كم هو مدهش ومؤلم تبرير (الخبير الاستراتيجي!!) عبد الهادي عبد الباسط لسقوط حامية الفولة بانها ليست مهمة لانها تتبع لحاضنة من حواضن الدعم السريع (المسيرية)!! بالله عليكم أي خطل هذا؟
استمع له وفي خاطري صديقنا من ابناء المسيرية الذي و منذ بداية الحرب ظل داعما لهذه الحرب و(بلبوسيا) بامتياز..ويا للاسف إذ انه اتهم مؤخرا من احد المتأثيرين بالدعاية السالبة للحرب بأنه (جنجويدي) فتأمل!!
استمع له وفي خاطري ضباط وجنود الجيش من ابناء المسيرية الذين مازالو للان يقبضون على الزناد في خندق واحد مع اخوتهم في القوات المسلحة!!
بالله عليكم اوصفو لي احساسهم وذلك الغبن الممض الذي اعتراهم وهم يستمعون لمثل هذه التصريحات!! ألم نقل البلابسة هم اكبر عدو للجيش وهم وحدهم من اضر به بمثل هذه التصريحات الغبية !!
مع بداية هذه الحرب ناقشت بعض ابناء وقيادات المسيرية ويشهد الله كان موقفهم من هذه الحرب موقفا وطنيا خالصا رافضا لهذه الحرب.. وسألتهم لماذا لا تناشدون ابناءكم الانسلاخ من الدعم ووضع السلاح؟
سأحاول ان ألخص اجابتهم من ذاكرتي!!
أولا:- قالو عندما تكون الدعم السريع جاءنا حمدتي وجند من ابناءنا الكثير بعد ان اقنعهم بأنه يمثل القوات المسلحة.. ومن هذا المنطلق تجند معه ابناءنا!! (وهذا ما فعله حميدتي مع كل القبائل في شتى بقاع السودان ولم يكن مستنكرا وقتها من الكيزان بل بمباركتهم).
ثانيا:- قالو لي فعلا ناشدناهم الانسحاب من هذه الحرب اللعينة ولكن كان ردهم كيف نترك اخوتنا في الميدان وننسحب فقد اضحت القضية عندهم قضية جندية بحتة عرف بها الجندي السوداني الشجاع بغض النظر عن موقفه من هذه الحرب. ( ولا ننسى هنا وقتها كمية الاشاعات التي كانت تقول بان هناك قتال واشتباك بين ابناء المسيرية او غيرهم مع الماهرية لان حمدتي يمنح الامتيازات لابناء عمه فقط).
ثالثا:- قالو ان سرادق العزاء في تلك الايام كانت تنصب في البيت الواحد لميت من الدعم واخيه او ابن عمه من الجيش وهم متقبلين هذا الامر باعتبار ان هذه خيارات مسبقة لشبابهم ليس لهم فيها يد ولا يستطيعون تغييرها الان!
ما اريد ان اقوله وظللت اردده منذ بواكير الحرب، ان هذه الحرب مسؤليتها تقع على شخصين لا ثالث لهما، البرهان وحميدتي وهم وقتها كانو يمثلون الحكومة الانقلابية وهم وحدهم يتحملون وزر استمرار وتضخم قوات الدعم المخل!! وكان من مصلحة الوطن ان تنحصر هذه الحرب اسبابها، دوافعها ،قيادتها بين (طرفي النزاع) دون اقحام الحواضن الاجتماعية فيها حتى لا ننجر لحرب اهلية! ولكننا مازلنا نعاني من هذه الحملة الغبية ومازال مسوقيها يرتكبون نفس الحماقات!! وهاهي الان صارت حرب اهلية بامتياز حيث اضحت القبيلة الان الملجأ الآمن للفرد في ظل اللادولة الذي صرنا إليه!
ولعل من اسوأ تمظهرات الحالة التي توصلنا اليها قضية فتاة التلفزيون التي إلتجأت لقبيلتها لحل إشكال بسيط كان يمكن حله في اطاره الاداري ولكن تأثير ثقافة الحرب التي جرتنا لمكوناتنا الاولية هي التي اوعزت لها اقحام قبيلتها في الامر، ودون وعي منها فإنها قد أساءت لهم فالتصرفات الغير مسؤولة التي قام بها منسوبي قبيلتها اوصلت رسالة سالبة وفكرة سيئة عنهم بلا شك!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة