تبدأ القصة بحكاية عبد المال، ذي السيرة الذاتية "المتلخلخة" الذي صعد إلى "الأستاذية" بطرق غير تقليدية، يشبهه في ذلك "البصيرة أم حمد". اتخذ عبد المال طريق جمع المال عبر خطط دعوية، لم تجلب سوى مزيد من الفرقة والحروب، وانتهت الدول التي وصلتها إلى دول فاشلة أو مفككة. تشابه عبد المال والبصيرة في القفز على دورة التوظيف الطبيعية واختيارهما مجال الإعلام، وإن اختلفا في الأسلوب؛ فالبصيرة كانت مباشرة، أما عبد المال فاستخدم الدين مطية لأهدافه السياسية. تميز عبد المال بقناته "خيبة" التي بدأت بالنصب على ديوان الزكاة، ثم وجد ضالته في المخلوع ونائبه اللذين قدّما له الدعم المالي، حتى صرح المخلوع في المحكمة بأنه منح عبد المال ملايين الدولارات لقناة "خيبة" التي لا تظهر في بيانات المراجع العام. بعد سقوط المخلوع، وفي أعقاب انقلاب برهام، لجأ عبد المال إلى الاستضافة من قبل بعض القنوات. هذه الاستضافة كانت بمثابة فرصة مؤقتة لعبد المال للبقاء في المشهد الإعلامي، مستفيدًا من الفوضى السياسية التي أعقبت الانقلاب. لكن هذه الفترة لم تدم طويلًا، فسرعان ما اتضح أن برهام قد اتعظ من محكمة المخلوع ومنع عبد المال من أموال الحكومة. فانفجر عبد المال في سب برهام بألفاظ قريبة من الكفر، فرد برهام بالمثل، وتبادلا التكفير. وجد عبد المال نفسه بين خيارين أحلاهما مر: الاعتذار يعني الإقرار بوصفه "تكفيريًا"، والعناد يعني خسارة الدعم المالي والإعلامي. بدأت خيوط النهاية تتشابك: تضييق الخناق الإعلامي: بدأت القنوات تتخلى عن استضافة "خيبة" خوفًا من السلطة الجديدة بقيادة برهام، تقلصت ساعات البث ثم توقفت نهائيًا ، اضطر عبد المال إلى اللجوء إلى منصات بديلة مثل يوتيوب وفيسبوك لبث محتواه. لكن هذه المنصات لا تمنحه نفس الانتشار والتأثير الذي كان يحظى به عبر القنوات الفضائية. تضاؤل التأثير: مع مرور الوقت وتراجع الدعم المالي والإعلامي، بدأ تأثير عبد المال في التضاؤل. تشتت أنصاره، وانفض من حوله بعض المقربين، بمن فيهم "وزير الأكياس" والخوابير التي كانت تعتمد على قناة "خيبة".!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة