الله أكبر... حين يصرخ الجنجويد بشعار قاتليهم! كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-04-2025, 10:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2025, 09:31 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 560

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الله أكبر... حين يصرخ الجنجويد بشعار قاتليهم! كتبه عبدالغني بريش فيوف

    09:31 PM June, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ما هذا العبث ..ما هذا الهُزال ..ما هذا النفاق السياسي، الذي لا يكتفي بخداع العقول بل يصر على إهانة الذكاء الجمعي للشعوب السودانية؟
    قوات الدعم السريع (الجنجويد)، تصيح وتهلل وتكبر، في ساحات المعارك اليوم (بالله أكبر ولله الحمد)، وكأننا في كرري أخرى، أو في فتح مكة ..ولكن هذه الصرخة، التي كانت يوما تحمل قدسية لدى الإسلاميين في معاركهم الجهادية، تحوّلت على أيدي هؤلاء الجنجويد إلى شعار دعائي، لدغدغة مشاعر الشعوب السودانية.
    هؤلاء الجنجويد الذين يدّعون في خطاباتهم العلنية، أنهم يحاربون الإسلاميين، يسعون للديمقراطية، ويقاتلون من أجل دولة مدنية جديدة، هم أنفسهم من يرفعون الشعارات نفسها التي استُخدمت لذبحنا منذ انقلاب البشير في 1989.
    بالله عليكم، من الذي كان يهتف بعبارة (الله أكبر)، بينما كان يقصف الجنوب، ويحرق دارفور، ويمحو جبال النوبة من الخارطة ..أليست هي نفس الزمرة التي صنعت الجنجويد من رحمها ..أليس هذا هو الغش السياسي بعينه؟
    أليس غريبا، بل مثيرا للغثيان، أن يخرج حميرتي وجماعته، وهم الذين تسلحوا وتمرغوا في وحل المشروع الإسلاموي، يصرخون -الله أكبر، ثم يُغلفون صراخهم هذا بغلاف الثورة والديمقراطية؟
    يا أيها الناس، إن صرخة الله أكبر في فم الجنجويد، هي تماما مثل القطة التي ترتدي جلد أسد، وتظن أنها تُرعب الغابة، لكن القطيع قد تغيّر، والشعوب قد استيقظت، والذاكرة السودانية ليست مثقوبة كما يعتقد هذا الحلف الممسوخ.
    هل نحن أمام وعي زائف أم عبودية لغوية ..هل الجنجويد يحاربون الإسلاميين فعلاً، أم أنهم فقط يريدون إحلال نسختهم الخاصة من الاستبداد مكان النسخة الأصلية ..استبداد بنكهة قبلية، مغموسة في دماء الأبرياء، ومطعمة بعبارات التوحيد والتهليل، ليبدو القاتل وكأنه مبشّر بالخلاص؟
    عزيزي القارئ..
    في بلد أنهكها الطغيان، لا شيء يثير السخرية، مثل أن يرتدي القاتل عباءة الواعظ، وأن يتوشح الجلّاد بشعار الأنبياء، وأن يصرخ الجنجويد بالله أكبر، وهم يذبحون ضحاياهم باسم الثورة والديمقراطية!
    إنه مشهد عبثي، يكاد يُضاهي مشهد دبابة ترفع شعار السلام، أو لصّ يفتح مؤتمراً صحفياً عن مكافحة الفساد ..لكننا في السودان، وفي زمن الحرب الحالية، لا نستغرب من شيء، فالواقع تجاوز الخيال، والجنون صار له مكتب سياسي ومتحدث رسمي.

    كانت عبارة الله أكبر، جزءاً من الثقافة الدينية الإسلامية، لا غبار على ذلك، ولكن، ما الذي يجعلنا نرتجف حين نسمعها اليوم تخرج من أفواه مليشيا الدعم السريع، والسياق ببساطة، هو، التاريخ ..الدماء.
    فعبارة الله أكبر عند السودانيين، لم تعد ترمز فقط إلى الإيمان والتكبير، بل ارتبطت منذ العام 1989، تحديدا منذ انقلاب الجبهة الإسلامية، بصوت الموت القادم من السماء، من الطائرة الميغ التي تقصف الجبال، ومن فوهة البندقية التي تفتك بالأبرياء.
    حين هتف البشير ومجاهدوه، الله أكبر، في حرب الجنوب وجبال النوبة، كانوا يهتفون وهم يقتلون أطفال النوبة والجنوبيين، ويحرقون قرى دارفور، ويعسكرون الدين لخدمة السلطة.
    واليوم، حين نسمع نفس الشعار على لسان الجنجويد، الذين يدّعون أنهم يحاربون الإسلاميين، فنحن لا نسمع إلا صدى أولئك المجرمين أنفسهم، وقد بدّلوا مواقعهم، لكنهم لم يبدّلوا ولاءهم للسلطة والدم.
    الدعم السريع، هذا الاسم الذي يُجمّل الكارثة، لم ينشأ من فراغ، ولم يسقط علينا من الفضاء، لقد صُنع في المعمل الإسلاموي، وتمت تغذيته بالحقد والمال، وتمّ إطلاقه من قِبل نفس النظام الذي يدّعي الآن هؤلاء محاربته!
    كانوا ذات يوم، جنودا مطيعين في بلاط البشير، يعيثون في دارفور قتلا واغتصابا ونهبا، ثم حين انفجرت الثورة، بدّلوا الجلد دون أن يبدّلوا الروح.
    واليوم، يريدون إقناعنا، بأنهم ثوار، وأنهم جيش الشعب، وأنهم بديل الجيش القديم.. نعم، الجيش الذي مارس الاستبداد والإقصاء والقمع، هو الآن في صراع مع جيش آخر لا يقل منه إجراما، والاثنان يهتفان بعبارة الله أكبر.. وكأنهما في سباق لاختيار أكثر جلاد يستخدم اسم الله لتبرير ذبح الناس.
    أين الفرق ..هل يكمن الفرق في الدرّاعة أم في السروال، في لون العمامة أم في نغمة التكبير؟
    الضحك على العقول بلغ حداً لا يُحتمل.. دعم سريع يقصف، ويغتصب، ويحتل المدن، ثم يُقيم خطبة جمعة ميدانية فوق ركام البيوت، يتلو فيها الآيات ويهتف (الله أكبر)..
    بالله عليكم، كيف يمكن لمن عقل له في رأسه، أن يصدق أن هذا الجيش المزيف يريد الحرية والديمقراطية؟
    حميرتي –زعيم الجنجويد لم ينبت فجأة مثل الفطر بعد هطول الأمطار، بل كان نجما لامعا في سماء البشير، يُشار إليه بالبنان، والقائد الأمين في معارك الإبادة.
    ولم يكن فقط أداة قمع، بل صانعا لمجزرة القيادة العامة، الشاهد الحي على أن الله أكبر، يمكن أن تكون غطاء سميكا لمذبحة في قلب العاصمة.
    ثم، فجأة وبدون سابق إنذار، ارتدى عباءة المناضل، وأصبح ينظّر عن الثورة، ويصدر بيانات عن الدولة المدنية، ويحذر من الفلول والإسلاميين.
    لكن لسوء حظه، فإن الكاميرا لا تنسى، والدم لا يجفّ، والذاكرة الشعبية رغم محاولات محوها، أقوى من أي بيان صحفي.
    يريد زعيم الجنجويد، أن يجعل من عبارة الله أكبر، علامة على التحرير، لا على التدمير، ولكن أي تحرر هذا الذي يأتي من دبابة قبيلة ..من مليشيا خاصة ..من زعيم لم يقرأ حرفا في الديمقراطية؟
    أليس هذا استغباءً للشعب السوداني ..أليس هذا ضحكا على القبور التي حفروها بيدهم في دارفور؟
    نحن نحارب الإسلاميين، عبارة يرددها قادة الدعم السريع بكل ثقة وكأنهم خرجوا لتوهم من ندوة لجون لوك أو اجتماع لجمعية حقوق الإنسان في جنيف!
    لنفترض، كتمرين فكري ساخر، أن الجنجويد فعلا يعادون الإسلاميين، لكن كيف ..وهم الأبناء الشرعيون لتلك الحركة، أبناء الحرام السياسي الذين تربّوا في حضن المشروع الحضاري، وشربوا من بئر شعاراته الزائفة؟
    الفرق بين الإسلاميين والدعم السريع، كمن يفرق بين الأسد والنمر، كلاهما مفترس، لكن الأول يزأر والثاني يزغرد، فما الإسلاميون إلا مدرسة القتل باسم الله، وما الجنجويد إلا فرعها المسلح المتحمس، الذي كبر وصار له دفتر شعارات جديد فيه كلمات، مثل الديمقراطية، الحرية، السلام، لكنه لم يغيّر فطرته، وهي الضرب، السحل، القتل، التكبير بعد الرمية.
    ألم يكن الإسلاميون أول من صيّر الدين مطيةً لمطاردة السلطة؟
    ألم يقولوا لنا إن الجهاد فرض عين، ثم حوّلوه إلى غطاء لاغتصاب النساء في دارفور؟
    وها هو الدعم السريع، يكرر السيناريو ذاته، فقط بعد تغيير اللباس، وتبديل كلمة التمكين، بكلمة الحرية، وعبارة المشروع الحضاري، بمشروع تحرير السودان من الفلول.. نفس السم، لكن في زجاجة مزركشة.
    *********
    الثورة السودانية، تلك المعجزة التي أبهرت العالم، لم تقم ليهتف الجنجويد بعبارة الله أكبر، وهم يقتحمون نيالا والفاشر وبابنوسة، كما لو كانوا يحررون القدس.. لكنهم اليوم يقدّمون أنفسهم على أنهم الثوار الجدد.
    ثوار يقتلون ويغتصبون وينهبون ويكبرون!
    أي نفاقٍ هذا ..وأي خيانة أكبر من أن تسرق ثورة شعب كامل باسم شعارات تحولت إلى أداة تمويه لجريمة شاملة؟
    كل ثورة لها مبدأ، وكل مبدأ له أعداء.. والجنجويد، رغم كل الأوهام الإعلامية، هم في صف الأعداء، لأنهم لا يؤمنون إلا بمنطق الغنيمة، غنيمة الأرض، غنيمة السلطة، غنيمة العروش حتى ولو على أنقاض وطن.
    أما التكبير، فهو الموسيقى التصويرية المرافقة للمجزرة والإغتصاب.
    يا أيها الجنجويد، قولوا كرسي السلطة واضحا، لا تتستروا بالله أكبر، فالله، لا يُعبد على جماجم الأبرياء، ولا يُستحضر في غرف التعذيب ولا في صفوف النهب ولا في دهاليز القهر.
    الله أكبر، هذا الشعار الذي أضحى ديكورا لفظيا لمعركة دنيوية رخيصة، لا علاقة لها لا بالله ولا بالحق ولا بالحرية.
    فالجنجويد لا يقاتلون لنشر قيم السماء، بل لتقاسم موارد الأرض، الذهب، الأراضي، المناجم، البنوك، شركات الاتصال، وفي سبيل ذلك، يستخدمون الدين كطلاء رخيص يزيّن وجه الوحش.
    ويا لغرابة هذا الزمان، أصبح الدين هو اللباس المفضل للقتلة، والتكبير هو السلم الموسيقي للجريمة.
    *****
    صحيح أن الجيوش عبر التاريخ كانت تستخدم الدين لتبرير حروبها، لكن ما لم نر مثله، هو أن تستخدم مليشيا، تحترف النهب والترويع، الله أكبر، كتأشيرة عبور نحو قلوب الناس.
    يا ناس، من يهتف الله أكبر، وهو ينهب مخازن الإغاثة، ويعتقل الناشطين، ويقصف المستشفيات، ليس سوى مهرّج دموي.
    ولو كان الله أكبر، تُغفر بها الجرائم، لكان كل مجرم في السودان إماما، وكل مغتصب شيخا، وكل قاتل داعية.
    ***
    في حلبة السياسة السودانية، لا يمكن للمراقب إلا أن يصفق، ليس إعجابا، بل استهزاءا، حين يرى المشهد وقد امتلأ بالمهرجين.
    فمن جهة، هنالك الإسلاميون، أصحاب المشروع الحضاري، مهندسو الخراب الوطني، محترفو التمكين باسم الدين.
    ومن الجهة الأخرى، الجنجويد، الحفيد غير الشرعي لهذا المشروع، الذين قرروا فجأة أن يصبحوا خصوما لأسيادهم، بعد أن تشبّعوا بمالهم وسلاحهم وأفكارهم.
    لكن دعونا نسأل بكل سذاجة استراتيجية، ما الفرق الحقيقي بين الإسلاميين والجنجويد؟
    هل هو في العقيدة .. بالطبع لا!
    هل هو في الممارسة ..مستحيل!
    هل هو في المرجعية الأخلاقية ..أضحكتمونا والله يا جماعة!
    إن الفرق الوحيد، هو أن الإسلاميين استخدموا الدين بشكل نظري، بينما الجنجويد استخدموه بالرصاص.

    الإسلاميون كانوا يكتبون الشعارات على اللافتات، أما الجنجويد فيكتبونها على الجدران الملطخة بالدم، ويصرخون بها عند اقتحامهم للمدن والبيوت الآمنة.
    وإذا كانت الإنقاذ قد خربت السودان على مدى ثلاثين عاما باسم الإسلام، فإن الجنجويد مستعدون لتدميره في ثلاثين يوما فقط باسم الثورة، ولكن بنفس أدوات الخراب.
    الوقاحة السياسية تبلغ ذروتها حين يصبح العدو تخيليا، بينما الضحية حقيقية، مضرّجة بدمها، مسحولة في شوارع الفاشر أو مطمورة في تراب الجنينة.
    وحين يهتف الدعم السريع بالله أكبر، لا يكون التكبير موجها ضد الإسلاميين، كما يزعمون، بل ضد الأطفال الذين تهدمت مدارسهم، والنساء اللواتي يُغتصبن في وضح النهار، والعجائز الذين ماتوا جوعا وعطشا داخل بيوتهم.
    الله أكبر على من ..على أرامل جبال النوبة ..على أيتام دارفور ..على مشردي النيل الأزرق؟
    التكبير الذي كان يجب أن يُرفع في وجه الظلم، أصبح الآن سلاحا صوتيا في يد الجلاد، لم يعد تعبيرا عن الإيمان، بل شيفرة لبداية الغارة، إيذانا بالمجزرة، توقيعا على فاتورة الموت الجماعي.
    من يستخدم الله أكبر، وهو يطلق النار على صدور الأبرياء، إنما يعلن دون أن يدري، أنه عبدٌ للسلطة، وليس لله، وأن ديمقراطيته المزعومة ليست سوى رداء مهترئ يخفي تحته جسدا منتفخا بالدم والعار.
    عزيزي القارئ.. تخيل المشهد التالي:
    قائد ميداني في الدعم السريع يجلس داخل عربة مدرعة، يتصفح الأخبار عبر هاتفه الذكي، ثم يُصدر تعليماته باقتحام بلدة سودانية، يصاحب الهجوم صراخ (الله أكبر)، ثم بعد ساعات، يجري مؤتمر صحفي يُعلن فيه أن المعركة من أجل الديمقراطية.
    أي ديمقراطية هذه ..ديمقراطية السواطير ..ديمقراطية الصواريخ والنهب؟
    إن ما يريده الجنجويد، بلا رتوش، ليس سوى الكرسي، كرسي السلطة، ولو جاء على جماجم الأطفال، ولو بُني على أنقاض المدن، ولو استُعمل الدين فيه كوقود.
    لقد صدّعوا رؤوسنا بعبارات محاربة الفلول وتصفية الإسلاميين، لكن هل سمعتم يوما عن محكمة ثورية أقامها الجنجويد لرموز الإنقاذ؟
    هل جاؤوا لنا بملف فساد واحد يخص أولئك الذين خدموا معهم سنوات طويلة؟
    أبدا، لأنهم، ببساطة، لا يريدون محاربة الفلول، بل فقط إحلال أنفسهم مكانهم في معادلة السلطة.
    *************
    إنها الكوميديا السوداء بعينها، نفاق يلبس جلباب التواضع، وإجرام يسبح باسم الله، ومليشيا ترفع شعار الديمقراطية بينما تسحل المواطنين في الأزقة.
    في السودان اليوم، صار كل شيء مقلوبا، القاتل يطلب العدالة، والمغتصب يُلقي محاضرات في الأخلاق، واللص يفتح ندوة عن الشفافية!
    الدعم السريع ليسوا ثوارا، ولا إصلاحيين، ولا حتى خصوما حقيقيين للإسلاميين، هم استمرار للإسلاميين، بل هم نسختهم الأكثر توحشا وتجردا من أي قيد أخلاقي.
    تكبيرهم ليس تكبيرا إيمانيا، بل تطبيل دموي، لإسكات ضمير الشعب، وخلط المقدس بالسياسي، حتى لا نميز بين من يعبد الله ومن يعبد الكرسي.
    الله أكبر ..لكن لمن؟
    ها نحن عزيزي القارئ.. نصل إلى نهاية المقال، ولا تزال ضحكة السخرية عالقة في الحلق، ممزوجة بمرارة الدم، وغصة في الروح، لأن ما يحدث في السودان ليس صراعا بين الخير والشر، بل بين شرين يتناطحان على جسد وطن يحتضر، وكل منهما يزعم الطهارة وهو غارق حتى أذنيه في مستنقع الإجرام.
    الدعم السريع، هؤلاء الذين يصرخون الله أكبر، قبل إطلاق القذائف على مدننا، ليسوا سوى الجناح الميداني المتأخر لحقبة البشير، جنجويد بنكهة ثورية مزيفة، وجوه جديدة تحمل نفس العقلية القديمة، عقلية النهب، عقلية السلاح، عقلية القوة فوق الحق.
    أليس من المثير للضحك والبكاء في نفس الوقت، أن تُذبح بلاد بأكملها تحت راية الديمقراطية القادمة، وأن يُغتصب السلام في رابعة النهار تحت شعار الله أكبر؟
    أي نفاق هذا ..أي خديعة؟
    هل باتت الشعارات هي الغطاء الشرعي لكل جريمة؟
    هل أصبح اسم الله، أداة في المعارك القبلية، يُرفع على السواطير لا على المنابر، يُصرخ به عند نهب بنك لا عند إقامة صلاة؟
    إن الجنجويد حين يهتفون الله أكبر، لا يقصدون بها المعنى الذي نعرفه نحن جميعا، هم لا يكبرون الله على أنفسهم، ولا على ذنوبهم، ولا على سلطان عدله، بل يكبرون على فريستهم، هي صيحة افتراس، لا تهليل إيمان.
    فإلى كل من لازال يعتقد أن الدعم السريع يقاتل لأجل حريتك، ويُكبّر لأجل سلامك، دعني أهمس في أذنك، يا هذا، لقد كذبوا عليك!
    لا الإسلاميون الذين يحكمون بالبندقية هم الله، ولا الجنجويد الذين ينهبون المدن باسم الله هم ثوار، كلا الفريقين وجهان لعملة الفشل والتخريب والتضليل، عملة لا نشتري بها وطنا.

    وإننا إذ نضحك الآن، بعضنا من السخرية، وبعضنا من اليأس، فإننا لا نضحك لأننا لا نشعر، بل لأننا نعرف أن هذه المسرحية ستنتهي، وأن كل مهرج سياسي رفع شعار الله أكبر ليخفي به وجهه القبيح، سيُسقط قناعه ذات يوم، إما بحكم التاريخ، أو بثورة جديدة لا ترضى بجلادين بلباس جديد.
    فيا أيها السوداني، إن رأيت الجنجويد يكبرون، فاعلم أنهم لا يدعون الله، بل يدعونك إلى مقبرتك، وإذا قالوا ثورة، ففتّش جيدا في جيوبهم، فغالبا ما يكون البيان الثوري ملفوفًا حول ساطور.
    أما نحن، فسنظل نكبر، ولكن على الظلم، على الزيف، على العبث، على الجهل، سنكبر الله أكبر على كل من يزيف هذا الشعار العظيم، ليجعله جرس إنذار لمجزرة جديدة.
    نقول، دون رتوش أو تزويق:
    الله أكبر، ولكن على من لا يخافه!
    الله أكبر، على الجنجويد والإسلاميين معا!
    الله أكبر، على من باع الوطن باسم الله، واشترى به كرسي السلطة!

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de