|
Re: د. عبد الله علي إبراهيم: آخر حراس المعبد ال (Re: خالد كودي)
|
شكرًا أستاذ خالد كودي، أرى في ما كتبت أنك، في قراءتك لشهية عبد الله علي إبراهيم المفتوحة على السودان القديم، قد كشفت تناقضاته ومحاولاته المتكررة لتقديمه في ثوب المجدد القادر على بعث الحياة في منظومة أنهكها الاستبداد والقمع. لم تكتفِ بتفكيك منطقه، بل أبرزت كيف أنه لا يسعى فقط للدفاع عن ذلك السودان، بل يعمل بجد لإلباسه قناع الحداثة، تمامًا كما حاول أن يسبغ على جيش البرهان المؤدلج، الباطش، والمنهزم أخلاقيًا، صورة القوة الحديثة التي تنسجم مع مفاهيم الدولة المعاصرة. لقد وضّحتَ بجلاء أن عبد الله علي إبراهيم، في تمسكه بهذه الرؤية، إنما يرفض الاعتراف بضرورة قيام سودان جديد، سودان لا مكان فيه لمن يصرون على إعادة إنتاج الماضي بوجوه مختلفة. وهنا تتجلى أهمية نقدك، الذي لم يقتصر على دحض خطابه، بل امتد إلى كشف الجذور الأيديولوجية التي تحكمه، وفضح محاولاته لحماية بنية سلطوية أثبتت عجزها عن مجاراة التحولات الكبرى التي يطالب بها الحراك السوداني، الساعي إلى قطيعة نهائية مع ذلك الإرث المثقل بالهيمنة والإقصاء.
| |

|
|
|
|
|
|
|