يحكى أن لقمان الحكيم كان يسير يومًا مع ابنه في السوق، بحمارهم وأراد لقمان أن يُعلمه درسًا في الحياة، بأن يريه أن كلام الناس لا ينتهي مهما فعل الإنسان. فركب الحمار، وابنه يمشي بجانبه، فمرّ بهما أناس فقالوا : "انظروا لهذا الرجل القاسي، يركب الحمار ويترك ابنه الصغير يمشي متعبًا!" فنزل ، وأركب ابنه فمرّ بهما قوم آخرون فعلقوا : "يا للعجب! الابن يركب مستريحًا بينما يترك والده العجوز يمشي على قدميه!" فقرر أن يركب هو وابنه معًا فمرّ بهما آخرون وقالوا: "ما أفظعهما! لا يرحمان هذا الحيوان المسكين ويحملانه أكثر من طاقته!" عندها نزلا وسارا بجانب الحمار، فسمعوا مجموعة يقولون: "ما أغباهما! لديهما حمار ولا يركبانه!" ضحك لقمان قائلاً: "يا بني، إرضاء الناس غاية لا تُدرك، فافعل ما تراه صوابًا، ولا تلتفت لكلامهم!". مثلي والكثيرون نتابع بشغف وسائل التواصل الاجتماعي التي تدفق الكثير والمثير دون أن نستطيع ان نحد من تدفقها ولا ضبط نهمنا لتقليب صفحاتها .. والكثيرون تفننوا في إطلاق مسميات علي هذه المواقع وأهدافها والتي ما استقامت إلا وانزلقت رغم ذلك لم يستطع الغالبية الانفكاك من متابعتها او الانعتاق من مؤثراتها واوردت قصة لقمان للاستدلال علي قدرة البعض بث آراء وتناول احداث وفقا لتوجهاتهم ومبتغاهم وميولهم وهكذا .. فضاعت كثير من الحقائق وتشوهت سيرة الكثيرون وتلخبطت البوصلة خاصة مع هذه الحرب التي اكلت الاخضر واليابس وما زال لهيبها مشتعلا .. فما ان طرح اسم شخصية قيادية إلا وادفقت عليه مجموعة نقدها وتقرزها من سلوكها وهكذا ..او تمادت في مدحها ورفع قيمتها .. ومع هذه الحرب التي وصفت بانها عبثية ظل الكثيرون ينسجون حكايات وحكاوي ويتناولون اسماء شخصيات بأنها المنقذة من هذا الانزلاق الذي أبرز ايضا ضغائن دفينة دفع ضريبتها القاسية اهلنا الغبش الميامين واللذين لا ناقة لهم في من يجلس علي كرسي الحكم ولا شأن لهم في ديمقراطية او ديكتاتورية .. المدهش أن هذا النهم دخل لفجوته ايضا من نالوا تعليما عاليا ومن يطلق عليهم كفاءات ومثقفين وغيرهم وغيرهم فبدلا من يتراصصوا لوضع اسس لكيف الخروج من هذا النفق حالك الظلام .. تراصصوا افواج وجماعات يمتدحون هذا ويسبون ذاك وكاني بهم ذات اللذين التقاهم لقمان الحكيم وقال لابنه " يا زول ما عليك منهم " . اللهم الطف بأهلنا الغبش في بقاع الارض … تقبل الله صيامكم . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة