لكم أن تعلموا يا أنصاف الساسة والمثقفين أن قوات الدعم السريع التي تصفونها بالجنجويد هي أشرف من أنجبت حواء السودانية.
قوات الدعم السريع من حيث العقيدة والتكوين هي قوات مكونة من كل ألوان الطيف السوداني التي عانت من حكم دولة 56 الفاسدة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية وسياساتها وممارساتها. دولة 56 منذ الإستقلال وحتى الآن 2024، جسدت الفساد الصارخ بكل معانيه وممارساته على الصعيد السياسي والإجتماعي.
يا أنصاف المثقفين من ساسة وصحفيين وكتاب ورجرجة ودهماء وجهلاء وعنصريين! دولة 56 هي مستنقع آسن فيه كل الموبقات والرذائل!
الأنظمة العسكرية التي وصلت إلى السلطة جاءت من المدينة الفاسدة وعلاقاتها الإجتماعية القائمة على الفساد والإستغلال والسقوط الخلقي والأخلاقي. لذا، تجد كل مغامر وفاسد وساقط يلتحق بالجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لأنه فاهم لطبيعة الواقع السائد في المدينة المؤوبة بالفساد بكل أشكاله وتفاصيله! السودان لفترة تجاوزت ستون عاماً ظل رازحاً تحت حكم الإستبداد والفساد والظلم الذي شكل أساس لكل الأزمات التي تناسلت منها كل عيوب الحكم والإدارة والإقتصاد وسوء التنمية! وإنتشار الفساد: الرشوة والمحسوبية والإستقواء بالسلطة وإستغلال النفوذ والتحيزات القبلية ما يصاحبها من منافع ومصالح إقتصادية هى بمثابة الثمرات الحرام لمن يعمل داخل هذه الأنظمة العسكرية أعني مما تقدم أن الحكومات العسكرية هي كانت بمثابة دعوة مفتوحة لكل الإنتهازيين من كل قبائل السودان للإنتفاع من السلطة! لكن نظام الإنقاذ المجرم كان الأسوأ! إذ كرس العنصرية والجهوية والظلم السياسي والإستغلال الطبقي والتهميش الإجتماعي تحت شعارات الدين للسيطرة على عقول البسطاء وسخر المال الذي جناه من سرقته للبترول والصمغ العربي والثروة الحيوانية لشراء ضعاف النفوس من أبناء الهامش لتكريس هيمنته وسطوته! تجربة نظام الإنقاذ خلقت نفوذاً جديداً مماثل لآل المهدي والمرغني الذين إستغلوا قطاعات واسعة من أهل الهامش لتعزيز سطوتهم ونفوذهم. تاريخياً كانت هذه البيوتات تمارس سياسات هيمنة وتضليل وتجهيل للحفاظ على سلطتها ومصالحها. مما أدى إلى ظهور حركة الأخوان المسلمين في السودان بقيادة الترابي الذي يعتبر إمتداداً لنفس النهج الفاسد الذي سبقه، حيث إستغلت الحركة المسلمية شعارات الدين في وسط يغلب عليه الجهل والتخلف والفقر ومحدودية المعرفة لتعزيز سلطتها وتأثيرها على المجتمع بشكل أكبر، مما أدى إلى تعميق الإنقسامات المجتمعية وتفاقم الأزمة الوطنية.
على مدى السنوات الماضية، شهد السودان جرائم أخلاقية بحق البسطاء من سكان الهامش، حيث تم انتهاك كرامتهم وحقوقهم بطريقة مقززة وسادية! نحن نكتب من بعد ثقافي غاص في دهاليز المدينة الفاسدة وما فيها من ظلام لابد لنا من تعريته وفضحه حتى يفهم أنصاف الساسةوالمثقفين عمق المعاناة والمأساة في الوطن المنكوب! جرائم الكيزان هي إمتداد لجرائم آل المهدي والمرغني أبناء المدينة الفاسدة التي إستغلت البسطاء أيما إستغلال! الحرب اللعينة أشعلها أبناء هذه المدينة الفاسدة التي تسمونها مجازاً دولة، بهدف إزاحة قوات الدعم السريع والعودة إلى السلطة والاستيلاء على الموارد والثروات على حساب الفقراء والمهمشين من مزارعين ورعاة. لذلك نقول لكم يا أنصاف المثقفين وبقية الرجرجة والدهماء عبيد الطغيان إنهاء دولة 56، سيكون هدف كل سوداني حر وسودانية حرة. إلى متى نظل نعيش في براثن الإنحطاط الخلقي والنفسي للعصابة المجرمة التي نسجت خيوط الفتنة وأوقدت فتائل الحرب اللعينة؟ لذلك يجب على كافة مكونات الشعب السوداني التوحد للقضاء دولة الفساد السياسي والإجتماعي التي إرتكبت جرائم بدأت بإنتهاك كرامة البسطاء في المدن والقرى والريف والآن تخرج آخر ما في جعبتها من سقوط وإنحطاط بعد الضربات الموجعة التي سددتها قوات الدعم السريع لمؤسسات دولة 56 ، على رأسها مؤسسة ما يسمى بالجيش.. الذي هو في الواقع بؤرة من بؤر الفساد .. كل قاداته حتيان كبيرة في عالم الجريمة والفساد بكل أشكاله بما فيها المالية والأخلاقية!
ختاماً نقول لكل من يصف قوات الدعم السريع بالجنجويد! أنت واحد من أربع إحتمالات إما كوز فاسد .. وإما عنصري مغرور .. وإما جبان منكسر .. وإما جاهل مخموم.. وكل هؤلاء لا يصنعون ثورة.
الثورة يصنعها ضحايا دولة الظلم من كل أرجاء السودان. ثورة تحرر السودان وتبنيه وطناً شامخاً أخضر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة