يا رب الكون، الطف بالسودان… من أجلAnd ماضٍ صادقٍ، حقيقيٍ، عملي ١. مشروع سيبا – قايقي: السويسرا التي لم تُولد أذكر – وأنا في مقتبل خدمتي – كيف كانت البلاد على وشك أن تشهد نقلة تاريخية في جنوب النيل الأزرق. كان مشروع سيبا – قايقي مشروعًا متكاملًا لتنمية الثروة الحيوانية والموارد الطبيعية والزراعية، تغذّيه رؤية سويسرية، وتدعمه خطة علمية لتحويل المنطقة الممتدة من جنوب "المنطقة المقفولة" في الدندر إلى خور يابوس وجبال الإنقسنا إلى نموذج متكامل للتنمية الريفية المتقدمة. كنت عضوًا ممثلاً للحكومة السودانية في بعثة خبراء سيبا – قايقي السويسرية، أشارك في مراحل الاعداد قبل التنفيذ وأمثّل صوت السودان في مشروع وُلد من رحم الأمل. لكن الحلم أُجهض باكرًا… فقد تدخلت الحركة الإسلامية، عبر ذراعها المالي بنك فيصل الإسلامي، وبدفع من د. علي عبد الله يعقوب، لوقف المشروع قبل انطلاقه. في ذلك الوقت، كانت بذور السودان الإيديولوجي التبعي، فاقد الشخصية والانتماء، قد بدأت تتشكل وتُسقط على الوطن سطوة أيديولوجية لا علاقة لها بطموحات المواطن السوداني متنوع الأعراق و الحضارات و الاعتقادات ولا بحاجات المجتمعات الريفية للنهوض بالتنمية الزراعية والريفية. هكذا سقط المشروع ضحية أول صراع بين السودان المدني العملي، والسودان الأيديولوجي الانغلاقي، الذي لا يرى في التنمية إلا تهديدًا لسلطته. ٢. 1972: سنة الغضب والخذلان في العام التالي، تلقيت ضربة أخرى… هذه المرة من قلب السياسة العالمية. السفارة الأمريكية ألغت منحتى الدراسية التي حزت عليها بقدراتي الذاتية، بسبب إطلاق سراح فلسطينيين قتلوا السفير الأمريكي في الخرطوم، وكان ذلك داخل منزل السفير السعودي بالسودان. كان الغاء منحتي بسبب قرار حكومي أرعن وجبان – كعهد قرارات حكومات دولة ٥٦ – لا ينتمي لطموحات بلد كان على أعتاب تنمية موعودة. غضبتُ... وقررت الرحيل. لكنني، كما كنت أفعل دائمًا، عدت إلى الكبار. ذهبت إلى العم ميرغني محجوب، ذاك الرجل الذي تتجسد فيه الحكمة الزراعية والوطنية. قال لي دون تردد: "احزم حقيبتك… سنطير بالتوين أوتر Twin Otter إلى سمسم." وفي ثلاثة أشهر فقط، حولنا مشروعًا من ٢٠ ألف فدان إلى ٤٠ ألف فدان. زرعنا القطن، والذرة، والسمسم، ولأول مرة في السودان: ٥٠ فدانًا من عباد الشمس.
كان ذلك السودان… سودان العمل الميداني، لا الشعارات. سودان من يملكون قرارهم، لا من ينتظرون التوجيه من الخارج.
لكنه لفظني بعد حين قصير بعد انً ستولي عليه العسكر و الجهلة الفاسقون من دكتاتوري الحركة الإسلامية .
د. أحمد التيجاني سيد أحمد عضو تحالف تأسيس ١٩ يونيو ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا Sent from my iPhone
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة