الحرب وجريمة سبي النساء في السودان كتبه د. سعاد مصطفي الحاج موسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-01-2025, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2025, 06:03 PM

د.سعاد مصطفي الحاج موسي
<aد.سعاد مصطفي الحاج موسي
تاريخ التسجيل: 03-11-2019
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرب وجريمة سبي النساء في السودان كتبه د. سعاد مصطفي الحاج موسي

    06:03 PM June, 26 2025

    سودانيز اون لاين
    د.سعاد مصطفي الحاج موسي-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر





    26 يونيو 2025

    يعتبر السبي، وهو ممارسة مرتبطة بالرق والاسترقاق، فعلاً لا انسانياً متجذراً في ثقافة المسلمين توارثوه منذ عهود ما قبل الإسلام خاصة من خلال الغزوات التي تغير فيها القبائل على بعضها بغية إخضاع الخصوم أو سحقهم واذلالهم، أو بغرض جمع الغنائم التي شكلت وقتها عصبا للاقتصاد السياسي للقبائل، خاصة مع الافتقار الى موارد اقتصادية مستدامة في الجزيرة العربية بخلاف التجارة التي قد ينجح فيها البعض ويخفق غالب الناس في تأمين سبل الحياة عبرها. وتُجْمِع المذاهب الإسلامية، على تعريف السبيّ بأنهم نساء وصبيان الكفّار الذين يقعون في أيدي المسلمين ابان المعارك فيُستعبدون بعد قتل رجالهم أو أسرهم، ويُعاملون معاملة الغنائم والأموال فإما يتم الاحتفاظ بهم او يُعرضون للبيع أو المبادلة وتصير النساء أدوات لكافة أنواع الاستغلال اللا إنساني والجنسي والاذلال تحت مسمي ما يُعرف بملك اليمين أو الجواري. وعندما نتساءل عن الضحايا الذين يجوِّز الجناةُ سبيَهم في هذا العصر نجد انهم كل من خالف طريقة ايمان الجماعة التي تدعي الحق في صبغ الآخر بصفة الكفر وممارسة الحق الحصري في تمثيل الاله على الأرض، فالدواعش يقتلون ويحرقون من يخالفهم في طريقة تدينهم، وبوكو حرام مثلهم وكذلك جماعات التكفير باختلاف ملابسهم ولحاهم الذين يمارسون القتل والسحل والاغتصاب ضد من يوصمونهم بالكفر أو الزندقة ويجيزون معاملتهم كغنائم. ويرينا التاريخ كيف ضج بلاط وقصور خلفاء وسلاطين الدولة الأموية والعباسية والعثمانية والفاطمية وغيرها بالجواري من كل حدب وصوب.

    ومن نافلة القول ان الشريعة الإسلامية تعاقب مرتكبي الزنا الذي يتم بالتوافق بين الطرفين، بالجلد والرجم، الا انها تبيح الاغتصاب وتبرره تحت مسمي ملك اليمين الذي تُسبي فيها المرأة في عملية خادشة ومهينة لإنسانيتها. وتعد قضية السبي والاسترقاق من القضايا الشائكة التي لا تزال تحتاج الي التفكير خارج صندوق القدسية الدينية وداخلها درءاً لأن تكون النساء والأطفال عرضة للسبي تحت سطوة الاتجاهات الإسلامية المتطرفة ودوننا ما جري للفتيات على ايدي بوكو حرام في نيجيريا ولليزيديات في العراق وما قامت به بعض الفتيات السودانيات في مرافقة الدواعش، بمباركة آبائهن، فيما عرف بنكاح الجهاد وهي إحدى الصور الحديثة للسبي المغلف بالرضا والقبول.

    بلا شك تندرج جريمة سبي النساء ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في منظومة حقوق الانسان الحديثة والتي استخدمت أدبياتها كلمة "الأسر" لشيوعها بدلا عن السبي. وتُدين مبادئ وأُطر حقوق الإنسان وحقوق المرأة عالميًا الأسر، لا سيما عندما يتعلق بالنساء والفتيات، باعتباره انتهاكًا للحريات الأساسية والكرامة. ويشمل ذلك الزواج القسري، والعنف الأسري، وحالات احتجاز النساء رغمًا عنهن، مما يُحرمهن من الاستقلالية وتقرير المصير. تُعتبر هذه الممارسات عنفًا قائمًا على النوع الاجتماعي وانتهاكًا لحقوق الإنسان المتعددة، بما في ذلك الحق في الحياة، والتحرر من التعذيب، والحق في احترام الحياة الخاصة والأسرية. ولا تزال هنالك الكثير من الممارسات في بعض المجتمعات السودانية التي ينطبق عليها فعل الاسترقاق للنساء والرجال خاصة في شرق ووسط السودان وغالبا في بؤر الطائفية البغيضة تحت غلاف المريدين والخدم والعبيد والمملوكين الذين يخدمون بلا أجر. وقد وُثِّقت تلك الممارسة في أسماء الضحايا مثل عبد السيد وخير السيد وفضل السيد.

    مع تطور الحرب الدائرة حاليا في السودان، ظهرت ممارسة السبي للنساء ضمن ثقافة أخْذ ما يقع في اليد، في حال الحرب أو غيرها من الأحوال، كغنائم، وهي حال اُصطلح شعبياً على تسميتها بالشَفْشَفَة. واتخذ سبي النساء اشكالا منها الخطف والتهريب الي أماكن بعيدة غالبا ما ينتهي بالقتل. والخطف والسبي اللذان يمارسهما حالياً مختلف أطراف الحرب ومن في ركابهم ليسا جديدين فقد اختبرتهما النساء ابان اعتصام القيادة حيث اختفت العشرات من الفتيات وجدت جثامين بعضهن ملقيات على أطراف القري وفي قارعة الطريق واختفت اخريات ولم يعدن او يُعرف لهن مصير حتى الآن. تلك الأفعال قد سبق أن مورست خلال حرب دارفور التي خاضتها الحركات المسلحة الدارفورية ضد الجيش السوداني وفيها اُختطفت واختفت المئات من بنات دارفور (تقارير راديو دبنقا ووسائط التواصل الاجتماعي) وكان مصيرهن ليس اقل سوءا مما أصاب بعض فتيات السودان في قلب العاصمة وهن يهتفن ب "حرية – سلام – وعدالة، مدنية خيار الشعب، واي كوز ندوسو دوس".

    اما البدعة التي عرفت بالمستنفرات، أي استنفار الفتيات بادعاء المشاركة في الحرب، فهي من خرابيش هذه الحرب وقد اُستهدفت بها مناطق جغرافية ومجتمعات تعاني من القهر الاجتماعي والضعف التعليمي والمعرفي والاقتصادي، والاستلاب الديني، في وسط السودان، وشرقه. وقد ساهم بعض شيوخ الصوفية في دعمها، خاصة وان بعض هؤلاء الشيوخ غارقون الي أخمص أقدامهم في ممارسة السخرة والسبي للمستضعفين قهراً وتزلفاً من الناس حولهم. وهناك من الشيوخ من يمارس الاستلاب الديني للمواطنين البسطاء وتكون النساء أكثر ضحاياهم فيقعن في شرك السخرة والسبي باسم الدين، وبهذا المنطق لا يبدو شاذا ان يكون لشيخ طريقة صوفية ما خمسين او ما يزيد من أبناء الأمهات الأحرار والسَرَارِيّ!!

    ولكن عالَم الحقوق الإنساني، الذي جمع ووعى أرقى المبادئ الإنسانية، قد فطن الي الترهات المستندة على قداسة الدين ومفارقة المجتمعات للعدالة والامن الإنساني والحماية، فوفّر أطراً شاملة من الاتفاقات الدولية والقوانين المدنية التي تتجاوز الأديان والثقافات البدائية لتجد النساء فيها ضالتهن من العدالة والانصاف والحماية حين يمسّهن الظلم والظلمات ممن يُظنّ فيهم مشاركتهن الإحساس بالآدمية والكرامة الانسانية. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد أن جميع البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، بغض النظر عن جنسهم ونوعهم. وإعلان الأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة، يعرف العنف ضد المرأة بأنه أي فعل عنيف قائم على نوع الجنس، ويؤدي إلى أذى جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك التهديد أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية. وتقر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) بأن التمييز ضد المرأة ينتهك مبادئ المساواة في الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية. وتتضمن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان موادا تحمي الحق في الحياة، والتحرر من التعذيب، والحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية. وفي تطور أكثر حداثة في فبراير 2025، اعتمد الاتحاد الأفريقي اتفاقية الاتحاد الأفريقي لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات (AU-CEVAWG)، وهي صكٌّ تاريخيٌّ مُلزمٌ قانونًا يهدف إلى منع جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليها في جميع أنحاء القارة. تُعالج الاتفاقية الأسباب الجذرية للعنف، وتُعزز الآليات القانونية والمؤسسية لتوطين وتبيئة ثقافة احترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. تُمثل هذه الاتفاقية خطوةً هامةً نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة في أفريقيا. تُركز الاتفاقية على نهجٍ يُركز على الضحايا/الناجيات، وتتضمن أحكامًا تتعلق بالحماية، والوصول إلى العدالة، ودعم الضحايا.

    واعتمادا على ما ورد فإن الممارسات القميئة ضد النساء واستغلالهن ضمن ثقافة الاسر والسبي تحت كافة المبررات والتسميات الدينية والثقافية، القائمة الآن في السودان، تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية سيأتي حتما وقت المحاسبة عليها وفق القانون الدولي ودستور دائم تشتمل بنوده علي اجتثاث كل أنواع الرق والاسترقاق والسبي حتى تستطيع نساء وبنات السودان العيش في سلام وطمأنينة، في سودان تسود فيه وتعلو قيم العدالة والكرامة واحترام إنسانية المرأة نوعا وجنسا.

    مع الشكر
    د. سعاد مصطفي
    [email protected]
    ++























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de