تُعد مفاوضات جنيف حول الأزمة السودانية واحدة من أحدث المحاولات الدولية لوقف النزاع المستمر. ومع اقتراب موعد الاجتماع، تسود حالة من القلق والتردد بين الأطراف المعنية، ما يثير تساؤلات حول مصير هذه المحادثات والنتائج المرجوة منها. ترددت القيادات العسكرية في السودان بشأن حضور المفاوضات، مما أثار جدلاً واسعاً حول فرص نجاحها وأسباب التردد. فيما يلي استعراض لمواقف وتحليلات الخبراء حول الوضع الراهن:
تجاذبات وأسباب التردد تقييم المحلل السياسي الطاهر نورين: يرى المحلل الطاهر نورين أن كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يملكان الإرادة الحقيقية لإحلال السلام. وأشار إلى أن الصراع الحالي يتمحور حول السلطة على حساب معاناة ملايين السودانيين، معبراً عن خشيته من استغلال أي اتفاق قد يتم التوصل إليه لأغراض سياسية دون تقديم مساعدات فعلية للمحتاجين. وأكد أن التجارب السابقة أثبتت أن المواد الإغاثية غالباً ما تستحوذ عليها الأطراف المتقاتلة، مما يجعل الأمل في نجاح مفاوضات جنيف ضعيفاً. (المصدر: "الحرة" - 15 يوليو 2024)
موقف حركة تحرير السودان: أبدت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي قلقها من عدم دعوة القوة المشتركة للمفاوضات، مما قد يؤدي إلى فشلها. وأكد المتحدث باسم الحركة على أهمية سماع آراء جميع الأطراف المعنية لنجاح المفاوضات، محذراً من أن عدم شمول جميع الأطراف قد يجعل المفاوضات غير ذات جدوى. (المصدر: "دارفور 24" - 27 يوليو 2024)
تحليل جريدة "الشرق اللبنانية": وفقاً لجريدة "الشرق اللبنانية"، فإن نجاح مفاوضات جنيف يعتمد على استعداد الأطراف لتقديم تنازلات، لكن هناك شكوك بشأن الجدية الأميركية في ظل انشغالاتها بالانتخابات الرئاسية والحروب العالمية. كما يضيف المقال أن هناك صراعاً إقليمياً خفياً على السودان يعقد من فرص نجاح المفاوضات. (المصدر: "الشرق اللبنانية" - 13 يوليو 2024)
وجهة نظر القيادي خليل الضو: اعتبر خليل الضو من "المقاومة الشعبية" أن مفاوضات جنيف قد تكون مجرد وسيلة لإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي، بدلاً من محاولة حقيقية لحل النزاع. وأكد أن أي حوار حالي أو قادم يجب أن يستند إلى "اتفاقيات منبر جدة"، ويشترط تنفيذ الشروط المحددة فيها، مثل انسحاب الميليشيات. (المصدر: "راديو دبنقا" - 1 أغسطس 2024)
توقعات الباحث محمد عبد الحميد الجزار: توقع الجزار أن مفاوضات جنيف قد تفشل في إنهاء الأزمة السودانية لأنها لم تتضمن أدوات ضغط جديدة لوقف الحرب. وأشار إلى أن المحادثات المتعثرة قد لا تؤدي إلى نتائج ملموسة، نظراً لأن المفاوضات تنطوي على ما يسمى "محادثات عن قرب"، حيث يتنقل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بين الوفدين دون التقاء مباشر. (المصدر: "الشرق اللبنانية" - 13 يوليو 2024)
موقف الباحث مجاهد أحمد: علق أحمد على دعوة مفاوضات جنيف، قائلاً إنه في ظل الاهتمام الدولي البارد، لا يمكن للطرفين سوى تقديم مقترحات دون مجال للرفض، خصوصاً في ظل التقارير المقلقة حول المجاعة. (المصدر: "صوت ultra" - 26 يوليو 2024)
أهداف الولايات المتحدة الأمريكية من المفاوضات: تشير تحليلات إلى أن أهداف الولايات المتحدة من مفاوضات جنيف قد تتضمن تجاوز "إعلان جدة"، فرض وقف إطلاق نار شامل، وتوفير مشروعية لقوات الدعم السريع. كما أن هناك مخاوف من أن تتسبب المفاوضات في إطالة أمد النزاع وتعزيز التدخل الأجنبي. (المصدر: "الميادين" - 30 يوليو 2024)
الضغوط الداخلية على البرهان: أشار عثمان فضل الله إلى أن الفريق عبد الفتاح البرهان يواجه ضغوطاً داخلياً وخارجياً، حيث يسعى لتخفيف الغضب بين مناصريه في الحركة الإسلامية، فيما يتعرض لانتقادات بسبب الوضع العسكري المتدهور. ويُعتقد أن البرهان يرسل رسائل مزدوجة لمحاولة تلبية مطالب المجتمع الدولي بينما يحافظ على دعم قاعدته الداخلية. (المصدر: "الراكوبة" - 1 أغسطس 2024)
مستقبل القادة والجماعات الغير واضحة في حال استمر التردد في حضور المفاوضات، قد يتأثر مصير القادة العسكريين والجماعات المسلحة في السودان. إن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تفاقم النزاع وتدهور الأوضاع الإنسانية، بينما قد تعزز الأطراف المتحاربة مواقفها العسكرية والسياسية على حساب الشعب السوداني. الجماعات غير الواضحة التي تقاتل تحت مظلة أحد الأطراف قد تظل في الظل، مما يزيد من تعقيد الصورة ويجعل من الصعب التوصل إلى حل شامل.
بناءً على التحليلات الحالية، يبدو أن مفاوضات جنيف تواجه تحديات كبيرة، وقد يكون من الصعب تحقيق تقدم ملموس دون تغييرات جذرية في المواقف والاستراتيجيات من جميع الأطراف المعنية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست