مقدمة: جهود الحركة الشعبية في ترسيم الحدود كإجراءات احترازية لدعم السلام:
قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان بخطوات استباقية لترسيم الحدود بين المجتمعات القبلية في المناطق المحررة كجزء من استراتيجيتها لتعزيز السلام والاستقرار. هذه الإجراءات الاحترازية تهدف إلى حماية حقوق المجتمعات المحلية والحد من النزاعات المسلحة التي قد تنشب بسبب الصراع على الموارد والأراضي في وطن مثل السودان الذي يعاني من النزاعات القبلية المسلحة، تأتي هذه الخطوة لتعزيز استشراف المستقبل وقراءة التاريخ وفهم أهمية القانون والتخطيط الاستراتيجي في تنظيم العلاقات بين المجتمعات.
ترسيم الحدود في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة لا يحمي فقط الحقوق التاريخية للسكان الاصليين، بل يساعد في الحد من سيطرة النخب على أراضي القبائل النوبية والمجتمعات الأخرى. يهدف الترسيم إلى وقف التهميش الممنهج الذي حول السكان الأصليين إلى عمال في أراضيهم التاريخية. الجهود القانونية التي قادتها الحركة الشعبية تعد نموذجًا لتعزيز العدالة الاجتماعية وتنظيم استخدام الأراضي بشكل عادل، مما يقلل من احتمالية اندلاع النزاعات المسلحة بين القبائل المتجاورة.
الحجج القانونية والأدلة من المعاهدات الدولية:
١/ الإطار القانوني لترسيم الحدود في القانون الدولي: ترسيم الحدود هو جزء من الجهود الدولية لتعزيز السلام والأمن، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات السلام المختلفة. على سبيل المثال، "اتفاقية كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل نصت على أهمية ترسيم الحدود لضمان التعايش السلمي بين الدولتين، وهو نموذج يمكن الاستفادة منه في النزاعات القبلية في سياق النزاعات القبلية، يدعو القانون الدولي إلى احترام سيادة كل مجتمع على أراضيه وتنظيم الموارد عبر حدود واضحة. "إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية" يؤكد على حقوق المجتمعات في الأرض والموارد وحمايتها من النزاعات المسلحة
٢/ دور ترسيم الحدود في تعزيز السلام والأمن: في النزاعات الإفريقية مثل دارفور، كان ترسيم الحدود بين القبائل ضروريًا للحد من النزاعات على الموارد. ورغم عدم تنفيذ هذه الاتفاقات بشكل كامل، يمكن الاستفادة من هذه المحاولات في ترسيخ قواعد التعايش السلمي. مثال آخر هو ترسيم الحدود بين قبائل الصومال وإثيوبيا، حيث تم التوصل إلى اتفاقية لترسيم الحدود، مما ساعد في تقليل النزاعات القبائلية وتحقيق نوع من الاستقرار في المناطق الحدودية
٣/ نماذج دولية لترسيم الحدود ووقف النزاع القبلي: - في بوروندي ورواندا: ساعد ترسيم الحدود بين المجتمعات القبلية على تقليل النزاعات بين الهوتو والتوتسي بعد عقود من الحروب الأهلية. تمت عملية ترسيم الحدود بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، مما أتاح للتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي أن يتحققا في هذه المناطق - في شمال كينيا: ساهم ترسيم الحدود بين قبائل توركانا وبوكوت في تقليل الاحتكاكات المسلحة وتوضيح حقوق استخدام الموارد المائية والمراعي، مما ساعد في تحقيق التعايش السلمي - اتفاقية دايتون في البلقان: ساهمت في ترسيم الحدود بين البوسنة والهرسك وصربيا، مما أدى إلى وقف الصراع القبلي وبناء دولة جديدة بعد سنوات من النزاع العرقي
٤/ التأثير الإيجابي لترسيم الحدود على التنمية والاستقرار: - ترسيم الحدود يمكن أن يكون أداة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في جنوب السودان، ساعدت مبادرات ترسيم الحدود على تقليل الصراعات وتحسين الظروف الاقتصادية في المناطق الريفية، مما أدى إلى تحقيق بعض المكاسب التنموية - ترسيم الحدود يساعد في توفير بيئة آمنة ومستقرة يمكن من خلالها للمجتمعات المحلية استثمار مواردها بشكل عادل ومنصف.
٥/ تجارب ترسيم الحدود في أمريكا اللاتينية: - في كولومبيا: أدت عملية ترسيم الحدود بين القبائل الأصلية والحكومة المركزية بموجب اتفاقية السلام مع جماعة "فارك" المسلحة إلى تقليل النزاعات حول الأراضي وتحسين حياة المجتمعات الأصلية - في بوليفيا: ساهم ترسيم الحدود بين المجتمعات القبلية والدولة في الحد من النزاعات على الأراضي الزراعية، مما أدى إلى تعزيز التعاون بين القبائل والحكومة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي
ختاما: ترسيم الحدود كأداة قانونية ولحفظ السلام:
ترسيم الحدود بين المجتمعات القبلية يعد إجراءً قانونيًا واستراتيجيًا لا يهدف فقط إلى تنظيم الحقوق والمسؤوليات، بل أيضًا إلى تعزيز السلام والأمن. الأدلة من تجارب مختلفة حول العالم، سواء في إفريقيا، أمريكا اللاتينية، أو أوروبا، تؤكد أن ترسيم الحدود هو خطوة حاسمة لتحقيق السلام المستدام. بعيدًا عن النقد الموجه لهذه العملية، ينبغي التركيز على تحسين تنفيذها وضمان شموليتها لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوق جميع المجتمعات، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر أمانًا لهذه المناطق المتنازع عليها، وفي السودان لابد من استخدام هذه الالية لدعم السلم والامن المستدامين.
بوسطن سبتمبر ٢٣/٢٠٢٤
09-24-2024, 05:09 PM
Omer Abdalla Omer Omer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4245
هذا عمل جميل جدا يا بروف كما يجب مراجعة قوانيين الأراضي الذي كان بعضها ظالما جدا لاصحاب الأرض. لابد من إقامة سودان جديد يقوم على أعدل الأسسس و القوانيين لحماية السكان، كل السكان من النخب الجبانة و الطماعة و التي لا يملأ عينها شئ.
09-25-2024, 01:32 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 33283
سياسة الحواكير التى أبتدرها سلاطين دارفور لتوطيد سلطتهم علي القبائل، أثبتت فشلها في دارفور وهذه الحروب الدائرة هى سبب مباشر للمشكلة التى نشبت بسبب سياسة الحواكير والتغيرات البيئية مثل الجفاف الذي ضرب شمال دارفور وحول حواكير بعض القبائل إلي أراضي جرداء. الحواكير لا تسمح بتحرك قبيلة أصيبت أراضيها بسبب الجفاف إلي حواكير قبائل أخري مما يؤدي إلي النزاعات القبلية والأثنية.
سياسة ترسيم الحدود بين القبائل عمل مرفوض تماماً، لأنها تلعب دور مباشر ليس في نشوء الحروب بسبب الجفاف وتدهور الموارد، بل هى محاولة لحصر السلطة في أيدي القبائل في الأراضي التى صارت تمتلكها مما يحصر مسألة مثل التوصيت والأنتخاب في أيدي القبيلة وهذا يتعارض مع النمو الطبيعي للديمقراطية ومسألة الملكية المتساوية. الظاهرة تمت دارستها في مناطق شمال الكميرون وأفريقيا الوسطي وسط قبائل الكوتكو (أو الكتكو) وقبائل الشوا العربية. قبائل الكتكو تعتبر الأرض ملك لها ولها الحق في التصويت والأنتخاب في حين قبائل الشوا التى تسكن المنطقة لأكثر من 300 عام تم حرمانها من أي تمثيل مما أدي إلي نشوب صراعات بين أثنية الكتكو وقبائل الشوا أنتهى بالتحكيم لصالح المواطنة المتساوية بين السكان الذين يسكنون المنطقة، صوت لكل فرد دون الرجوع للمرجعية القبلية، وهذا الخيار أدي إلي سقوط عرش الكتكو السلطانى ومن ثم آل الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خالد كودى
Omer Abdalla Omer
Biraima M Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست