|
السودان: جرح الحرب ينزف على جسد بيئة منهكة كتبه د. عثمان الوجيه
|
03:52 PM September, 21 2024 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
تحت وطأة سماءٍ مشحونة بالغيوم الداكنة، تتلوى الأرض السودانية في آلامها، فبعد أن مزقتها نيران الحرب، تكشف عن جروح أعمق، جروح نخرتها عوامل التغيّر المناخي، كانت دولة السودان، قديماً، سلة غذاء إفريقي، لكن اليوم، وهي تئن تحت وطأة صراع دموي، تتجلى هشاشتها أمام قوى الطبيعة المتوحشة، فالتغيّر المناخي، الذي كان يهددها بخفوت، أصبح الآن يضرب بيد من حديد، في البلاد، حيث اشتعلت فتيل الحرب، تحولت المنافسة على الموارد المائية والأراضي إلى صراع دموي، فالجفاف المتكرر، وهطول الأمطار الغزيرة المفاجئة، وتدهور الأراضي، كلها عوامل غذت الصراع، وأدت إلى نزوح الملايين، والآن، مع استمرار الحرب، يتفاقم الوضع. فارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحر الشديدة، تهدد الزراعة، وتجعل أراضي خصبة قاحلة، وتلوث التربة، وإزالة الغابات، والرعي الجائر، كلها جرائم ترتكب بحق الأرض، وتزيد من هشاشتها، ولا يقتصر الأمر على التغيّر المناخي والحرب. فبناء سد النهضة في إثيوبيا يزيد من تعقيد المشكلة، فالسودان، الذي يعاني من نقص المياه، يواجه الآن تهديداً جديداً على أمنه المائي، وسلامة سدوده، والحرب نفسها تزيد الطين بلة، فالنـزوح، وانقطاع الخدمات، وتدمير البنية التحتية، كلها عوامل تساهم في تدهور البيئة، وانتشار الأمراض، السودان اليوم، يواجه كارثة إنسانية وبيئية متكاملة، فالحرب دمرت بنيته التحتية، والتغيّر المناخي يهدد وجوده، وسد النهضة يزيد من تعقيد المشكلة، إن صراخ الأرض السودانية واضح، فهل سنستمع إليه؟ أم سنتركها تموت؟ هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: وصلني خبر مؤلم من صديق عزيز عبر منصة التواصل الاجتماعي سيجنال، يخبرني عن الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوداني، فبعد أن اندلعت شرارة الحرب في أبريل الماضي، لم تترك هذه الحرب أي شيء إلا ودمرته، بيوت هُدمت، وأرواح زُهقت، وأرض خصبة تحولت إلى صحراء قاحلة، يشعر المرء بالعجز وهو يقرأ عن المعاناة التي يتجرعها السودانيون، فالجوع والمرض والنزوح باتوا يهددون حياة الملايين، تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن أرقام مخيفة، فملايين الأطفال يعانون من سوء التغذية، وملايين آخرون نزحوا عن ديارهم، والكارثة الأكبر هي أن هذه الأرقام في تزايد مستمر، أشعر بالأسى الشديد لما وصل إليه السودان، بلد عريق، وحضارة عريقة، تغرق اليوم في بحر من الدماء والدمار، أتذكر جيداً كيف كان السودان يوصف بسلة غذاء إفريقيا، واليوم أصبح يعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، إن ما يحدث في السودان هو جريمة بحق الإنسانية، يجب على العالم أجمع أن يتحرك سريعاً لتقديم المساعدات العاجلة للشعب السوداني، يجب أن نتكاتف جميعاً لتخفيف معاناتهم، وإعادة الأمل إلى قلوبهم، أدعو الله أن يرفع عن السودان هذا البلاء، وأن يعيد إليه الأمن والاستقرار والرخاء، وأدعو الله أن يلهم القادة في السودان الحكمة والعقلانية، وأن يتوصلوا إلى حل سلمي ينهي هذه الحرب الأهلية.I pray that God will inspire the leaders in Sudan with wisdom and reason, and that they will reach a peaceful solution to end this civil war وعلى قول جدتي: "دقي يا مزيكا !!". خروج: نعي إلى روحك الطاهرة يا أستاذي الفاضل أستاذنا الفاتح جبرا، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبنفوس مكلومة، تلقينا نبأ رحيل الأستاذ الفاضل، الكاتب الصحفي المتميز، الفاتح جبرا، فقدنا برحيله قامة صحفية شامخة، وقلباً نابضاً بالوطنية، وعقلاً مفكراً لا يكل ولا يمل، لقد كان الفقيد أكثر من مجرد كاتب، فهو معلم وأستاذ، زرع في نفوسنا حب القراءة والكتابة، وشجعنا على التفكير النقدي، كان قلمُه سيفاً مسلولاً في وجه الظلم والفساد، وصوته مدويًا يدافع عن الحق والحقيقة، لقد كان الفاتح جبرا نموذجًا للصحفي الشجاع والمخلص، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، لقد واجه التحديات بكل شجاعة، ولم يتردد في فضح الممارسات الخاطئة، مهما كانت التكلفة، إن رحيله خسارة كبيرة للأمة السودانية، وللعالم العربي بأكملهـ ولكننا على يقين بأن إرثه سيبقى خالداً، وأفكاره ستظل حية في قلوبنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأخبار خط هيثرو شنوووووووووو أقصد #أوقفوا_الحرب ولن أزيد ،، والسلام حتام. د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر بكلاريوس، ماجستير ودكتوراة "لغة إنجليزية" جامعة أفريقيا العالمية TWITTER, LINKEDIN, FACEBOOK, INSTAGRAN, REDDIT, TUMBLR, PINTEREST, PICEART, FLICKR, SNAPCHAT, LINE,TIKTOK, YOUTUBE, BODCAST, SKYBE, DUO :- DROSMANELWAJEEH
|
|
 
|
|
|
|