بكاء الحركات الانتهازية على اللبن المسكوب لا يعكس ندماً صادقاً، بل يكشف عن فشل إستراتيجي في استيعاب لحظة تاريخية نادرة أتاحتها ثورة ديسمبر المجيدة. لحظة كانت سانحة لكل القوى السياسية للإسهام في انتشال السودان من أزماته المتراكمة. لكن ضيق الأفق وغياب البوصلة الوطنية جعلا هذه الحركات تصطف على الضفة الخطأ من التاريخ، متحالفة مع أعداء الثورة بقيادة مجرم الحرب عبد الفتاح البرهان. ما حدث لم يكن زلة عابرة، بل انحرافًا خطيراً عن مسار النضال الوطني، شجّع قوى الردة والظلام على مواصلة مؤامراتها في تقويض مكتسبات الثورة. الثورة لم تكن حادثاً عرضياً، بل جاءت نتيجة لتراكم نضالي خاض غماره الأحرار من أبناء وبنات هذا الشعب العظيم، في سبيل بناء وطن يتسع للجميع، تقوده دولة المواطنة وتحكمه قيم الحرية والعدالة الاجتماعية. لكن، ويا للأسف، إختارت الحركات الإنتهازية بقيادة جبريل إبراهيم ومِنّي أركو مناوي طريق الخيانة طمعاً في السلطة، ونسجت تحالفاً خفياً مع أعداء الثورة، أدى إلى إشعال حرب عبثية لا تمتّ بصلة لقيم الديمقراطية أو العدالة، سعيا وراء الإمتيازات والنفوذ. اليوم قد إتضحت الرؤية، لم يعد هناك متسع للمواقف الرمادية. التاريخ لا ينتظر، والشعب لا ينسى. فإما أن تعود هذه الحركات إلى المسار الوطني وتعتذر صراحة، أو تبقى دمى في يد من يحلمون بإعادة السودان إلى عصور الظلام. زبدة الحديث، لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب. المطلوب أفعال شجاعة تُصحح الخطأ الاستراتيجي الذي إرتكبته الحركات الإنتهازية لإخراج نفسها المأزق وإخراج السودان من أزماته المتطاولة. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة