ما يحدث في في الإنتخابات الأمريكية من حراك و عراك يستأهل الوقفة ، فالولايات المتحدة الأمريكية مدرسة عريقة في الحقل الديمقراطي العالمي إذا جاز التعبير ، فهي تؤسس فيه مفاهيم جديدة ، و تقاليد تضاف إلى الرصيد الإنساني في هذا الحقل الحساس . و لجوء الحزب الجمهوري إلى السيد ترامب ؛ يدل على معاناة حقيقية يمر بها الحزب في موضوع القيادة ، فالإخفاقات التي وقع فيها هذا المرشح إدبان ولايته الأولى كانت كفيلة بسد الباب أمامه ، و لكن فشل الحزب في توفير القيادات البديلة ساهم في ترجيح خيار الدفع به مرة أخرى حتى و لو كانت النتيجة النهائية هتك النسيج الاجتماعي للمجتمع الأمريكي ؟! مفارقة و مجازفة خطيرة يدل على إفلاس الحزب الجمهوري بالمرة ! فالفوز على الحزب الديمقراطى صار أهم من الأمن القومي الأمريكي ؟ من هنا تعرف الأمم نعمة القائد الملهم .. و من هنا تدرك لماذا تعطي الأمم هذه الفئة من المجتمع إستثناء الاستمرارية عندما يبزغ فجره ، لأنها تعرف أن التأريخ ضنين بأمثالهم ، فلا يجود بهم إلا نادراً ، فهنيئاً لأمم تحكم من قبل هؤلاء .. إن تقليد المناظرة بين المرشحين لمنصب الرئاسة ، هي التي حسمت قضية الجدل حول تأثير عامل السن لدى المرشحين بايدن و ترامب ، فأظهر ترامب لياقته الذهنية ، بينما فشل بايدن ، و أثبت بفشله صحة التكهنات بشأن صحته النفسية و العقلية مما دفع الحزب إلى خيار سحبه من حلبة السباق الرئاسى ، و الدفع بالبدائل في خطوة تدل على شجاعة الحزب الديمقراطى ، فالإستمرار بالدفع بمرشح غير متزن عقلياً و نفسياً يعني الأضرار الصريح بالأمن القومي الأمريكي و مصلحة الحزب الديمقراطى ؛ فأختار الحزب النأي عن الإثنين ؛ و هذه درجة من الوعي تستأهل التقدير و الإحترام من كافة فئات المجتمع الأمريكي. كما أن الخطوة ، يجب أن تضيف للرصيد البشري في المجال الديمقراطى عرفا جديداً ، يقضي بسن قانون جديد ، يقضي بإجتياز المرشحين للمناصب الدستورية فوق سن ٦٥ سنة إختبارات طبية تحدد مدى أهليتلهم العقلية والنفسية لهذه المناصب القيادية ، فهذا القانون هو الحل الأمثل و شكراً لفكرة المناظرة في التجربة الديمقراطية الأمريكية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة