الذكري ال69 لقيام دولة الجلابي في السودان؛ ثورة مجتمعات الأبالة والبقارة تعزز كل الثورات السودانية؛ علي الحاكم العسكري التحلي بالشجاعة يعلن وقف الحرب؛ وبالمسؤولية في تفكيك الأبرتهايد؛ والتوجه إلى دولة فدرالية. منعم سليمان عطرون
ربع قرن من إنطلاقة القرن الحادي والعشرين؛ والعالم يتقدم حضاريا؛ ويتطور تكنلوجيا والسودان ينتقل من حرب الريف إلى حرب المدن مستهلكا من منتجات الحضارة الإنسانية أسوأها وأخطرها. دولة الأبرتهايد الجلابي في السودان مستمرة في الإتجاه الخطأ لمدة 59 سنة؛ وإنه يجب العمل على تغيير هذا الإتجاه إلى دولة ونظام ديمقراطي يستفيد ويسهم في الحضارة الإنسانية.
قبل ساعات من إلقاء الجنرال عبدالفتاح برهان؛ قائد جيش دولة الجلابي في السودان؛ لخطابه الرتيب في رأس السنة الميلادية؛ أرسل مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء رسالة إليه يطالبه فيها التحلي بالثقة؛ الواقعية؛ الصدق؛ المسؤولية؛ والشجاعة؛ ويقترح عليه إعلان وقف الحرب الداخلية؛ وتلاوة "خطاب حالة أزمة الدولة ؛ وإعلان التفكيك والتوجه نحو عهد جديد".
غير الجنرال برهان عمد في خطاب متلفز إلى تكرار خطب جنرالات قصر غردون علي مدار 69 سنة؛ فارغة من أي صفات وطنية؛ إنسانية وأخلاقية. يمجد الجنرال فيه حروبات جيش دولة الجلابي في تدمير مجتمعات السودان؛ ويعد بإنتصار على رعاة من الأبالة والبقارة من السهول الغربية الذين يخوضون ثورتهم ضد الأبرتهايد مجددين كل أسباب؛ دوافع و أدبيات ثورات المجتمعات السودانية من الأنانيا الأولي؛ ومكررين فيها نفس الأهداف بتغيير الخلل الهيكلي والوظيفي للدولة؛ دولة الجلابي؛ إلى دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.
صفات الثقة؛ الواقعية؛ الصدق؛ المسؤولية؛ والشجاعة؛ التي أوردها مركز السودان المعاصر مهمة وأساسية في ترتيبها للقائد والرجل؛ الإنسان الذي سيوقف حربا و يصنع سلاما.
فالثقة بالنفس نقيض صفات الضعف من خوف؛ إنتقام؛ وثأر؛ الكراهية؛ الطمع؛ والتي يدفع قائد الجيش؛ رجل سلطة والرجال من حوله إلى ممارسة شتي صنوف العنف؛ البطش؛ القهر بكل السكان؛ في كل المجتمعات؛ وضحاياها العُزل الأبرياء من النساء والأطفال ومن لا حول ولا قوة لهم.
الواقعية؛ في آمانة الجنرال والجنرالات الذين تخرجوا من أكبر الكليات الحربية إلا أنهم يهزمون داخل عاصمة بلادهم؛ أمام يُفع من محاربين شباب من البقارة والأبالة لم يتلقوا أي تعليم أو تدريب عسكري حربي. يعيش الجنرالات والأفندية خريجي الجامعات وحملة شهادات عليا هزيمة نفسية ساحقة أمام الرعاة؛ وإنه من الواقعية الإقرار والإعتراف بأن الإنسان المظلوم سيحارب بكل الوسائل ولا تحدد الرتب العسكرية والشهادات العلمية قيمته وإنسانيته. وأنه يجب من الجنرالات والأفندية الوصول إلى وعي بخطر وخطأ حرب داخلية تهلك كل طاقات السودان معها وضدها؛ وتلك التي يمكنها ان تبني البلاد..
الصدق؛ هو إنه من المستحيل أن يصدق العالم أن الجنرالات والأفندية الجلابة مجتمعات في تشويها لصورة المجتمعات التي تثور علي دولتها؛ عنصريتها و سياسية بإنها الثوار بلا وعي ذاتي؛ و يتلقون أفكارا وتمويلا من الخارج. وأنه من السذاجة يصدق أي من السودانيين أن أغلب أعضاء المجتمعات الثائرة مرتزقة وقادمون من خارج السودان لأجل النهب والسلب. أنه من الجهل أن يخوض جنرالات وأفندية الجلابي حربا عنصرية ضد مجتمع بعينه؛ ثم يتهمون االمجتمع الضحية بالعنصرية. و أن الجنرال الحاكم العسكري الذي لم يفوض من السكان ولا يملك شرعية حكم يدعي أنه يمتلك حق الأبوة والألوهية للتحدث بإسم السودان ومصالحه وحقوق السكان. أنت تكذب ببساطهة على نفسك؛ و لا تخدع الاخرين.
المسؤولية؛ أخلاقية؛ إنسانية؛ ووطنية؛ بدأ من الشعور بآللام ومعاناة 18 مليون من السكان نازحون ولاجئون حديثا؛ ومئات الالف الذين يموتون كل يوم؛ لكن الجنرال والجنرالات من حوله والأفندية؛ يقتلون ضمائرهم ويقدمون من أنفسهم صورة مزيفة؛ مزيفة لرجل دولة لا يعيش ما يعيشه سكان البلاد. المسؤولية الوطنية في الشعور والتفكير والعمل بكل السبل وما يلزم في حفظ الدماء وعدم سفكها؛ ورفع البلاد وليس تدميرها. وهذا يلزم تفكيك الدولة ونظامها العنصري و تغيير إتجاه سياستيها إلى عهد جديد.
والشجاعة؛ في أن الرجل والقائد يصنع سلام والعكس في خوض حرب وتدمير البلاد وقتل السكان. القائد الذي يعترف بالخطأ ويعترف بالهزيمة ولا يستمر في النكران والهروب من الحقيقة.
الجنرال البرهان والجلابة
الجنرال عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن برهان؛ يحمل أعلي رتبة عسكرية في أوليقارشية الجلابي؛ من الجيل الثاني من خريجي كلية التدريب العسكري الإستعماري ( الكلية الحربية) عام 1969. ينحدر من قومية الشايقية ضمن مجتمعات الجلابةالتي تحمل أكثر سجل جنود عملوا لسنوات عديدة في جيش العثمانيين؛ المصريين ووالإنجليز من المستعمرين. والجلابة؛ مجتمعات زنجية تسكن شمال السودان حول النيل تتبع لسلطنات دارفور وسنار؛ تم تلقيب طبقة التجار الجوالة منهم في سلطنات بلاد السودان ( سلطانات من سنار إلى برنو) خلال القرون الثلاث الماضية بلفظ جلابة؛ من جلب البضائع.
وخلال القرنين الماضيين تحول التجار إلى جواسيس و عيون الإستعمار المملوكي؛ العثماني ثم الإنجليزي متعاوونون معهم. وإختلطت دماء بعضهم بدماء جنود الحملات الغازية؛ وتفاديا لذلك إختلقت جزء من أوليقارشيتها نسبا عربيا قرشيا لتشعر بتفوق علي بقية مجتمعات الأمم الزنجية. قبل قرن من الأن منح الإستعمار الأنجلو-مصر حق تعليم حصري لأبنا مجتمعات الجلابة حتي التخرج في كليتين إستعماريتين (كلية غردون والكلية الحربية) ليشكلوا التجار الجلابة أوليقارشية صغيرة تتعاون مع الإستعمار؛ ثم منحت تركة حكم السودان بشكل حصري. وخلال السنوات 69 سنة إستعانت الأوليقارشية بمصر ودويلات عربستان إقليميا؛ وعلاقات مع مخابرات دولية؛ وصنعت فلاقنة من أوليقارشية الأقاليم عبر نظام تعليم غير مستنير ومسترقين لخدمة الدولة؛ وإحتكرت مقدرات الدولة؛ وزيفت التاريخ. واعظم ادوات إسترقاق الدولة هو إسترقاق لخدمة إقتصاد الدولة وحماية الدولة.
وخلال السنوات ا ال69 حكمت الاوليقارشية وفلاقنتها البلاد بسياستي التفرقة العنصرية؛ وحرب التطهير. وأفضت الساستان إلي تدمير المجتمعات السودانية إنسانيا؛ إقتصاديا وسياسيا؛ ووضعت كل البلاد خارج نطاق الحضارة الإنسانية. ووصلت سياسية حرب التطهير إلى إرتكاب عدة إبادات جماعية؛ وصار واحد من حكام الأبرتهايد ال12 مطلوب للمحكمة الجنائية بإرتكابه إبادة جماعية في دارفور.
ثورات مجتمعات السودان
وخلال 69 سنة من تأسيس الأبرتهايد ثارت العديد من المجتمعات السودانية بوجه دولة الدولة وسياسية أليقارشيتها؛ وهي على الترتيب:
1.ثورة مجتمعات نيال كوش. مجتمعات الأمم الزنجية في إقليم كوش الأعلي؛ 1955-1972 ثم 1983-2011ف. ويسكن في الأقاليم الثلاثة ملايين البشر؛ يعملون في مجالات مختلفة من الحياة من رعي وتربية الأبقار؛ مزارعون للفواكه والمحاصيل المختلفة؛ ويعملون في حرف وصناعات يديوية.
2.ثورة مجتمعات الجبّالة. مجتمعات الأمم الزنجية سكان المناطق الجبلية: جبال النوبة؛ و جبال الفونج؛ 1988- 2011؛ ثم 2011 إلى الأن. جبال البحر الأحمر؛ 1994 مستمرة. جبال مرة؛ 1992 مستمرة. جبال الميدوب؛ جبل مون؛ وجال أتشاجمرا 2003 مستمرة. ويسكن في تلك الجبال الملايين من البشر يعملون في مجالات حياتية مختلفة فهم ملاك بساتين وحقول الفاكهة التي تمتد لالف الهكتارات؛ ومهتمون بتربية الماشية؛ والصناعات اليدوية.
3.ثورة مجتمعات القوازة. في شمال دارفور وكردفان والقضارف؛ إقليم سنار شمال النيل الأزرق وإقليم علوة؛ وطوكر. 2003 الى الان مستمرة. ويسكن ملايين البشر؛ هم مزارعون؛ وعمال مهرة؛ يمتلكون بساتين؛ ومهتمون بتربية الماشية وحرف زراعية.
4.ثورة الديامة؛ أي سكان المدن. ثورات سكان المدن في وجهة الدولة إستمرت لعدة سنوات وبفترات متقطعة؛ وأخرها ثورة إنتفاضة المدن 2018. شاركت مجتمعات شمال السودان بفاعلية كبيرة في هذه الثورة. وتشكل المناطق الحضرية 35% من سكان السودان.
5.ثورة الأبالة والبقارة. وهم رعاة الإبل والبقر في سهول دارفور؛ كردفان؛ إقليم علوة وسط السودان؛ شاركت مجموعات من الأبالة والبقارة في الثورات السابقة. ويشكل الرعاة 10% من سكان البلاد.
تداخلت العديد من المجتمعات أعلاه في ثورات بعضها البعض. ويعتبر السكان وقدراتهم على الإنتاج هم أعظم طاقة للبلاد ومورد أساسي إنساني وإقتصادي للحياة. لكن مجتمعات الجلابي التي تشكل فقط 4% من سكان السودان يحولون الدولة إلى مدمر للطاقة البشرية ومهلكة لها؛ ومدمرة للإقتصاد بشكل يجعل من السودان خارج نطاق الحضارة الإنسانية.
الثورة في مفهومها هي نتاج وعي بالحقوق المشتركة؛ والمصالح المشتركة؛ التي تجمع سكان بلد ما؛ والوعي بخطر دولة الأبرتهايد التي لا تمثل حقوق مشتركة للسكان؛ ولا تحقق مصالح السكان المشتركة. والثورة أيضا هو الوعي بضرورة وجود صيغة مشتركة ودولة تحقق حقوق ومصالح السكان. قد تتفاوت وعي الثوار من زمن لأخر ومن مجتمع إلى أخر إلأ إنه في النهاية تتفق المجتمعات كلها بأنها لا تجد نفسها في دولة الأبرتهايد الجلابي ولابد من تغييرها وبناء دولة جديدة.
أساليب الأبرتهايد في الحرب على الثورات
وتعتبر ثورة مجتمعات المدن؛ وثورة مجتمعات الأبالة والبقارة آخر الثورات التي إنتظمت في تمامة الربع الأول من القرن الحادي والعشرين لتكمل مسيرة ثورات مجتمعات السودان. وإستعمل الأبرتهايد الجلابي العديد من الأساليب في القضاء على الثورات والمجتمعات نفسها:
1.أسلوب التغبيش بهدف إعادة الإنتاج: وهي تسويق برديقم دولة الأبرتهايد؛ و تزييف الحقائق والتاريخ وتأليف. و إزكاء العنصرية والتفرقة بين المجتمعات الضحية؛ وإستعمال مفاهيم مضللة من الدين والوطنية؛ والسودان لتغبيش المفاهيم والوعي.
2.الإسترقاق: تجنيد أرقاء من الضحايا كجنود؛ مليشيات قوات شبه عسكرية؛ لمحاربة ثورة ضحايا أخرين مثلهم مستعملا أسلوب التفرقة أعلاه..
3.الفلقنزم: ومنح إمتيازات مادية أو معنوية مفتوحة لقادة المجتمعات التقليدية؛ الدينية؛ المتعلمون غير المثقفين. ومنح حصص فئوية وقبلية وجهوية ودينية لجماعات وكتل من داخل المجتمعات الضحية.
4.سياسة العنف الممنهج. وهو ممارسة أقصي أنواع الترهيب العنف والبطش؛ والتنكيل؛ والتشويه والإغتبالات والقتل المعنوي والمادي؛ بحق المستنيرون والعقول التي تخرج من المجتمعات السودانية لتحارب الأبرتهايد والأوليقارشية؛ بما في ذلك مستنيرون من الجلابة. أو بمنظومات المستنيرة التي تخوض حرب التحرير.
5.حرب التطهير: تشمل إبادة وتدمير مادي للمجتمعات عبر حرب مفتوحة أو قصف بألة الدولة العسكرية والطيران؛ أو تدمير معنوي للمجتمعات عبر تشزيه صورتها الجماعية وتلفيق التهب بحق المنظومات المستنيرة التي تخوض حرب تحرير.
6.العمالة و الفساد: إقليما تعمد أوليقارشية الأبرتهايد إلى تقديم أموال الدولة لبيع قدرات وطاقات إقليمية لتساعدها في إستمرارها في السلطة؛ كما تقدم من دولتها أداة لتفنيذ سياسيات دولية إقليمية في صورة تجسس؛ وفلقنزم لمصالح أجنبية.
عبر مراحلها الأربعة إستعملت دولة الأبرتهايد الجلابي كل تلك الأساليب مع كل المجتمعات التي تمارس ثورة ضدها. لكن لم تهزم أي تمرد بل تسهم في تعزيز الوعي بالحقوق نحو ثورة جديدة.
نظريات الحلول؛ ونظرية مركز السودان المعاصر.
وخلال السنوات 69 أطلق العديد من عقول السودان نظريات تحليل وتفسير عدة لحالة السودان ما بعد الإستعمار؛وقدمت مقترحات حلول ووسائل لتحقيق التغيير. وقد أطلق مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء في نظريته وصفا دقيقا للأزمة في السودان ما بعد الإستعمار علي أنها حالة أبرتهايد. والأبرتهايد؛ أي سياسية الفصل / التفرقة العنصرية تعد إحدي ثلاث نماذج لحالة الدولة ما بعد الإستعمار في القارة الإفريقية. والأبرتهايد الجلابي في السودان؛ هو نموذج للتفرقة العنصرية المركبة؛ وتنطبق في شكلها ومضمونها مع حالة نظام الفصل العنصري في دولة جنوب إفريقيا السابقة؛ وقدم مركز السودان رؤيته للحل وإقترح وسائل بناءة لتحقيق التغيير الشامل.
حلا شاملا ودائما وعادلا للازمة الدولة بنظرية مركز السودان المعاصر؛ هو تطبيق (الرؤية العهد الجديد) ويتضمن تلاوة إعلان حالة الدولة؛ وإعلان التحول التاريخي.
نص رسالة مركز السودان المعاصر إلى قائد المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان
في نهاية سنة 2024 وبداية سنة 2025 يدعوك مركز السودان المعاصر إلى التحلي بالثقة؛ الواقعية؛ الصدق؛ المسؤولية؛ والشجاعة وأن تعلن وقف الحرب في السودان وتعلن بداية الإنتقال إلى عهد جديد. بحلول العام القادم يكون قد مر على بلادنا 69 سنة من خروج الإستعمار البراني وإستمرار إستعمار جواني بسياستيه التفرقة والحرب. وأن سكان السودان بهم من الوعي والإستنارة بضرورة تغيير إتجاه البلاد السياسي نحو إستقلال حقيقي؛ وبناء دولة ونظام ديمقراطي.
رسالة مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء موجهة إلي مجلس العسكري وقائده الجنرال عبالفتاح برهان وأعضائه؛ والأجسام السياسية المسلحة وغير المسلحة العاملة في المجال العام. ودعوتهم إلى العمل بالمقترحات الثلاث التالية التي تلخص رؤية العهد جديد لمركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء.
أولا. وقف الحرب في كافة البلاد دون قيد أو شرط.
يدعو مركز السودان جميع الأجسام التي تحمل السلاح في السودان: الجيش؛ القوات شبه العسكرية الموالية للجيش (الحركات المسلحة)؛ القوات شبه العسكرية المحاربة للجيش (الدعم السريع)؛ والقوات شبه العسكرية المحايدة (حركات التحرير في الجبال)؛ المليشيات التابعة لأي من الأجسام أعلاه؛ والأهالي المستنفرون للقتال تحت قيادات الأجسام المسلحة. علي الجميع وقف الحرب ويشمل إعلان وقف الحرب:
أ.وقف إطلاق النار والقتال المتبادل بين الجنود في كل الحاميات ال22 علي إمتداد السودان؛ وقف القصف المدفعي؛ قصف الطيران؛ وقف تحليق الطيران العسكري؛ وقف تحركات الجنود والمركبات؛ التخريب والعدوان.
ب. وقف كافة العمليات الأخرى الدافعة والمحرضة للحرب: التعبئة والتحشيد؛ التسليح؛ الإستنفار؛ التدريب ؛ وإستيراد السلاح. وقف الخطاب الحربي؛ وعنف الكلمة؛ تخريب؛ ولغة التمييز والإستهداف العرقي والجهوي؛ والإساءة سواء مسموعة؛ مكتوبة او مصورة.
ج. إتابع منهج إحترام حقوق الإنسان؛ التسامح؛ العفو؛ الغفران؛ تطبيق الإتفاقيات والمعاهدات الدولية في إحترام المدنيين وعدم إعتبارهم أهداف عسكرية وعدم ترويع المدنيين العزل؛ إحترام الأسرى وإحترام الجرحى وتكريم القتلي.
د. العمل على بناء الثقة وتعزيز الثقة
ه. التعاون مع بعثات الأمم المتحدة؛ الإتحاد الإفريقي؛ الصليب الأحمر؛ والتعاون مع موفودي المحكمة الجنائية الدولية من أجل تحقيق العدالة.
و. الحرص على ضمان تحقيق كل ما وردت في هذا البند في بحر أربعين يوما من تاريخ إعلان وقف الحرب.
ثانيا. تلاوة خطاب أخلاقي وطني عن حالة الدولة.
يرجي من قائد المجلس العسكري أن يقرأ إعلانا متلفزا؛ وعلى الراديو؛ خطاب التحول؛ إعلان أخلاقي لحالة الدولة (مقترح الخطاب نشره المركز سابقا). ويتضمن الخطاب:
أ. الاعلان الإعتراف بخلل الدولة الهيكي والوظيفي؛ والنهج التمييزي المتبع في الحكم والأدارة و الأداء السياسي؛ وسياسية التفرقة بحق السكان على أساس العرق والثقافة والجهة؛ وسياسية حرب التطهير التي إنتهت إلى سلسلة إبادات جماعية بحق أقوام ومجتمعات.
ب. إعلان الإعتراف بالأضرار الجسيمة التي لحقت حقوق الإنسان بكافة الأصعدة جراء هذا الخلل والسياسيات بالدولة في النقطة (أ).
ج. إعلان الإعتراف بأن ثورات مجتمعات السودان تاريخيا نتيجة لخلل وسياسيات الدولة في النقطة (أ). وتسمية ثورات جميع المجتمعات كوش الأعلي 19855-2005؛ ثورات سكان الجبال 1988؛ ثورات المزارعون في القيزان 2003؛ و إنتفاضة سكان المدن (إنتفاضة المدن 2018)؛ وثورات البدو رعاة الإبل والبقر الحالية منذ 2023. الثوارات إنعكاس لفشل كل الأساليب السياسية التي لا تحترم حقوق وإرادة السكان في السودان.
د. إعلان تحمل المسؤولية الأخلاقية؛ الوطنية بشجاعة في البنود اعلاه؛ والتي مارستها النخب المتعلمة من شمال السودان؛ وأردفت بإستهبال نخب ريفية ضللتها النظام التعليمي خلال 68 سنة.
ه. إعلان إعتذار صادق لكل السكان السودان؛ وموجهة لضحايا سياسية الدولة التمييزية؛ وضحايا الحروب من قتلي وذويهم واللاجئين والنازحين والمشردين.
و. إعلان الإعتراف المبدئي بالحقوق الإنسانية والوطنية المتساوية والمشتركة لكافة السكان في السودان دون تمييز بعرق؛ إو لون أو جهة وفق مبادئ حقوق الإنسان؛ ومواثيق الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي؛ وما تضمنتها الأعراف الإفريقية؛ وأن تلك ستكون بوصلة التغيير إلى عهد جديد والمبادئ المرشدة لدستور البلاد وقوانينه.
ي. ويرجي تلاوة إعلانات مماثلة من كافة القوي السياسية المدنية في الخرطوم؛ والجماعات السياسية المسلحة في الريف الشرقي؛ الغربي؛ والجنوبي والشمالي. وأنه لا أحد مبرأ من المسؤولية في الأضرار الجسيمة بحقوق الإنسان في السودان والمسؤولية في عدم إعاقة التحول التاريخي.
وهذا البند خطوة من شأنها بناء وتعزيز الثقة بين سكان السودان.
ثالثا. إعلان حل الدولة المركزية؛ وتحول إلي نظام جمهورية فدرالية.
يعلن المجلس حل المجلس العسكري؛ والمجلس السياسي؛ وكل الأجسام غير الشرعية التي تشكلت بإسم الدولة دون تفويض من السكان أو تسندها دستور. وإعلان التوجه إلى صياغة العهد الجديد نحو دولة دستور؛ ونظام فدرالي يمثل حكمه مجالس السكان عبر مناطقهم في خلال ست أشهر.
تتضمن رؤية العهد الجديد خطوتين:
أ. فدرالية إنتقالية.
1.تبدأ بتشكيل نظام فدرالي إنتقالي من ثلاث مستويات تبدأ من مجالس محلية (190 محلية) في حدود المحافظات التي تشكل من ممثلوا القرى؛ الدمر؛ والأحياء. ولها صلاحية الدولة في الخدمات لسكانها.
2.مجالس إقليمية؛ تتشكل مجالس رابطة في الأقاليم العشرة؛ يمثل عضويتها مندوبون من المجالس المحلية.
3. يتم تشكيل مجلس إتحاد فدرالي بمستوي الجمهورية؛ ويتشكل المجلس من ممثليي من الأقاليم العشرة وعددهم (580 ممثل) .
4.يمثل الإتحاد الفدرالي السلطة الشريعية للبلاد؛ بينما يفوض سلطة تنفيذية بإسم مجلس الدولة الإنتقالي؛ في المرحلة الإنتقالية من نحو 16 عضوا. كما يختار 11 قاضي لتشكيل مجلس قضاء مستقلة بمستوي الإتحاد.
5.خلال ست أشهر من إعلان وقف الحرب والعهد الجديد يكتمل تشيكل المجالس المحلية والإقليمية؛ والإتحاد الفدرالي؛ ومجلس الدولة ومجلس القضاء.
6. في نهاية الأشهر الست تنتهي صلاحية مجلس الجيش الحالي؛ وتحل الحركات والقوات شبه العسكرية والمليشيات ولا يمثل الدولة إلا عبر مؤسسات منتخبة وممثلة للسكان.
7. ينتهي دور كافة الرموز العسكرية والساسية في المشهد السياسي ما قبل الإعلان على راسهم قادة الجيوش والقوات شبه النظامية والأحزاب. ويدير الجمهورية الإتحادية الفدرالية؛ مجلس الإتحاد ومجلس الدولة ومجلس القضاء إلي نهاية السنوات الأربعة.
8. يمثل كل مؤسسات الدولة عبر المناطق التي تبدأ بعناوين المنازل؛ القري؛ الدمر والأحياء؛ ثم مجالس محلية؛ ثم مجالس إقليمية. 9. لا يقبل التمثيل بإسم الدولة عبر الجيش؛ أو قوات شبه عسكرية؛ أو حركة مسلحة أو غير مسلحة أو جمعيات أو رابطات أو إتحادات مناطق أو تمثيل قبلي أو ديني أو سياسي أو حزبي أو ديني ؛ أو حزب سياسي؛ أو تجمع حزبي أو منظمات.
10. على كافة السودانيين المسلحين وغير المسلحين يرجي تأييد ما يرد في إعلان التحول.
تستمر الحقبة الإنتقالية الفدرالية أربعة سنوات أي حتي يناير 2029. تعالج خلالها حزمة قضايا الدولة وحقوق الإنسان.
ب. فدرالية دستورية؛ وتبدأ حقبة الفدرالية الدستورية تالية لحقبة الفدرالية الإنتقالية في نهاية السنوات الأربعة. وتجري في بداية الحقبة الدستورية إنتخابات نيابية ورئاسية بالمستويات الثلاث وفق الدستور الجديد للبلاد. وخلال عشر سنوات يمكن للسودان أن يكون جزء من المجتمع الإنساني الحضاري؛ ينتج؛ يستهلك ويسهم في الحضارة الإنسانية بما يفيد البشرية؟
ما هو مركز السودان
مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء؛ مؤسسة فكرية تعمل في مجال الاستنارة والتنوير. وتمتلك المؤسسة رؤية فلسفية معاصرة لعملية التحول التاريخي في السودان. مركز السودان ليست جهة سياسية أو ربحية؛ ومستقلة عن كافة الأجسام والتجمعات السياسية والجهوية والعرقية في السودان. و يعمل بشكل تطوعي وعلمي من أجل الإسهام في بناء عقلية ديمقراطية تحترم المعرفة و حقوق الإنسان في السودان.
يعمل المركز على نشر الوعي الإنساني؛ وتعزيز مفهوم الديمقراطية؛ روح المساواة والتسامح في السودان من خلال التعليم عبر دورات تعلمية وتدربية؛ والبحث والتوثيق ونشر وتعزيز مفهوم العدالة. ويقوم أيضا المركز بترجمة وتفسير مواثيق الأمم المتحدة؛ والمعاهدات الدولية التي تعزز حقوق الإنسان؛ مع التركيز على الفهم الثقافي والتاريخي وتعليم المرأة وتعزيز حقوق الطفل. كما يعمل المركز في مجال طباعة ونشر وترجمة الكتب والمؤلفات الثقافية التي تخدم أهدافها. ويعمل في المركز ويديره كوكبة من الشباب المستنيرين من كل مجتمعات السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
منعم سليمان عطرون
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست