تتواصل مسيرة السودان نحو تحقيق الأمن والأمان والاستقرار بخطى ثابتة. وتبذل الدولة جهودًا للحفاظ على وحدتها وكيانها رغم محاولات أطراف خارجية للنيل منها وإضعافها. ولتحقيق أهدافها، عمدت هذه الأطراف إلى إحداث اضطرابات سياسية تمهد الطريق لسيطرتها على البلاد. وللأسف، ساهم أبناء الوطن في هذه المخططات من أجل السلطة الزائلة، مما أدى إلى تشريد ملايين الأسر وانتهاك الأعراض ونهب الممتلكات وتدمير البنية التحتية. والهدف النهائي وراء كل ذلك هو تقسيم السودان واحتلاله وتغيير تركيبته السكانية.
ولمعالجة هذه الاختلالات، من الضروري تطهير السلطة الحالية من الفساد والتفكير الوطني الخالص الذي يضع مصلحة الدولة فوق المصالح الذاتية. فعلی الرغم من جهود القوات المسلحة والمساندة والمقاومة الشعبية، إلا أن الحكومة الحالية عاجزة عن إيجاد حلول للأزمات الحياتية.
السلام هو الخيار الأمثل والمرغوب للجميع. وإذا طال انتظاره، فسيعاني الجميع. وقد أثبتت التجارب التاريخية ذلك. ومع ذلك، يجب أن يتم تحقيق السلام بشروط تحفظ هيبة الدولة وتضمن مستقبل الوطن وسيادته.
هناك مخطط دنيء يُحاك عبر المنظمات الإغاثية وغيرها من الوسائل الدولية لجعل السودان دولتين: غرب السودان وشمال السودان. لولا صمود مدينة الفاشر، لكنا الآن في وضع مماثل لليبيا. ولسوء الحظ، تجد بعض العناصر الخائنة من أبناء الوطن متنفسًا لها في هذه المخططات
يشكل الموقع الجيوسياسي للسودان أهمية كبيرة للدول العالمية، لا سيما الولايات المتحدة. وقد سعى هذا البلد منذ سقوط نظام الإنقاذ، بل وقبل ذلك من خلال تقسيم جنوب السودان، إلى جعل السودان دولة هشة يسهل السيطرة عليها. إلا أنها فشلت في مساعيها.
وعقب اندلاع الثورة، دفع عملاؤها وحلفاؤها للسيطرة عليها، مستهدفين أهدافها الاستراتيجية والأمنية والسيطرة على طرق التجارة عبر البحر الأحمر. وكانت اتفاقية ميناء أبو عمامة جزءًا من هذه الخطة، إلا أن افتقار القيادات للوعي السياسي وفهم الجيل الشاب حالت دون تحقيق هذا المخطط.
حاولت الولايات المتحدة صياغة مشروع دستور للسودان من خلال منظمات إقليمية وتنفيذ سوداني، لكنها فشلت، ثم عبر الإطار الدستوري أيضًا لم تفلح. فكان الانقلاب العسكري هو الهدف الأخير للقضاء على معالم الدولة السودانية وإنشاء نظام جديد تابع لها بشكل كامل.
أما دولة الإمارات فهي واجهة الحركة الماسونية العالمية وتنفذ أجندتها في المنطقة، وتهدف إلى تفكيك الدول التي لا ترغب فيها .
إن التحدي الحالي كبير ويمثل ضربة قوية للنسيج الاجتماعي المتآكل أصلاً، من خلال تجنيد ميليشيات قبلية من دول أفريقية وعربية. يتطلب هذا الأمر جهدًا كبيرًا للتعامل معه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة