* أمريكا منزعجة للغاية من الاتفاق السوداني الروسي.. و انطلق صوتٌ من وزارة الخارجية الأميركية، قبل أيام ليقول:- "الولايات المتحدة على علم بالنقاشات الجارية بين روسيا، والقوات المسلحة السودانية بشأن إنشاء مركز لوجستي روسي في بورتسودان... وأن روسيا بوتين" تعيش عزلة متزايدة، بسبب حربها المتعمدة وغير المبررة ضد أوكرانيا.... وإن اختار السودان تنفيذ الاتفاق فإن ذلك سيتعارض مع مصالحه وتطلعات الشعب السوداني لإنهاء الحرب! "!!
* وحذّر الصوتُ السودان من المضي في (مثل) هذا الاتفاق البحري، أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا حيث أنه من شأنه أن "يزيد من عزلة النظام العسكري في السودان، ويُعمّق الصراع الحالي، ويخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي"، كما زعم..
* لقد عانى السودان ما عانى من غطرسة و وقاحة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، و لم تتوقف أمريكا عن تضيق الخناق على الشعب السوداني حتى إبان الحكومات الديمقراطية في السودان..
* و عند الحديث عن (إيقاف الحرب) الجارية في السودان، تميل أمريكا بشدة إلى التصريح بأن الجيش السوداني هو من يشكِّل حجر العثرة في إيقافها.. ونحن نعلم أن الجيش لا يقبل إيقافها وفق ما تريد أمريكا أن يكون عليه الإيقاف..
* تلجأ أمريكا إلى الضرب على وتر الإنسانية و الجوع الكاسح والمعاناة الشاملة؛ ثم تنبري تطالب الجيش بالتفاوض مع ميليشيا الجنجويد لإيقاف الحرب و (اختلاق) حكومة مدنية، و تكوين جيش موَحَُد مع الميليشيا..
* إنها العنجهية الملازمة للدبلوماسية الأمريكية، وأنتوني بلينكن يمثل قمتها، و تلك العنجهية قد وصلت ذروتها في بداية الإدارة الأمريكية الحالية لتؤشر على بداية سقوط ( القرن) الأمريكي وسقوط هيمنة أمريكا على العالم الذي صار يحتقرها و ينظر شذراً لادعاءاتها الأخلاقية التي كشفتها حرب غزة.. حيث يغيظ أنتوني بلينكن العالم يومياً بالقاء اللائمة على حماس لممانعتها إيقاف الحرب، ب( روشتات) الخضوع والاستلام لإسرائيل..
* إننا في زمن الدبلوماسية الأمريكية الوقِحَة المبنية على التدخل السافر في شئون الدول الأخرى بكل غطرسة، و قبل أيام قليلة (نصحتنا)، نحن السودانيين، بعدم ربط مصالح السودان بمصالح روسيا.. واليوم، الخميس، ١٣ يونيو ٢٠٢٤، أعلن بلينكن "عن عقوبات تستهدف أكثر من 300 كيان، بما في ذلك منظمات روسية وصينية وتركية.. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين: "إن إجراءات اليوم تضرب الطرق المتبقية للمواد والمعدات الدولية، بما في ذلك اعتمادهم على الإمدادات الحيوية من دول ثالثة.. وهي عقوبات لم يمضِ عليها يومين..
* وأعتقد أن الاتفاق السوداني الروسي كان بنداً أساسياً من بنود الاجتماع الخاص بفرض العقوبات على روسيا.. وفي يقيني أن أمريكا تسعى لمنع روسيا من التمتع بالتنقيب عن الذهب واليورانيوم في السودان، ومعلوم أن الذهب السوداني ساهم في انعاش الاقتصاد الروسي عقب الحصار الذي فرضته أمريكا و الدول الغربية عليها، وهذا ما سبق و أن اعترفت به الدوائر الأمريكية..
* أمريكا تتنمر على الكل، و قد كشفت حرب غزة دائماً ما تعزف على وتر الابادة الجماتية والدمار الشامل والجوع الطاحن في قطاع غزة لترغم حماس على التوقيع على صفقة الاذلال والخنوع كي يوقف نتنياهو عمليات الالإبادة الجماعية للأبرياء في غزة.
*. لكن بلينكن لا يجرؤ على مطالبة نتنياهو، القاتل الحقيقي، بإنهاء إرهاب الدولة الدموي الذي يمارسه في كل فلسطين.. و تتواصل المطالبة الأمريكية لمنظمة (حماس) للتوقيع على الصفقات الأمريكية الإسرائيلية المشبوهة و يتكرر إيراد اسم حماس مع كل جملة:- على حماس أن توقّع.. على حماس أن ترحب.. على حماس أن وعلى حماس أن.... . * وتلعب أمريكا لعبة الخمس ورقات في السودان، وتضع (منبر جدة) صفقة على الطاولة، ثم تقعقع للسودان بالشنان، وتغوص في شئون علاقاته مع الروس.. و الشعب السوداني مصر إصراراً شديداً على الحصول على العتاد الذي يريده من روسيا ليحارب ميليشيا الجنجويد حرباً بالأصالة عن نفسه بينما الميليشيا تحارب بالوكالة عن أمريكا و(مجتمعها الدولي) الذي هو أمريكا نفسها..!
* قعقعة أمريكا بالشِنان لن يوقف السودان من التعامل مع الروس عسكرياً و اقتصادياً.. وإن كان لي أن أنصح حكامنا، حكام الأمر الواقع، فعليهم أن يمهِدوا لتقديم طلب انتساب السودان لمجموعة (بريكس) عضواً مراقباً الآن، على أمل اكتساب العضوية الكاملة بعد أن تستُِب الأمور في البلد..
* لن يمضِ طويل وقت حتى تنتهي سطوة الدولار.. و وقاحة أمريكا تدفع دفعاً قوياً لتعجِّل بنهاية سطوة الدولار.. وتلك قصة طويلة جداً جداً!
* و عن مجموعة (بريكس)، وبالأخص، روسيا و الصين، إقرأوا معي المقالين التاليين على الانترنت:- 1-(BRICS And De-Dollarization, How Far Can It Go؟)
2-Russia, China dump the dollar as Moscow announces new trade corridorsشض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست