سواكن اواخر القرن التاسع عشر السيد محمد عثمان ابن السيد الحسن ابو جلابية ابن الامام الختم المرغني و قد ازمع السفر إلى مصر بغرض الاستشفاء كان يقيم في ميناء سواكن التي كانت قد استعصت على جيوش المهدية كان في وداعه ابنه الأصغر السيد علي المرغني و كان ابنه الاخر السيد احمد المرغني قد وقع في اسر المهدية و سمعت من الخليفة محمد عبد القادر بقريتي الفريخة بان السيد محمد عثمان الذي يشيرون اليه بالأقرب عندما صعد سلّم الباخرة احتضن ابنه السيد علي ليودعه ثم قبله في راسه وخلع عمامته المكاوية و البسها السيد على و غادر السودان الى غير رجعة فقد انتقل إلى الرفيق الأعلى بمصر بعدها بقليل وأقام السيد علي بسواكن و بنى بيتا في جزيرتها كما سمعت من ابنه الراحل الرئيس احمد المرغني و بدات عليه ملامح النبوغ منذ صباه الباكر في تلك الايام و اصبحت له كلمة بين سادات سواكن و أعيانها. الذين كانوا يمثلون الطيف العالمي في ذلك الزمان قريبه السيد تاج السر المرغني صاحب ديوان المديح الشناوي باشا ، عدس اليهودي صاحب الوكالة الاولى في الاستيراد و التصدير الكابلي جد الفنان ، البتنوني ، سادات الحجاز و قناصل الدول الأجنبية و و و و بعدها بسنوات قرر السيد علي المرغني السفر إلى مصر بغرض الدراسة بالأزهر الشريف و كان بها اهله ابناء السيد محمد سر الختم ابن الامام الختم و كانت لهم في مصر دايرة و حول و قوة كما كانوا من كبار علماء الأزهر الشريف( راجع ارشيف الصحف المصرية في تلك المرحلة ففيه تغطية شاملة كاملة) التحق سيدنا بالأزهر و جذبه المجتمع السوداني بمصر رويدا رويدا وكانت نقطة التحول الأساسية في حياته في ذلك الزمان هي تعرفه على عين أعيان السودان الزبير باشا رحمة الذي كانت قد حددت إقامته في القاهرة و حُمِّل المسؤلية الكاملة عن تجارة الرقيق من قبل أساطينها الاوربيين! ( راجع حواري المنشور مع البروفسور عبد الله الطيب تحت عنوان: حوار لم ينشر من قبل مع العلامة عبد الله الطيب ١-٢) كانت الخديوية المصرية تعامل الباشا معاملة كريمة رغم تحديدها إقامته فقد كانت تعرف قدر الزبير. الذي كانت حروبه في السودان مع الرزيقات و الفور من قبل هي السبب في اضافة اقليم دارفور لأملاك الخديوية و السودان لاول مرة
حصل سيدي علي على تجربة الزبير. السياسية و العسكرية واستمع لنقده لذاته والأخطاء التي وقع فيها الباشا خلال مسيرته الحافلة ( راجع حوار الزبير مع الصحفية الإنجليزية فلورا شو إصدار مركز الدراسات السودانية بالقاهرةو حواراته في ارشيف الصحافة المصرية والكتاب - غير المكتمل- الذي نشرته عنه الهيئة المصرية العامة للكتاب تسعينيات القرن الماضي)
والتحق سيدنا بجانب دراسته بالأزهر الشريف بمدارس الليسيه فرنسيه بغرض تعلم اللغات الأجنبية وكان شغوفا بالقراءة و الاطلاع في كافة المشارب و الضروب ،،،،،،، من حواري مع البروفسير عبد الله الطيب: خليفة المهدي مع انه كان باطشا إلا انه كانت فيه روح الدعابة: طلب الحردلو ابوسن وقال له : سمعت بانك تهجونا و اريد ان اسمع ذلك الهجاء فانكر الحردلو و امام اصرار الخليفة و افق على أسماع الخليفة بعض هجاءه للمهدية بشرط حصوله على الامان و اعطاه الخليفة الامان فقال الحردلو: مِتل الشوك حرّابكم و بُرُق الضان جبّابكم وعادم الدَرشَة عقابكم و اسود يوما جابكم فقال له الخليفة بس امانك وقف هنا
،،،،،،، سمعت في طفولتي من المعمرين من اهلي بما عانوه ايام المهدية من شظف العيش ومن. بطش ونهب جنجويد الجهادية وكانت كلها قصصا متواترة و صادقة و صادمة كما سمعت كفاحا بالتفاصيل استبشار الناس في منطقة بربر بقدوم جيش الفتح. و كان البسطاء يضيفون. إلى مناقب السيد علي المرغني من فرط حبهم له انه اتى بالإنجليز و أنقذهم من حكم الانصار الذي كان قد اوشك من القضاء المبرم عليهم ذلك. وغيره من التهم . التي كانت و ما زالت تكال إلى جنابه صحيح ان اسرة المرغني كانت معارضة للمهدي و دعوته الدينية معارضة تامة و موثقة و غير خافية وكان منطلق تلك المعارضة الدين و ليس السياسة وأنها تعرضت بموجب ذلك لبطش و تنكيل المهدية( راجع السودان بين يدي غوردون و كتشنر لابراهيم فوزي باشا)
ولكن الذي اتي بالإنجليز. و المصريين لفتح السودان كانت مصالحهم و حسابات السياسية الاستراتيجية التي كانت بلا لف و لا دوران قد صادفت رغبة و تطلعات جل اهلنا في شمال و شرق السودان كما ظهر ذلك في توجهاتهم السياسية عند انبثاق الحركة الوطنية السودانية ( راجع حرب النهر لونستون تشرشل)
،،،،،،، بعد الفتح عمل السيد علي بجد و فلاح على اعادة تنظيم الختمية التي بطشت بها المهدية و كان اهلنا في الشمال يقدمونه كابن لهم بجانب نسبه الشريف و طريقة جده الختمية فقد كان ميلاده بجزيرة مساوي الشايقية كما يعود اصل والدته امنة بت النور ود الكاسر إلى منطقة الباوقة من اسرة عرفت بالقيادة و الشوكة و المنعة العسكرية منذ ايام السلطنة الزرقاء فكان بحق ( سلطان الحضرة زعيم الشعب) كما وصفه شاعره السمباي لانه كان اللحمة بين كافة قبايل الشمال النيلي من جهة كما كان نفوذ اسرته الديني يتعدى الشمال للوسط ف البطانة و شرق السودان كما شملت دعوة جده الختم من قبل كردفان و دارفور تلك الدعوة التي امتدت نسبا كان ثمرته الجد المباشر للسيد على إلا وهو راجل كسلا السيد الحسن ابو جلابية الشهير بين عموم اهل السودان بالولاية الكبري و البركات فوالدة السيد الحسن اورقيّة ( رقية)كانت من ركابية بارا الذين امتزجوا بالمصاهرات مع اهل غرب السودان ،،،،،،،
طالت الحكرة يا اب شخلوب و قل مصروفنا و من نوى للسفر ابى في المنام ما يشوفنا سيدنا المرغني ال عنده الخلافة يشوفنا يورينا ال بيثمر عندهن معروفنا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة