ارسال لي أحدهم كم من التستاؤلات وهي ---كتب زهير : مثّل المفكر السوداني محمود طه أحد أهم الشخصيات الإصلاحية في الفكر الإسلامي الحديث ، حيث قدّم رؤية تجديدية تعتمد على مفهوم “الرسالة الثانية من الإسلام”، التي دعا فيها إلى تجاوز الأحكام الفقهية التقليدية نحو فهم روحاني وأخلاقي أكثر تحرراً ..انتهى تعليق : اولا : فكر محمود طه فيما يتعلق بالاسلام ليس اصلاحيا بل هو فكر هدمي . ثانيا : محمود محمد طه لم يدع الى تجاوز الاحكام الفقهية بل دعا الى تجاوز كلام الله سبحانه و تعالى و الركون الى كلام البشر
ثالثا : ما هي الأخلاق التي دعا اليها محمود محمد طه غير الارتهان الى الثقافة الغربية لستُ جمهورياً، ولكني راصد لتطور الذهنية السودانية المؤمنة ومنطلقاتها الفكرية، محللٌ للخطاب الديني من خلال سياقات الواقع السوداني. فالصحافي الذي لا يرصد ويقرأ مجتمعه عبر تطورات الفكر والجدل الثقافي يكون في متاهة الأنا، بعيداً عن الفهم العميق للتحولات التي تصوغ وعي الناس. الرد على الانتقادات الموجهة لفكر محمود محمد طه عند الحديث عن المفكر السوداني محمود محمد طه، تنقسم الآراء حوله بين من يراه مُصلحاً دينياً قدّم قراءة متجددة للإسلام، وبين من يعتبره خارجاً عن صحيح الدين. هذه الثنائية ليست جديدة في تاريخ الفكر الإسلامي، إذ أن كل من حاول إعادة قراءة النصوص وفق رؤى اجتهادية عصرية وُوجه بمعارضة شديدة.
أولاً: هل فكر محمود محمد طه "إصلاحي" أم "هدمي"؟ القول بأن فكر محمود محمد طه "هدمي" هو حكم قيمي يعتمد على موقف الناقد منه، وليس توصيفاً دقيقاً لطرح الرجل. في الحقيقة، كان مشروعه الفكري يسعى لتقديم قراءة جديدة للنصوص الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بتقسيمه الإسلام إلى "رسالة أولى" و"رسالة ثانية". من وجهة نظره، الأحكام التي نزلت في مكة تختلف عن تلك التي جاءت في المدينة، لأن الأخيرة ارتبطت بسياق اجتماعي معين. لذا، اقترح العودة إلى القيم المكية التي وصفها بأنها أكثر عدلاً ومساواة، معتبراً أن الإسلام في جوهره رسالة حرية روحية وليست مجرد أحكام فقهية متغيرة.
التاريخ الإسلامي نفسه شهد محاولات عديدة للإصلاح الديني، سواء في المدرسة المعتزلية، أو عند مفكرين مجددين مثل محمد عبده ومالك بن نبي، الذين تعرضوا بدورهم لاتهامات مشابهة. لذا، تصنيف محمود طه ضمن هذا السياق يبدو أكثر موضوعية من اعتباره "هداماً".
ثانياً: هل دعا محمود محمد طه إلى "تجاوز كلام الله"؟ هذه النقطة بحاجة إلى تدقيق. محمود طه لم يدّع أنه يتجاوز كلام الله، بل كان يسعى إلى تأويل النصوص وفق رؤية معينة. فكرته عن "الرسالة الثانية" لا تعني إنكار النصوص، بل إعادة فهمها وفق ما يراه مقاصد الإسلام الكبرى. صحيح أن تأويلاته تثير الجدل، لكنها لا تعني أنه يدعو إلى "الركون إلى كلام البشر"، كما يقول منتقدوه. فالاجتهاد والتأويل جزء من التراث الإسلامي نفسه، ومن يرفض ذلك كلياً، يغلق باب الاجتهاد تماماً، وهو أمر لم يقل به حتى الفقهاء التقليديون.
ثالثاً: الأخلاق التي دعا إليها محمود محمد طه اتهام طه بأنه "مرتهن إلى الثقافة الغربية" يختزل مشروعه الفكري في صورة تبسيطية. صحيح أن بعض أطروحاته تتقاطع مع مفاهيم الحداثة، لكنه لم يكن مجرد ناقل للفكر الغربي. بالعكس، كان يسعى إلى تقديم قراءة جديدة تنبع من داخل المنظومة الإسلامية نفسها. دعوته إلى الحرية والتسامح والمساواة ليست قيماً غربية فقط، بل هي أيضاً جزء من القيم الإسلامية في سياقات معينة.
النقد لأي مشروع فكري يجب أن يكون مبنياً على التحليل الموضوعي، وليس مجرد الاتهام بالهدم والارتهان للغرب. محمود محمد طه، سواء اتفقنا معه أم اختلفنا، يمثل حالة فكرية سودانية تستحق الدراسة، وليس مجرد موقف اختزالي يرفضه دون تمحيص.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة