" حياتي في مهنة التمريض " كتاب ما ان اختتم معرض الكتاب الدولي بالدوحة (٣٤) إلا وجدتني وكأني ادلف بين صفحاته بتعمق لانه تجربة عملية لرحلة كفاح وتراكم لخبرات لانسانة نبيلة عشقت مهنة التمريض منذ نعومة أظافرها ولم تكتفي بالاتحاق بالمهنة والتي لم تكن في ذلك الزمان مرغوبة عند القطريين ككثير من المهن الاخرى ... الكتاب يستحق تقليب صفحاته واستكشاف محطاته لانه تجارب وقصص حقيقية كتبت بعفوية ومصداقية .. كتاب عائشة يحكي عن مهنة إنسانية أطلق عليها " ملائكة الرحمة " وعادة لا أضع الكتب الطازجة علي أرفف مكتبتي بل بسلة جوار سريري وأظلّ التقطت هذا لاستبدله بالآخر ودون ان أكمله .. فاذا أجدني أتعمق بتفاصيله والتهمه من الغلاف للغلاف ..
كتبت بمقدمته " هذا الكتاب ليس سرد لتجارب شخصية وإنما درس في الامل والصبر والقوة لأشارك القراء كيف يمكن للإصرار والمثابرة ان تقودنا إلي ما نطمح له حتى وان كانت الطرق مليئة بالعقبات " وهذا ما تجاوزته .
فعائشة في سبعينات القرن الماضي جذبتها للمهنة حفل بث عبر اذاعة قطر لتخرج طالبات معهد التمريض والعام ١٩٧٧م وبإصرار وعمرها ربما لم يتجاوز التاسعة عشر سنه وبدعم من خالها التحقت بالمعهد و كان شغفها ان تحقن إبرة دواء لمريضة وفي مخيلتها ان الابرة هي الدواء والشفاء الكامل .. انقضت السنوات الثلاثة وأقيم لدفعتهم حفل التخرج بقاعة مجلس الشوري وعلي ايادي وزير الصحة وقتها ..
وبرغم ذلك لم يقف نهما عند محطة معهد التمريض بالدوحة لتنال بعثة بمدينة دبلن بأيرلندا حيث اكتشفت ان دراستهم تمثل عشر في المائة مقارنة بأيرلندا ولتسكن مع عائلة لإتقان الإنجليزية وللتكيف مع الحياة في وقت كانت تبث رسايلها لأسرتها عبر الرسائل البريدية حيث لم تكن وسائل التواصل الحديثة ..
التجارب ورحلة الكفاح والمعاناة صقلت شخصيتها فتخصصت بطب الأطفال وحازت دورة في السكرتارية وفي محطة ما رافقت طفل مريض لتلقي العلاج بإنجلترا وساهمت بتحويل مركز صحي السد المعروف لاول مركز للطواريء للاطفال بالدوحة لتلتحق بجامعة البحرين لحيازة البكالوريوس .. لتلتحق بدولة ناميبيا ببرامج لتطوير المرأة الريفية ولم تقف العوائق دون التحاقها بجامعة كالجاري الكندية للتمريض ولتحصل علي درجة الماجستير لاحقا ..
بين دفتي كتاب " حياتي " قصص كفاح وحكايات نضالية يستحق الاطلاع عليها واستقاء العبر .. اذكر يوم الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠٢٥م شاركت ببرامج اتجاهات الرأي باذاعة قطر عن " المسنين " كبار القدر اقترحت ان تخلق لهم وظائف بمهام محدودة للاستفادة من تراكم خبراتهم وما نهلوه من علم ومعرفة كعائشة ملائكة الرحمة بارك الله جهدها وزادها علما ومعرفة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة