تابعت باهتمام كبير الجدل الذي أثاره مقال الدكتور الوليد مادبو، وما تبع من ردود، كان أبرزها مقال الكاتبة المرموقه ناهد قرناص. وفي خضم هذا النقاش، أود تسجيل شهادتي الشخصية في حق السفيرة أميرة قرناص، التي أعرفها معرفة وثيقة. إنها من أنبل وأكفأ الشخصيات الدبلوماسية السودانية، جمعت بين العلم الغزير والخبرة الرفيعة. ليست فقط سفيرة سابقة للسودان في إيطاليا ومندوبته الدائمة لدى منظمات الأمم المتحدة، بل أيضًا أول سودانية وأفريقية تترأس لجنة الأمن الغذائي العالمي (CFS)، وهو منصب عالمي مرموق لا يُنال إلا بالكفاءة الخالصة والنزاهة.
وأضيف هنا جانبًا مهمًا قلّما يُسلّط عليه الضوء: فهي أيضًا أم ومربية من الدرجة الأولى، نجحت في تنشئة أبنائها على القيم الرفيعة، والجمع بين مسؤولياتها العائلية الكبيرة وبين أعبائها المهنية والدبلوماسية الثقيلة، في مشهدٍ نادر يُعبّر عن قوة الشخصية، وحسن التنظيم، وعمق الالتزام الإنساني.
أؤكد أيضًا، بما لا يدع مجالًا للشك، أن السفيرة أميرة قرناص لا ترتبط بأي انتماء سياسي لعلي كرتي أو غيره من الشخصيات السياسية، وأن الزج باسمها ضمن دوائر الصراع السياسي الداخلي لا يُنصفها ولا يُعبّر عن حقيقتها.
وفي ذات السياق، أكنّ للدكتور الوليد مادبو كل تقدير واحترام. عرفته من خلال كتاباته التحليلية العميقة في سياسات الاجتماع، وهو مفكر وباحث رفيع في علم الاجتماع السياسي وله إسهامات مميزة في تحليل قضايا السلطة والمجتمع والتحولات الثقافية في السودان.
ومن باب المحبة الفكرية والمهنية، أُنوّه بلطف إلى الدكتور مادبو أن يُسارع إلى توضيح مقاصده تجاه السفيرة قرناص، حتى لا تتحوّل قراءاته النقدية البنيوية إلى سبب لسوء فهم شخصي. من المهم في هذا السياق السوداني بالغ الحساسية أن نحرص على رفع الالتباسات وصيانة سمعة من قد يُساء فهم إشاراتنا الفكرية تجاههم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة