاض و السيارات المحروقة و اعمدة الكهرباء المتساقطة. إنتهت الحرب اللعينة و تركت وراءها مصارف و مجاري مياه ردمتها الاوساخ و لوثتها جثث و هياكل آدمية إغتالتها رشاشات العدو بلا ذنب اغترفوه. إنتهت الحرب اللعينة بعد أن تسلل تحت غطاءها ضعاف نفوس نهبوا جميع كوابل و اسلاك و محاولات الكهرباء. ستتجاوز الخرطوم كل هذه الصعاب و تنهض مجددا بمساعدة أبناء الوطن كافة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة