موضوع اسباب ما يسميه البعض تجاهل ادوار او عدم اشراك حكام العالم الثالث مراكز البحوث والأكاديميات في الأدوار المحفزة لعجلة التنمية في بلدانهم موضوع يستحق الوقوف عنده بحثا وتحليلا ،، و لو بحثنا في الانترنت سوف نجد الكثير من الأسباب المكتوبة التي تم استخلاصها من كتابات الباحثين و الأكادميين انفسهم حيث تشير تلك المستخلصات الى ان هناك عدة أسباب قد تؤدي الى هذا التجاهل قد ترجع أسباب التجاهل وعدم الإشراك في الأدوار التنموية في بلدانهم الى الآتي: اولا: نقص الوعي بأهمية البحث العلمي بين الحكام بحيث قد لا يدرك بعض الحكام أهمية البحث العلمي والإبتكار في دفع عجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية كما جرت العادة ان يعتمد متخذو القرارات على الحلول السريعة اذ يفضل الكثير من الحكام في دول العالم الثالث التركيز على حلول سريعة وقصيرة الأمد بدلاً من الإستثمار في البحث العلمي والإبتكار الذي قد يتطلب وقتًا أطول لتحقيق نتائج ملموسة و هناك مشكلة اخرى ايضا هي قلة اعتمادات التمويل الحكومي اذ جرت العادة في تلك الدول ان لا يتم تخصيص الموارد المالية الكافية لدعم مراكز البحوث والأكاديميات مما يحد من قدرتهم على المساهمة في التنمية ، اما المشكلة الأهم كما يعتقد الكثيرون من الذين اثاروا هذا الموضوع هي تفشي البيروقراطية والفساد بين التنفيذيين في دول العالم الثالث حيث تعاني الكثير من تلك الأنظمة الحاكمة من تفشي البيروقراطية و الفساد وعدم الكفاءة، مما يؤدي إلى تجاهل دور الأكاديميين والباحثين. ايضا عدم وجود شراكات والتعاون بين الباحثين و الحكام يؤدي الى تعطيل التنمية اذ غالبا ما يكون هناك نقص في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وعدم التعاون بين الأكاديميين والجهات الحكومية والصناعية. يترتب على ما سبق من الأسباب المذكورة تأخر التنمية حيث اثبتت تجارب الدول الناهضة انه بدون مشاركة فعالة من الأكاديميين والباحثين، قد تتأخر عملية التنمية وتكون أقل استدامة بجانب عدم الاعتراف بدور الباحثين و عدم دعم البحث العلمي يمكن أن يؤدي إلى نقص في المبادرات العلمية الجيدة و الإبتكارات التي يمكن أن تحسن من جودة الحياة وزيادة الإنتاجية. قد يترتب على ما ذكر ضعف القدرة التنافسية في البلدان التي تتجاهل دور البحث العلمي حيث قد تجد صعوبة في المنافسة على المستوى العالمي، خاصة في القطاعات التي تعتمد على التكنولوجيا والإبتكار. ايضا من النتائج السالبة هي تدهور جودة التعليم اذ بدون دعم للباحثين و الأكادميين والإعتراف بدور البحث العلمي، قد تتدهور جودة التعليم العالي وتقل قدرة الجامعات على تخريج كوادر مؤهلة. و قد يترتب على هذا التجاهل فقدان فرص اقتصادية كثيرة واعدة ناتجة عن الإبتكارات الجديدة. من الحلول المحتملة اولآ زيادة و نشر الوعي اذ يعد تعزيز الوعي بأهمية البحث العلمي والأبتكار بين الحكام وصناع القرار بمثابة جسر للتواصل بين الطرفين. كما ان الاستثمار في البحث العلمي و تخصيص موارد مالية كافية لدعم مراكز البحوث والأكاديميات يعد بمثابة المحرك الأساسي لتوليد منتجات مبتكرة تساهم في دفع عجلة الإقتصاد. كما يجب ايضا تعزيز الشراكات و تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية. و من الاشياء المهمة ايضا اجراء إصلاحات هيكلية في الأنظمة البيروقراطية لتحسين الكفاءة وتقليل الفساد. نخلص الى انه من خلال الجهود المقترحة، يمكن تحسين دور مراكز البحوث والأكاديميات في التنمية وزيادة مساهمتها في تقدم البلدان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة