*وصلنا إلى (ميس) اللا شعور بالمآسي التي تحدث يومياً !!.. *وكل ما يكتب ويقال عن القتل والفتك والمجازر والمتك لا يعبر عن (الحاصل) فعلاً على أرض الواقع .. *الأمر أكثر (فظاعة) من ذلك بكثير .. *والصور الإرشيفية واللقطات القصيرة التي تعرضها القنوات الفضائية المختلفة دائماً ما تكون ناقصة أو تنقل جزءاً يسيراً من (الجريمة) !!.. *ربما تنقل (مناظر) الحرائق والحطام فقط .. أو شيء من اللون (الأحمر) .. *شيء قليل من دماء الضحايا الذين كانوا حتى اللحظات الأخيرة يتشبثون بالحياة إلى أن أنهتها يد أمراء الحرب الملاعين !!.. *لكن هناك تفاصيل أخرى لا يمكن (تصويرها) !!.. *فعلى سبيل المثال المختصر لا الحصر الموجع سنجد أن كاميرات التلفزة المحلية والإقليمية والعالمية لا ولن تستطيع أبداً التقاط رائحة (الجغم) الذي أحاط بمكان مجزرة سوق (أولاد الريف) بالفاشر التي ارتكبها الجنجويد بالأمس وراح ضحيتها 40 قتيلاً بينهم أطفال ونساء وكبار سن .. *غالبية الضحايا من الباعة الجائلين وتجار السوق الليلي الذين لجأوا للعمل ليلاً تجنباً للهجمات الجنجويدية نهاراً !!.. *وجميعهم ،، *جميعهم لا ناقة لهم ولا (سخلة) فيما يريده ولا يريده كرتي والبرهان وحمدان !!.. *وجميعهم لم يشاهد (البلابسة) ملامحهم وصرخاتهم ونظراتهم الأخيرة التي بقيت تشكو لربها ما فعله بهم الأوباش و(العولاق) والرجرجرة والسفلة الذين لا يرجون لله وقارا .. *وقبلها بيومين استشهاد الأنصاري الشهير آدم بشير آدم عمدة منطقة الرماش الذي قضى نحبه بمعتقلات الجيش بسنجة ظلماً نتيجة التعذيب بجريرة تهمة المتعاونين ،، وقد تعرض للإعتقال مع عدد كبير من المواطنين الأبرياء من قري سنجة والشكابة وزينوبة وأبوحجار وودالنيل لا لشيء الا لأنهم رفضوا الخروج من مناطقهم وظلوا بها ، فكان عقابهم القتل والإعتقال والتعذيب بتهمة التعاون مع أوباش (حمايتي) !!.. *شاشات التلفزة العالمية تتعامل مع صور و(بلاوي) الحرب العبثية بنظرة تسويقية بحتة .. *ولذلك فهي لا تلتفت للأهوال التي تعرض لها القتيل آدم بشير وأمثاله بقدر ما تهتم بعرض (كواريك) التوم هجو و(خارجيات) مناوي وأحاجي وأكاذيب الخبراء (الإستكراديين) .. وفذلكات ومغالطات النشطاء والساسة العاطلين !!.. *ولذلك لا يستطيع أياً كان التأكيد بأن كل الذي تعرضه هذه القنوات عن (مآسي) السودان له دوافع إنسانية بحتة.. وأن (الشغل) يخلو من الأغراض السياسية والترويجية و(التجارية) القميئة !!.. *ولو كان الأمر مرتبطاََ بالكرامة فلماذا يصرخ الذين يؤيدون البل ويحرضون عليه من وراء جدر .. ومن وراء (محمر ومجمر) ولا يشمرون عن سواعد الإقتراب من أماكن هذه المعمعة الجهنمية الفوضوية؟!.. *وعندما نقلب الصفحات القديمة نقرأ عن حروب طاحنة وقعت خلالها مجازر ضخمة.. ولكنّنا لا نعرف متى وكيف تحولت إلى مواد (تدريسية) ومعلومات عامة فقط لا غير !!.. *وما نشاهده اليوم هو شيء يشبه ذلك الأمر تماماً، ولا يوجد ما يمنع من تحول هذا العبث الدموي اليومي إلى مجرد (حكاوي) وأرقام يتسلى بها المجرمين وأذنابهم وبلابستهم !!.. *لكن في النهاية : *عند المنتقم الجبار تجتمع الخصوم ،، *و *الله في ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة