في قلب صحراء السودان، حيث الذهب يلمع في كل زاوية، أرسل وزير إعلام الانقلاب بعثة أثرية إلى منطقة "دراهيب" الشهيرة بتعدين الذهب. توقع الوزير اكتشاف كنوز تاريخية، آثار لحضارات عظيمة، ربما مقابر ملوك أو معابد قديمة. لكن ما وجدوه كان عكس ذلك تمامًا. بدلاً من الأواني الفخارية والتحف الذهبية، وجدوا مدافن للماشية، وتحديدًا الأبقار. في منطقة اشتهرت بالذهب، لم يعثروا على أي أثر لبشر، لا مقابر، لا بنايات، لا أدوات، فقط مدافن لحيوانات. هذه المفارقة الصارخة لم تثير دهشة وزير الإنقلاب، فالذي كان يتوقع اكتشاف آثار لحضارات بشرية، لا مدافن لحيوانات. تساؤل عن سبب وجود هذه المدافن في منطقة تعدين الذهب، وما إذا كانت تشير إلى طقوس دينية أو ممارسات اجتماعية غريبة ام غباء للتغطية على "الحيوانات" . لم تكن هذه المفارقة مجرد اكتشاف أثري، بل كانت رمزًا للعبثية التي تحيط بالمنطقة. ففي الوقت الذي تتصارع فيه قوى على ذهب السودان !!!! لا تعليق ،،،،، (دراهيب.. كنز تاريخي يقع موقع "دراهيب" في منطقة وادي العلاقي،( أحد أشهر الأماكن تاريخيا في التنقيب عن الذهب في السودان)، على بعد خمسة كيلومترات من مثلث حلايب، وفرضت عليه السلطات السودانية حماية واسعة النطاق، بعدما تردد عليه الكثير من طلاب الثراء السريع، والباحثين عن الذهب. المصدر: "سبوتنيك") وتشمل الأراضي التي منحتها السلطات السودانية لجامعة موسكو الحكومية (كامتياز بحثي) موقع دراهيب، وهو مدينة تاريخية من العصور الوسطى تقع عند منابع وادي العلاقي. وكانت دراهيب خلال القرنين الـ9 إلى الـ11، مركزا رئيسيا (لاستخراج الذهب )والتجارة في صحراء النوبة، وكانت تمر عبرها طرق القوافل التي ربطت بين ميناء عيذاب على البحر الأحمر (حيث كانت تصل البضائع من الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، والصين) وبين مدينة أسوان المصرية. وفي موقع دراهيب، قامت البعثة النوبية لجامعة موسكو بدراسة النيكروبوليس (مقبرة العصور الوسطى)، بالإضافة إلى القلعة الشمالية، التي كانت مقرا وحصنا للحاكم، وكذلك '(مسجد الجمعة )في الموقع الأثري للمدينة. وفي عام 2022، وبعد إجراء مسوحات أثرية؟؟؟؟؟، تم توسيع نطاق الامتياز البحثي الروسي باتفاق مع الجانب السوداني ليشمل حوض أونيب، الذي يقع على بُعد 40 كيلومترا جنوب شرق دراهيب. أهمية حوض أونيب تنبع أهمية هذا الموقع من الاكتشافات التي توصل إليها العلماء الروس خلال المسوحات الأثرية، حيث عُثر على كميات كبيرة من '(الفخار والأدوات الحجرية)، التي تعود إلى العصر الحجري الحديث، والتي تعود إلى الفترة من *(4 إلى 7 آلاف) سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى مدافن تعود لسكان صحراء النوبة الرحّل عبر فترات تاريخية مختلفة، إلى جانب مجموعات من الرسوم المنقوشة على الصخور. ولا تقتصر أهمية أونيب على الدراسات الأثرية فحسب، بل تمتد أيضا إلى الأبحاث الإثنوغرافية، إذ تسكن المنطقة قبائل “البجا” الرعوية، وبالتحديد عشيرة “البشارية” (جيبيلي). وعلى عكس العديد من المناطق الأخرى في صحراء النوبة، حيث تأثر نمط حياة قبائل “البجا” بتفاعلهم الوثيق مع الباحثين عن الذهب، ما أدى إلى تآكل أسس ثقافتهم التقليدية، إذ لا يزال “البجا” في أونيب، يعيشون بذات أسلوب الحياة الذي توارثوه عن أسلافهم القدماء من الـ”مجاي” والـ”بليميين”. أسرار مقبرة “حفرة” وعلى مدار أكثر من شهر، عمل 10 علماء روس من البعثة، إلى جانب'( مفتش*) من الهيئة القومية للمتاحف والآثار في السودان، على دراسة مقبرة “حفرة”، الواقعة جنوب غرب أونيب. وكشفت عمليات المسح الخرائطي، التي أجريت في ديسمبر/ كانون الأول 2022، عن أكثر من 500 موقع دفن بمختلف الأنواع. وفي فبراير/ شباط 2025، تم التنقيب عن العديد من المدافن، التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، لكن (للأسف، لم يُعثر في أي من هذه المدافن على أوانٍ فخارية)؟؟؟، وهي من الأدوات الأساسية التي تساعد في التأريخ الدقيق للموقع الأثري. كما كشفت الحفريات أن المقتنيات الجنائزية في العديد من القبور تضمنت حُليًّا مصنوعة من خرز الـ”فيانس”، وخرز مصنوع من بيض النعام، وأصداف البحر الأحمر (وخاصة أصداف الكاوري). المفاجأة الكبرى.. مدافن للماشية (لكن أكثر الاكتشافات إثارةً للدهشة كانت بانتظار أعضاء البعثة في الأيام الأخيرة من الموسم، فخلال التنقيب في أحد أجزاء مقبرة “حفرة”، تم العثور على مدافن للماشية الكبيرة، يُرجح أنها( أبقار)*** هوامش: +نشر مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، وهو شبكة عالمية من الصحفيين الاستقصائيين، تقريراً في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 يوضح بالتفصيل تدخل مجموعة فاغنر في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان. واستناداً إلى وثائق مسربة، كشف آخر تقارير المشروع أنَّ شركة «إم-إنفست» دفعت ملايين الدولارات لشركة تديرها المخابرات العسكرية السودانية مقابل إصدار تصاريح إقامة وأسلحة لموظفيها الروس في السودان. +قال خبير مكافحة الفساد أندرو فاينستاين، للمشروع إنَّ اتفاقيات «إم-إنفست» مع الجيش السوداني مثيرة للقلق لأنَّ الجيش يعاني من ”الفساد الممنهج والمستشري.“ كان الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي وأحد قادة الانقلاب العسكري السوداني الذي تولى منصب نائب الرئيس، أبرز من ساند مجموعة فاغنر التابعة لبريغوجين، وهي الوكيل الأول المختار لروسيا في إفريقيا. +عن أشهر هذه السرقات، يحدّثنا علي بأنها تعود إلى تسعينيات القرن الماضي "حيث سُرق تمثالان من الذهب، فضلاً عن سرقة ما يزيد عن تسعين قطعة أثرية". ارشيف: لم يكن هناك تحليل للرسومات او الخط الفخارى برصد تواريخ او تحليل عبارات او ملامح تأثر او تاثير فى حضارات مجاورة بل هو وصفى من حيث السمة والطراز والصناعة ان كان يدويا او بالة ليس إلا وليس هناك إشارة لوثائق !! +" وعثر في هذا الموقع على موجودات حضارية (فخار – أدوات حجرية وعظمية، خرز، مواد عضوية) وتم تأريخه بكربون 14 المشع إلي '*(10.000 سنة) قبل الوقت الحاضر وتشابه معثوراته تلك التي حصل عليها أنتوني آركل نظيرتها بموقع حضارة الخرطوم الباكرة (العصر الحجري الوسيط) والذي وجد في المنطقة التي يحتلها مستشفي الخرطوم التعليمي حالياً. +وتعتبر حضارة الشهيناب التي بزغ فجرها منذ بداية العصر الحجري الحديث في أفريقيا هي الأنموذج الذي إستقت منه العديد من حضارات العصر الحجري الحديث في وادي النيل وفي أقاليم متفرقة من شمال وأواسط وغرب أفريقيا. ولعل أبرز سمات هذه الحضارة أنها عرفت ولأول مرة في التاريخ الأفريقي'( إستئناس الحيوان")(كأن البعثة الروسية لم تسمع بهذا قبلا وكذا الغباء الطبيعى صاحب التراخيص !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة