(١) في مايو الماضي عندما فجع أهل الإيمان على إمتداد اليابسة لم يجدوا من يواسيهم غير الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار ام الاطفال التسعة الذين أحرقتهم إسرائيل بضرب منزلهم بحي قيزان في خان يونس. الدكتورة آلاء و التي كانت تعمل بمركز ناصر الطبي و التي أعتادت على مشاهد الجثث المحترقة بشكل يومي لم تقل عند مشاهدة جثامين أطفالها غير : ( هم أحياء عند ربهم يرزقون) لتهدئ إخوتها في الرحمن و الخيريين في العالم من فظاعة المشهد. عندها تذكرت القيادي بال قحت و المستشار السابق لمليشيا الدعم السريع الأخ عزت يوسف الماهري عندما قال يوماً لإحدي محطات التلفزة الإسرائيلية ((أن الشعب السوداني(يعني الجنجويد) يتعرض للإرهاب من قبل الإسلاميين كما يتعرض الشعب الإسرائيلي للإرهاب من قبل الإسلاميين الفلسطينيين)) و هي المقاربة الغبية التي رفضتها اسرائيل نفسها. لأنها تدرك من هم الجنجويد. لا أدري إن كان مازال على رأيه الباعث للإشفاق...!
(٢) بالحرب التي دامت ل١٢ يوماً فقط و التي شنتها إسرائيل و الولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية في إيران؛ جاءت مخيبة لآمال ثلاثي الشر: ( العالمي و الإقليمي و المحلي ) فالعالمي تضم اسرائيل و أمريكا و باقي دول الغرب و التي ظنت أنها في نزهة لتدمير إيران و برنامجها النووي مع إستبدال نظام الحكم . بينما الإقليمي بعض كيانات النفط بالمنطقة العربية و التي تنظر إلى الجمهورية الإسلامية بمنظار فتاوي الوهابيين أو بمنظار القبائل المتناحرة قبل بزوغ فجر الاسلام. أما قوى الشر المحلي؛ اعني بها القحت و مسمياتها المتحورة الي تقدم أو صمود ( أو جمود) من مناصري الأوباش المتعطشين لدماء السودانيين و اليمنيين و العالمين . الي حد برز فيه كتاب الأعمدة المحليين(المدفوعين بالمال أو الغباء ) بمناشدة اسرائيل على ضرب بورتسودان بعد القضاء على إيران . لكن إنتصرت إيران ل يلهم إنتصارها أهل السودان و الأحرار في كل مكان .
(٣) كود او بروتوكول هانيبال و الذي أدخله الي الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي عام ١٩٨٦م عندما كان قائداً للمنطقة الشمالية ، و الذي أصبح رئيساً لهيئة الأركان لاحقاً ؛ قد ألغي في عام ٢٠١٦ بذرائع تعارضه مع القانون الدولي. لكن فُعًل مرة أخرى بعد عملية طوفان الأقصى في أكتوبر ٢٠٢٣ ، و هو يقوم على الآتي:( في حال أسر جنود إسرائيليين يتوجب إستخدام أقصى درجات القوة النارية لمنع الآسرين مغادرة الموقع ) لكن الهدف الحقيقي هو تصفية الأسرى بالمقام الاول لمنع وصول الاسرار العسكرية الي الطرف المعادي.
(٤) في مقال سابق و تحت عنوان ( انتصرت الباكستان و العاقبة لإيران و السودان) فيه ذكرت محفزات الانتصار التي بيد الجمهورية الإسلامية، منها المساحة الشاسعة و التنوع الجغرافي من الجبال و الصحارى و البحار، كبر حجم السكان و الجيش و الحرس الثوري، ضخامة الأسلحة التقليدية و خاصة الترسانة الصاروخية المهولة. بالإضافة إلي دولة العراق بمساحتها الكبيرة و التي تمثل الحديقة الأمامية لإيران جغرافياً و فكرياً. بالمقابل صغر حجم الدولة العبرية الي حد يمكن تغطيتها بالصواريخ الإيرانية بمعدل صاروخين لكل كيلومتر مربع. أي أنها لا تقوى على امتصاص الضربات في حال استخدمت إيران ثلث طاقتها الصاروخية ، ناهيك عن نصفها أو أعلى من ذلك .
إيران التي خسرت كبار قادتها العسكريين و علمائها النوويين بالضربة الاولى ؛ أخذت أكثر من ١٨ ساعة للتعاطي مع حجم الاختراق الاستخباراتي الذي تعرضت له. ثم جاء الرد الايراني ليكتشف الإسرائيليون و الرئيس ترامب أن لا مكان آمن في اسرائيل من وصول صواريخ إيران رغم تناغم عمل جميع المنظومات الدفاعية ( بدءً من التي بالقواعد الأمريكية في العراق ، مروراً بالتي بالاردن ، إنتهاءً بالثاد أو القبة الحديدية). هنا مكمن هرولة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار و خاصة بعد فشل القاذفات الاستراتيجية في تدمير مفاعل إيران النووية الثلاث.
(٥) خلال ال ١٨ ساعة و التي قضتها إيران لإمتصاص الخسارة الباهظة في كادرها العسكري و العلمي؛ استطاعت أن تفعًل كود هانيبال ،لكن هذه المرة من طهران و بشكل عكسي .
عمدت الاستخبارات الإيرانية على تسريب معلومات بشكل (سري و دقيق و محكم) مفادها أنها بصدد عرض الطيارين الإسرائيليين الأسرى على التلفزيون الرسمي بغرض الإدلاء بإفاداتهم . فألتقط عملاء الموساد القفاز لنقل المعلومة التي في الأصل ( طُعم). و أجهزة الأمن الإيرانية بمختلف تشكيلاتها تراقب الخطوط عن كثب . بثقة مفرطة قصفت اسرائيل القاعة المحددة بمبنى التلفزيون. لتأتي عمليات اصطياد الجواسيس متزامنة مع القصف و بعده و الي يومنا هذا ، لتهدي الإيرانيين زمام المبادرة و النصر و تلهم السودانيين الأمل و الفخر ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة