بعد إفلاس القوى التقليديّة.. سؤال البديل وخيارات تشكيله في السودان؟ كتبه محمد أبكر موسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 02:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2024, 02:06 AM

محمد ابكر موسى
<aمحمد ابكر موسى
تاريخ التسجيل: 10-22-2021
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعد إفلاس القوى التقليديّة.. سؤال البديل وخيارات تشكيله في السودان؟ كتبه محمد أبكر موسى

    02:06 AM May, 02 2024

    سودانيز اون لاين
    محمد ابكر موسى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    محمد أبكر موسى *

    مقدمة:
    من السخريّة التاريخيّة، أن بدأ سودان ما بعد الاستعمار، سيرورته التاريخيّة إلى هذه اللحظة، بفساد وعنف هيكليّ مارستهما أيدي محليّة - يُعرف في الادبيات الصحفية والسياسيّة بالنخب السودانيّة الذين اورثهم المستعمِر مقاليد السُلطة رمزاً وحُكماً - لطالما ناضل السودانيّون برحلة كفاح ومقاومة طويلة للتحرّر من سلاسل الاستعمار واُطره، وللقضاء على كافة أشكال العنف والفساد التي ممارسها على السودان كإطار سياسي ومجتمعات طوال ما يقارب السبعة عقود. فالمفارقة اللافتة، أن تبدأ تمارس ذات ما قضيت سنوات طويلة تناضل باستماتة في سيبل تحرير نفسك منه، والقضاء عليه نهائياً لطالما كان عاملاً اساسياً في تعطيل رحلة تطورك الطبيعيّ، وسبباً مباشراً في إعاقة مسار تقدمك نحو الأفضل؟.
    ولكن كان ذلك السلوك العنيف والفاسد الذي مارسه من كان يُفترض أنه من عليه واجب قيادة المجتمع ومسئولية إدارة البلاد، متوقعاً جداً إذا استدركنا جيداً أن تلك الفئة هي في الأساس مجرد "منتج" صُنعه المستعمِر - بجملة آليات ومؤسسات (كليّة غردون)، وسياسات(سياسة فرق تسد) - لكي يساعده في تحقيق أجندة وأهداف ما؛ أهمها أن يتم استخدامها في إدارة المستعمَرة(السودان) بسهولةٍ وتكلفة أقل "لأن كلفة إدارة جهاز الدولة بالإداريين البريطانيين كانت عالية ومع تمدد الظل الإداري للحكومة(الاستعمار)"[1]. أي أن الوظيفة المحورية لهذه النخبة آنذاك كانت تختصر في أن يتم استخدامهم "لتثبيت أركان الدولة الاستعمارية، والتقليل من حدة المعارضة لها، ومحاولة إبعاد الجانب المصري من القيام بدور فعال في حكم البلاد وخاصة أن الجانب الديني يقف في صالحها كون الاستعمار قد أسقط الدولة المهدية"[2]. فكانت نخبة مزدوجة الهُوية (محليّة متعالية - خارجيّة عميلة)، عنيفة، طبقية فجة، فاسدة في طريقة التفكير والسلوك السياسيّ والاجتماعيّ.
    وكأحد إفرازات ذلك التلوّث المركّب، كان العنف السياسيّ منذ بواكير الاستقلال، بمختلف أشكاله ومستوياته مثل؛ الانقلابات العسكرية - المدنية، الاغتيالات السياسيّة والاجتماعيّة، التمرد على الدولة عسكرياً والكفاح المسلح (الحرب في الجنوب الأولى (1955 - 1972)، والثانية ( 1972 - 2005)، والحرب في الإقليم الغربي (2003 - 2020)، من أهم الوسائل السياسيّة وأكبر الآليات الأيديولوجيّة التي وظّفها النخب بمختلف أطيافهم ومشاربهم في خوض صراعاتهم البينية ذات الطابع السلطويّ، وصراعهم ضد الدولة، وصراعهم المفاهيميّ الطبقيّ ضد المجتمعات السودانيّة. "فلم تكن الدولة السودانيّة محايدة في يوم من الايام في تاريخ السودان، فكانت دائماً وسيلة لحل النزاع الطبقي، أو الانحياز لطبقة، أو تحالف طبقي تستخدمها لتصفية الطبقات الأخرى، وحسم صراعها الطبقي معهم"[3].
    فالعنف الهيكليّ، وسوء الإدارة والتخطيط، وسوء استغلال السُلطة، والعنف الثقافي المُمنهج، انتهازيّة النخبة وتآمرها مع القوى الخارجيّة، كلها عوامل أدت بشكل أساسيّ(وهي تعبّر بوضوح عن حجم الخلل المركب والاضطراب العميق، وتعكس بجلاء مدى عجز وسلبية وضعف فاعلية الممارسة السياسيّة والفعل الاجتماعيّ) إلى ترسيخ ثقافة العنف والفساد داخل هيكل الدولة، ووسط بنية المجتمع بصورةٍ واسعة حتى لتكاد تصبح سمةً اساسية من سمات الشخصية السودانيّة.
    وبالتالي جاءت سرديّة البلاد التاريخيّة هكذا مضطربة، مشوهة، وفاسدة ظل السودانيون يعانون منها بشدة لأكثر من سبعة عقود. الأمر الذي ساهم وما يزال يسهم في تآكل جهاز الدولة، ويهدد نسيجها الاجتماعي الضعيف، ووحدتها السياسية الهشة من الأساس. وعليه يُفترض أن صلاحيّة هذه التجربة السياسيّة والاجتماعيّة التي ولدت مع الاستقلال قد حان تاريخ إنتهاءها - أو يجب الإنفكاك منها وتفكيكها والقضاء عليها بشكل نهائي - لتبدأ رحلة تجربة سودانيّة جديدة، لطالما دفعت اللحظتان التاريخيّتان - ثورة ديسمبر 2018-2021، وحرب 15 ابريل 2023 - السودانيين على طرح الأسئلة الحرجة والمصيرية وضرورة الإجابة عليها على وجه الدقة والشمول، ومعالجتها بصورةٍ نهائيّة، ولو على طريقة مقولة "القطيعة التاريخيّة"، وذلك حتى لتتخلّق سردية جديدة مختلفة ذات منظور مفاهيمي براغماتيّ سودانيّ أصيل يسعى لتحقيق تطلعات السودانيون المؤجلة.
    وعليه؛ ماذا تبقى من رأس مال الممارسة السياسيّة والاجتماعيّة التقليديّة بعد الإفلاس والتعرية الشاملة التي تعرّض لها خلال/بسبب حرب 15 ابريل؟، إلى أي مدى فعّلت هذه الحرب ناصية السؤال لدى السودانيين؟، هل ستخلق ظروف ومآلات هذه الحرب ومساراتها المستقبلية قوىً جديدة تستلم دفة ادارة البلاد وسُلطتها، وما خيارات إنتاجها؟، هل ستختلف مناظيرها وخطوط اعمالها عن سابق التجربة؟، وعلى ذلك، ما الملامح والفرص المتاحة لامكانية تشكيل سرديّة سُودانية جديدة مختلفة ايجابًا؟.

    • وبدأ السودانيون يتساءلون:

    من اللافت للانتباه، والمثير للاهتمام أن السودانيون بدأوا - أخيراً - يتساءلون عن مصيرهم خلال وبعد الحرب؛ ويتكهنون بشأن مستقبل بلادهم وملامحها. بدأوا يضغطون على أنفسهم لأن يفحصوا أحلامهم، ويتأملوا تناقضاتهم وسط المأساة: هل ومتى سيتحقق السودان الحُلم الذي طال انتظاره طويلاً؟. الأمر الذي يبدو أن الأسئلة الحرجة بدأت تحاصرهم؛ تحتجزهم داخل أسوار التأمل العميق والتفكير المتأنيّ بشيءٍ من الحرص والعُجب والفضول بشأن مشاكلهم وقضاياهم وتعقيداتها: هل وصلنا إلى نهاية القصة؛ أدركنا خلاصة الدرس؛ استوعبنا زبدة التجربة؛ متفقين تماماً على أنه يجب أن يكون السودان غير بعد الحرب؛ سودان مختلف عما ألفهُ الجميع من عنف، ومآسى، وفوضى، وعبث؟، هل بتنا عاجزين حقاً عن احتمال المزيد من النزوح، والبؤس، والتشريد، والجوع؟، هل وصلنا خاتمة الحكاية؛ فلا نريد غير حُلمنا بدولتنا المنتظرة ولا شيئاً سواه؟. ووسط هذه المعمعة يتساءل صوت المقال؛ هل هذه الحرب، عبرّت بما يكفي عما كنا نهمله، ونتعالى عليه؛ نفكّر ملياً ونخطط له بعمق لنجهله؛ لأن لا يشتت تفكيرنا عن مصالحنا الأخرى؛ لأن لا يشغل بالنا عن أهواءنا؛ عما نغيّبه عمداً، وندوسه بأقدامنا قصداً حتى لا يزعجنا عن أجندتنا الأخرى؛ هل عبّرت عما كنا نتحمّل عواقبه قسراً ولكن لقاء منافع ما؛ مصالح ذاتية ضيقة.
    لماذا بدأنا نمارس التكهن والتنبؤ الآن بالتحديد؟، لماذا نبدو محمومون بشدة بما يخبأه المستقبل أكثر من انشغالنا بتراجيديا الراهن، وشدائد الواقع المعاش؟، ألا لأن الجميع وصل به التعب أقصى ما يملك من قوة تحمّل؟، ألا لأن رهق البكاء والدم بلغ منتهاه؟، ألا لأنه أخيراً تساوى الجميع في تجربة الموت المجاني، والعذاب، والجوع، والعطش والمرض وأكثر؟، ألا لأن السودانيون أخيراً أدركوا حلقة ضرورة التعايش السلميّ المفقودة لديهم، واستوعبوا سرديّة الكراهية والعنف والقبليّة التي هي بالأصالة مسببات مآسيهم ووجوه استمرار معاناتهم؟، ألا لأنهم فهموا لعنة ما يسمى بالنخبة" وخباثة نواياهم، وعرفوا ماذا يعنى ان تنتشر ثقافة العنف وتترسخ في بيئة ما؟، ألا لأنهم استوعبوا ضرورة قراءة التاريخ والاتعاظ منه بشكل جاد وصادق؟، ألا لأنهم باتوا لا يقون على ممارسة المزيد من الغباء والبلادة والاستحمار؟. ماذا حدث بالفعل حتى لأن ينحى الجميع هذا المنحنى الشائك في التفكير والتساؤل؟، هل اكتفينا فعلاً، واصحبنا عاجزين بحق؟، هل استسلمنا أخيراً لصوت المنطق والعقلانية والحكمة الذي كنا نكمّمه كلمّا حاول التعبير؛ الصوت الذي نحن أحوج إليه في الوضع الطبيعي أكثر مما نلجأ إليه في هكذا حالات الطواريء وبعنف التجربة وشروطها.
    هل اثني عشر شهراً فقط من عمر المأساة كافياً، حتى يبدأ السودانيون يفكّرون بهذه الطريقة؟، هل مدى الإنتهاكات والعنف والوحشية والخراب الذي ارتكب خلال هذه المدة كان بما يكفي لأنهم يستيقظوا أخيراً من سباط الغفلة التي كانوا يغطون فيها؟، هل حجم وعمق كارثيتها وفظاعتها هما السبب في كل هذا القلق الاستفهاميّ؟، هل استمرار تراجيديا إنتهاك الحقوق وزهق الأرواح، ولزوجة العذاب هو الدافع لأنهم يصلون إلى هذه الخلاصات، ولأن يتماهون مع مصيرية هذه الأسئلة؟، ألا لأنهم باتوا متوّرطون لآخر رمق في هذه المأساة واستمرارها. فشعبويّة دعوة تسليح المواطنين[4] وعسكرتهم، وحملات الاستنفار والتجييش، والاستقطاب والتحشييد القبليّ والمناطقيّ والطائفيّ، تُظهِر بجلاء مدى انخراط الجميع - دولةً وشعوب، مدنيين وعسكريين، نخب وعوام، راديكاليين وإصلاحيين - بنسب متفاوتة في هذه الحرب؛ فالجميع بات جزءاً أصيلاً ولاعباً اساسياً في اللعبة. فاسهمت هذه التطورات والطفرات الكارثيّة في تحويل طبيعة هذه الحرب من مستوى انها حرب بينيّة إلى حربٍ أهليّة بإمتياز. والخوف كل الخوف أن تتطور أكثر وأشد، فتتحوّل إلى حربٍ قبليّة مناطقيّة طبقيّة شاملة، وحينها على الدنيا السلام.
    أحقاً أخيراً بتنا نتساءل - لأن السؤال والحساسيّة تجاهه كان من المحرج الغوص فيه، وكان من نقاط ضعفنا فردياً ومجتمعياً ومؤسسياً - عن مصائرنا، أحلامنا، ومستقبل أجيالنا بهذا المستوى الجريء من القلق والعمق والاهتمام، أم أن الأمر لا يعدو أكثر من "زوبعة تفكير"، و"رخوة تأمل"، سرعان ما ستتلاشى قريباً، خاصةً وأن اللعبة لم تنتهِ بعد؟.

    • تعرّية وإفلاس أخلاقيّ شامل:

    من المثير أن عرّت حرب 15 أبريل رأس مال القوى السودانيّة التقليديّة بشقيها المدني والعسكريّ الاجتماعي والرمزي/المعنوي الذي كانت تتمتع به بشكل مباشر أو ضمني، بل أحرقته بشكل واسع. وضعتها الحرب على محك "الإفلاس الأخلاقي والقيمي"، بل والمؤسسيّ والسياسيّ أيضاً لدرجة أن سرديّتها الوجوديّة ووضعيتها التاريخيّة باتت مهددتان بالتلاشى والاضمحلال. فهذه الحرب كشفت النقاب كلياً، وميّزت الأطراف وصنّفت الجميع؛ فالبعض متوّرطاً في تخطيطها من الأساس؛ مهندساً في صناعتها، بينما البعض الآخر اختار خانة الرعاية والدعم بشكل صريح ومباشر لاحدى طرفيّ المأساة منذ البداية، فيما هناك من تم استقطابهم فانخرطوا فيها مؤخراً، وهناك من يدعم احديّ طرفيّها بشكل معنوي غير مرئي ولكنه معروف.
    فكل هذه القوى تقريباً - نخب عسكريين ومدنيين، تقليديين وحداثيين، يساريين ويمينين - اصبحت مهددة بشكل كبير ومجاني بفقد كل قواها وعناصر دعمها المادية والمعنوية، (وهنا نتحدث عن العنصر المحلي الداخلي، فحضور الخارجيّ ودعمه يعتمد بشكل كبير على ظرفية الأشياء والطاريء والمتغير باستمرار في طبيعة الأحداث والقضايا) بل أن كل رأس مالها الرمزي الذي تستند عليه؛ وهو قوام وجودها، ووقود بقاءها، بات الآن بين قاب قوسين أو أدنى. فكل ما تتمتع بها من سند شعبيّ (أهلي، قبلي، طائفي، مناطقي، ديني) وجماهيرية شبابية أيديولوجياً، وكل ما تمتلك من عناصر دعم(رسميّ - غير رسميّ، مباشر - ضمني، اجتماعي واقعي - رمزي فكري) أصبحت تحت الجرد والسحب.
    منذ منتصف رحلة ثورة ديسمبر، والصراعات السياسيّة التي احتدمت بين النخبة العسكريّة والمدنيّة (صراع قوى الحرية والتغيير، وتجمع المهنيين السودانيّين الذي انشطر إلى اجنحة وتلاشى وجودها مؤخراً، واللجنة الأمنية العسكرية أثناء لحظة التفاوض دهرئذ)، مروراً بتعقيدات تجربة حكومة "حمدوك"(عدم انسجام الرؤى وتضافر الجهود معاً، وضعف فاعلية العمل سياسياً ومؤسسياً بين المكونين العسكري والمدني، وتداعيات اتفاق جوبا 2020)، ومدى عنف ديناميكيات تجربة حكومة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021، وانقسام "قحت"[5] إلى جناحين ومدى علاقاتها بخطوط الاستعمار الجديد، وصولاً إلى لحظة حرب 15 ابريل 2023 والدائرة حتى الآن.. كلها تركيبة صراعيّة لزجة لخطوط كارثيّة السرديّة الكلية التي تتمرّغ هذه القوى في وحلها وكشفتها هذه المأساة للشعب السودانيّ بشكل صارخ. إذ كشفت عمق ومدى الإنتهازيّة السالبة التي يمتهنونها بإتقان، وكيف يفكرون وما نواياهم وأخلاقهم، بل عرّت أوهامهم والإمتياز الزائف الذي يتلبسونه وهماً وعجرفة. كما تأكد أنهم ليسوا أهلاً لثقة الشعوب السودانيّة أكثر مما مضى؛ أنهم يعانون كثيراً من ضعف مؤسسيّ وعبث منهجيّ؛ يفتقرون بشدة للمباديء والقيم الأخلاقيّة ونظريات ومفاهيم متماسكة على مستوى التفكير والإدارة والممارسة في الاجتماع السياسي. وبالتالي تبقى مسألة وجودهم في لعب أي دور في تشكيل مستقبل البلاد، مجرد مجازفة غير مسؤولة خوضها بالنسبة للشعب السوداني.
    فهذه الحرب كانت معدومة الإندلاع ما لم يكن لهذا المستوى من الضعف والهشاشة والاختلال والخبث، الذي يستبطن مؤسسة الجيش بكامل جسدها وروحها، وتعاني منها الممارسة السياسيّة والاجتماعيّة السودانيّة بشدة، وجود. فالوزر الأكبر في قيام وقوعها يذهب إلى القوات المسلحة السودانيّة بجانب سلوكيات عشرات الحركات المسلحة الموقعة اتفاق جوبا - مجموعات عسكريّة تتسم بالهشاشة والسهولة والانتهازية وازدواحية المعايير وهي محترقة منذ زمن عند الشعب السودانيّ بمهادنتها وبيعها لقضاياه ومتاجرتها بمشكلاته ومآسيه - التى تم استيعابها مؤخراً في الحرب بشكل رسمي. فالجيش السودانيّ بعلاقاته وتحالفاته السرية والعلنية، يتحمّل نصف مسؤولية حدوث هذه الماساة التي قضت وما تزال تقضي على كل أخضرٍ ويابس في السودان. ونتيجةً لذلك، باتت سمعته المشرفة على المحك، وكم بهتت صورته البهية كثيراً، والخوف كل الخوف أن تصل مرحلة اللالون؛ مرحلة يفقد دعمه وحضوره وصورته الكليّة عند السودانيون مع مرور الأيام، إذا ما استمر في تعرض سيادة الدولة للخطر وبالتحالف أيدولوجياً مع الطبقة السياسيّة والعنصر الخارجي، واذا ما واصلت في إهانة وإساءة المجتمعات السودانيّة بوضع قيمها وخصوصيتها وخصائصها على صفيح الإنحلال.
    ومن سخرية إفلاس هذه التجربة التاريخيّة، قال القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الإنقلابي، عبدالفتاح البرهان، في ليلة عيد الفطر الأخير: "لن نسلم أمر السودان لأي جهة داخلية أو خارجية.. أي شخص تآمر على الشعب السوداني بالداخل والخارج لن يكون له دور في المستقبل". بينما جاء عن قائد ميليشيا "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، في الأثناء في اليوم التالي: "سننتصر لإرادة شعبنا ولوطننا، ولضحايا الحرب في السودان، لن نوفر أي حماية للمتفلتين وسنحاكم كل من يرتكب إنتهاكات في السودان". فيما قالت القوات المشتركة بعد انضمامها إلى صف الجيش، انها ستحارب ميليشيا "الدعم السريع" أينما تكن وستفتح كل المداخل والمعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
    ومن القوى - اجتماعياً أهلياً مدنياً - التي أصبحت مهددة بضعف/موت دورها في المستقبل؛ الإدارة الأهليّة[6] - أحد مظاهر بقايا الاستعمار، ومن أكبر وأخطر الأزمات الاجتماعيّة(كل النزاعات القبليّة التي ما تزال تقع هي العنصر الاصيل في اشعالها) التي لازمت تاريخ السودان الحديث، ولطالما احترفت لعبة "ازدواجية المعايير". فهذه القوى تكاد تفقد/فقدت صورتها بالكامل بسبب توّرطها اللامحدود في اندلاع هذه الحرب ومساهمتها اللامتوقفة في تعزيز وتقوية عوامل استمرارها. فهذه تقع ضمن فئة القوى الأهلية القبلية التي ساهمت بالأصالة، في تأسيس ميليشيا "الدعم السريع"، وبالتالي فهي مساهِمة بصفة رأس المال الاجتماعي/الرمزي المحليّ الأول في المأساة على اعتبارها الأب الشرعيّ بعد سقوط نظام البشير لهؤلاء الجنجويد المرتزقة التي تختصر وظائفها في الارتزاق بممارسة - داخلياً وخارجياً (ارتزاقها في حرب اليمن وليبيا) - العنف والفساد والوحشيّة والعبث.
    فهذه القوى القبائليّة تعتبر حاضنتها الاجتماعية/المعنوية التي تصمد بها من الزوال، بل أصبحت بالنسبة للميليشيا بمثابة "الهواء" الذي تتنفس به؛ إذ تمدّها بالجند وتسهيل حملات الاستنفار الشعبيّ للتجنيد فيها/لها، والتي لم تتوقف إلى الآن. منذ ولادة هذه الميليشيا - وغيرها الكثير من المليشيات بمختلف المسميات التي خقلها نظام البشير - كانت الإدارة الأهليّة ضالتها، ومحور وجودها؛ مستفيدةً من هشاشتها الاثنية وضعفها القانونيّ وسهولتها العُرفيّة، حتى ليكاد أن يصبحان وجهان لعملةٍ واحدة لحجم وعمق وشدة توّرطهما في متاهة العنف وسفك الدم وإنتهاك الحقوق بشتى أنواع التآمر والخبث وبمختلف أشكال الكذب والخداع. وهكذا كان احتراق الإدارة الأهليّة وأفلاسها - مادياً ومعنوياً ورمزياً - بشكل شبه كامل أمراً حتميّ الحدوث، لطالما أصبحت الآن أحد القضايا المركزيّة التي شرع السودانيون(وخاصة الشباب والمجموعات المطلبية والثورية والمهنية) مناقشتها بصورة جادة؛ مناقشة إنتفاء أو تقليص دورها بشكل حاسم في ترتيب إعادة بناء السودان وتنميته بعد الحرب.
    والنادي السياسيّ التقليديّ[7] الذي ظل يسيطر على الفعل/المشهد السياسيّ في السودان طيلة عقود، احترق هو الآخر إلى آخر نفس له، لطالما ظل الخالق/الحاضن الأول لكل أشكال عنف النخبة التي مُورست وما تزال تُمارس ضد الشعب السودانيّ. فهذا النادي يعتبر من ساهم/يساهم بصفة لاعب رئيسيّ في صناعة هذه الحرب وداعم مركزيّ لعوامل استمرارها. بل أنه لكثير من السودانيون، يُعد المحرّض المحوريّ الأول لاشتعال فتيلها، ويقاسمان مع الجيش صفة المسوؤل الأول من وقوع المأساة.
    فالصراع السياسيّ اللاهب بين القوى المدنية (تعقيدات صراعات تحالف الحرية والتغيير، تجمع المهنيين السودانيّين، لجان المقاومة بأطيافها المختلفة) والقوى العسكرية (صراع الجيش وقوات الدعم السريع، والحركات المسلحة، وبعض الواجهات السياسية والعسكرية لنظام البشير) حول كيفية ترتيب المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي العام، يعتبر من المسببات المباشرة لإندلاع الحرب. ففي فترةٍ كان الجميع يلتحم كعكعة محاصصيّة حكومة الثورة الأولى - التي كانت هشة وصراعيّة - حتى وقع الخلاف في مسائل توزيع واستمرار هذه الكعكة على ذات طريقة تقسيمها، فتَحَالَف كل مجموعة عسكريّة من الجيش (تحالفت بعض أحزاب التوالي مع رموز نظام الإخوان الجبهة الإسلامية السابق داخل الجيش) من جهة، ومن قوات الدعم السريع(تحَالَف جناح المجلس المركزي للحرية والتغيير مع ميليشيا الدعم السريع وما إعلان أديس أبابا بين "تقدم"[8] و"الميليشيا" سوى خيطاً رفيعاً لمشروعهم السياسيّ العسكريّ الجديد الذي يسعون لتحقيقه في خفاء) من جهة أخرى، عندما وجد كل تكتل أن حصته مهددة بالانقضاض، فحينها لم يكن ثمة خيار آخر سوى التهديد بالحرب، لم تمر فترة طويلة حتى اشعلوها ولكن النتيجة كانت عكسيّة وكارثيّة أكثر مما تصوّروها؛ حرباً لم يجنوا منها سوى تعرية أنفسهم أكثر فأكثر، ولم يحصدوا منها سوى احتراق قواهم وسحب أنفسهم إلى نيران غضب الشعب السودانيّ فحسب. ولم تنتج لهم حربهم - على السودانيين - سوى توسيع فجوة ونطاق التوترات الاجتماعيّة بين المكونات، وتأكيد اختلاف المصالح وتعزيز تناقض الأجندة في المشهد السياسيّ. والأسوأ بالنسبة لهم، أنها مأساةً كشفت الفجوة الهائلة والمدمرة بينهم وبين السودان كدولة ومجتمعات ونظام تفكير.
    وأوضح شاهد لاحساس هذا النادي والنخبة باقتراب نهايتهم الحتمية، ومدى شعورهم بخطر إنتفاء دورهم في المستقبل، تحركاتهم الحثيثة في الفترة الأخيرة لبناء خطاب سياسيّ حمّال أوجه وسرديّة استقطابيّة جديدة لاستيعاب بقية القوى التي تبدو إلى حدٍ ما بريئة، ولم تحترق مخزونها المعنويّ ورأس مالها الاجتماعي بعد. وما محاولات خلق تحالفات جديدة، وتأسيس منظمات وهميّة (وقد أستوعبوا الكثير من روح لجان مقاومة ثورة ديسمبر) - في محاولة لخلق نادي سياسيّ جديد ليكون بديلاً للقديم المحترق - لخداع الشعوب السودانيّة حتى ليحافظوا على ماء وجههم، وليخلقوا لهم فسحة أمل، وليجدوا لهم موطأ قدم في المستقبل. وفي الواقع بدأ السودانيون حقيقة في سحب ثقتهم في هذا الناديّ الماكر لطالما كانت هذه الثقة ضعيفة وهشة من يومها. فالجميع بدأ يتساءل وخاصة فئة الشباب؛ هل هناك بعد الآن أي حزب سياسي، أو حركة مسلحة، أو تنظيم مطلبيّ ومهنيّ، أو حركة اجتماعية ما، استطيع أن اجازف وأمنحهه ثقي في إدارة البلاد وسلطتها؟، وتظهر الإجابة الحاسمة كلا، لا، فهؤلاء جميعهم محترقون عندي. فأخيراً، فُضحت نواياهم، وكُشِفت اوراقهم ويصدق عليهم المثل الشعبيّ السودانيّ "التسوّي بأيدك يغلب أجاويدك".

    • خيارات إنتاج البديل:

    بعد تعرية وفضح وإفلاس الجميع واحتراقهم الشامل، ما البديل إذاً؟، هل هناك فعلاً قوى جديدة قيد التشكيل؛ تنقذ الممارسة السياسيّة والاجتماعيّة، وستكون منقذ السودانيون الجديد، ومخلصهم من ذاكرة العنف والفساد، ومتى موعد بزوغها للعالم؟. في الواقع، إن خيارات الإجابة عن هذه الأسئلة محدودة، وغير قابلة لكثير تأويل تقريباً. والحقيقة، أنهُ لن تنزل قوى من السماء تقدم نفسها كبديل، وأن خيار استخراجها من باطن الأرض ليس متاحاً مطلقاً. وبالتالي فالمسألة مرهونة بالسودانيون أنفسهم؛ كذات وشخصية ونظام تفكير، وأثر. بل الأمر في واقعيته يقوم على هذا الأساس لطالما ظهرت الأزمة من هنا وتعود نتائجها إليه أيضاً.
    الخيارات المتاحة ليست أكثر من أنه؛ أمّا أولاً؛ أن تستسلم القوى التقليديّة القديمة التي ذكرناها سالفاً، وتعترف بانتهاء صلاحيتها، وتقرّ بموت دورها، وأنها لن تستطيع أن تقدم أي شيء سوى السذاجة، فتذهب - متأتأة الرأس، مهزوزة الجانب، ضعيفة النفس بعد أن سُحب منها كل الثقة - إلى أوكارها وبيوتاتها غير محزون عليهم، وحينها مؤكداً ستأتي قوى شابة جديدة (هناك اعداد كبيرة متناثرة داخل وخارج البلاد، لاصوات شابة ثائرة مستقلة متعلمة تنضح حيوية وفكر كانت وما تزال تنتظر فرصة الإنخراط الحُر والصادق والمستقل في الشأن العموميّ السوداني لإدارته وقيادته) ذات أفكار واتجاهات ومناظير حديثة تملأ الفراغ، طالما موجودة ومنتظرة الفرصة فقط. وأمّا ثانياً؛ أن يُعاد ترتيب المشهد العام من جديد بذات القوى الموجودة الآن، ولكن بإعادة تزيين وضبط الوجوه والشخوص والاتجاهات بين العناصر القديمة الكهلة وعناصر جديدة-قديمة (مثل أن يتحالف النادي السياسي التقليدي مع قوى ثورة ديسمبر والإدارات الأهليّة وفلول النظام البائد، وبعض الرموز الوطنيّة)، وعندئذ فالوضع كما هو، ليس ثمة جديد إطلاقاً، فقط هنا إعادة ترتيب وضبط للمصالح.
    وأمّا ثالثاً؛ أن تظهر قوى جديدة (مثل أجسام مطلبية ومهنية، شباب مستقلون، أكاديميون، مهنيون..) ثائرة ممتلئة شجاعة وقوة وفكر، تستسلم المشهد (بآليات ثورية مدنية لاعنفيّة) بمشروعيّة وثقة ضمنيّة وتفويض مباشر/غير مباشر من قِبل جماهير الشعب السودانيّ، وحينها فقط سنستبشر بميلاد سرديّة جديدة لتاريخ البلاد. وأمّا رابعاً؛ أن تستسلم القوى القديمة جزئياً وتكتيكياً وتأتي قوى جديدة تهادنها فتخلق وضعيّة مساومة ما يمكن أن يُحدِث شيئاً أو لا على المدى القريب أو البعيد، وذلك مثل أن تتحالف شخصيات وطنية لها صلة بالنادي السياسيّ مع قوى ثورية واكاديميون شباب فيصنعون وضعية ما مجهولة المصير، وغامضةالنتائج. وأمّا خامساً؛ (وهذا الخيار ضعيف احتمالية حدوثه) أن تتدخل قوى خارجية من الأمم المتحدة مثلاً تهادن وتساوم وتتحالف مع قوى داخليّة من القوى القديمة والحديثة فيصنعون وضعاً جديداً قد يثمر شيئاً، ولو تفقد الدولة سيادتها، وتفقد المجتمع كيانه وشخصيته أو لا يحدث فرقاً فيرتد الوضع إلى كارثة جديدة. وهكذا.

    • ملامح الحُلم المنتظر:

    إن الملامح العامة التاليّة - والتي هي من المتوقع أن تشكّل صورة عامة للحلم السوداني المنتظر - هي في الاساس مقروءة من زاوية انها الأشياء التي نفتقدها؛ الأمور التي نحن أمس الحاجة إليها؛ نتحدث عنها بشدة وحرقة لأننا بكل بساطة لانمتلكها محرومون منها، لا نتمتع بها، نعوز عليها، فقراء فيها. فحلمنا يتلخص في فقدنا لهذه الأشياء أو تلك. وبالتالي فإن ملامح السرديّة السودانيّة الجديدة[9] بالمختصر تتمحور في: أولاً؛ سودان دولة حُرة مستقلة بالكامل؛ ذات سيادة حقيقية مطلقة لطالما نعاني من تعدي وعدوان وتدخلات سافرة للعامل الخارجي في شؤون دولتنا ومجتمعنا. دولة يتحكم السودانيون أنفسهم بِحُر إرادتهم وفكرهم في كل تفاصيلها الداخلية والخارجية، وتقوم طبيعة علاقاتها مع الدول والحكومات وسياستها البلوماسية على مبدأ التوازن والتبادليّة الحُرة.
    ثانياً؛ دولة مستقرة آمنة مسالمة لطالما ظلت البلاد تعاني وتعاني بشدة من التوترات الاجتماعية، والصراعات السياسيّة، والحساسيّات الثقافية، والاضطرابات، والازمات الاقتصادية منذ استقلالها السياسي الأخير على الأقل. ثالثاً؛ دولة عادلة منتِجِة ديمقراطية ناجحة - على أقل تقدير وفق وجهة نظر السودانيون - لطالما ظل السودانيون يناضلون ببذل جهود جبارة وتضافر إمكانيات هائلة، طيلة عقود في سبيل الوصول والحصول على ذلك.
    رابعاً؛ دولة المواطنة حريصة وتتحقق فيها حقوق الإنسان والمؤسسية وسيادة حكم القانون، طالما ظلت هذه الصفات بعيدة المنال حتى الآن عن متناول الشعوب السودانيّة. وطالما ظل السودانيون يقاسون الظلم والكراهية والعنف والعبث والفوضى والفساد الإداري والمالي والمؤسسيّ طوال تاريخه الحديث والمعاصر. خامساً؛ دولة التعايش السلميّ والقبول بالتعدد والتنوع الذي هو قوام وجود وطبيعة الدولة السودانيّة، ولطالما نفتقد بشكل تام لهذه الصفات التي هي مقومات الدولة القوية والمحترمة. سادساً؛ دولة عقلانية طموحة في التطور والتقدم باستمرار لطالما نفتقد بشدة لنزع السعي الجاد، وحساسية السؤال، والإرادة الحقيقية نحو بناء دولة وطنية حديثة ناجحة طموحة للازدهار على الدوام.


    محمد أبكر موسى
    صحافيّ، كاتب، باحث، وقاص سودانيّ.

    • مصادر وللاستزادة:

    [1] القدال. م. س. 1992، تاريخ السودان الحديث(1820-1955)، مركز عبدالكريم الميرغني، أمدرمان، السودان.
    [2] نوري. ب، 2021، الاقتصاد السياسي للتبعية.. ، مؤسسة اروقة للدراسات والترجمة والنشر، القاهرة، مصر.
    [3] محمود، ف. ب، 2006، الراسمالية السودانية.. اطليعة للتنمية؟، ت: سعاد العطا، تحرير: خالد عبدالحفيظ، معهد البديل الأفريقي، لندن، المملكة المتحدة.
    [4] للاحاطة أكثر بهذا الموضوع الحساس والمهم يُرجى الرجوع إلى مقالنا بعنوان : "التسليح الشعبي.. أوجه الاستثمار في الهشاشة والعنف"، نشره موقع "القرن Geeska"، موقع "سودانيز اونلاين"، وصحيفة "واجومانيوز" الجنوبسودانية ومواقع وصحف محليّة وإقليمية.
    [5] تحالف سياسيّ ظرفيّ، كُوّن في 2019 لقيادة الحراك الثوري، وقد خاض مفاوضات مع اللجنة الأمنية العسكرية، ليتمخض عنها الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية التي أدت إلى تشكيل اول حكومة ثورة بعد سقوط نظام البشير. ولكن لاحقاً لشدة تضارب المصالح وتناقضات الأجندة بين المكون العسكري والمدني في الحكومية، بالإضافة لتعقيدات داخلية بالتحالف، انشطر إلى جناحين؛ "قوى الحرية والتغيير-المجلس"، وقوى الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية". ومع حرب 15 أبريل، اتضح ان جناح المجلس المركزي تدعم الميليشيا، بينما جناح الكتلة الديمقراطية تقف في صف الجيش ولو ضميناً.
    [6] للاستزادة أكثر، يُنظر لمقالي، بعنوان "حرب 15 أبريل.. في نقد رأس مال الاجتماعي لميليشيا الدعم السريع"، نُشرت بموقع القرن Geeska"، ومواقع وصحف أخرى محلية وإقليمية.
    [7] مسمى مجازيّ يطلق على مجموعة مختلفة من الأحزاب (كحزب الأمة والاتحادي والحزب الشيوعي)، ورمزية مؤسسة الجلابة، أفندية جامعة الخرطوم، واجسام سياسيّة ومدنيّة وحتى تسكريّة تقليدية قديمة (وانضمت إليه سلوكياً وايديولوجيّا، بعض اجسام حديثة بدوافع نفعيّة ولاسباب أيديولوجية ومسوغات عشائريّة) التي تأسست مع بدايات تكوين الذاكرة الجمعيّة الحديثة، والعقل السياسيّ الوطني السودانيّ منذ استهلال القرن التاسع عشر.
    [8] تحالف تنسيقيّ ظرفيّ، كُوّن في أواخر العام 2023، من مجموعة مختلفة من احزاب وتنظيمات واجسام سودانيّة وبدعم خارجي، للعب دور ما في المشهد العام في الحرب الحالية ، وقد مُنح شخصية رئيس وزراء حكومة ثورة ديسمبر الأولى، د. عبدالله حمدوك رئيساً له. وفي الثاني من يناير عقدت التنسيقية اتفاقاً - تحفّظ عليه ورفضه غالبية الشعب السودانيّ نخباً وعوام - مع ميليشيا الدعم السريع بما سمى بإعلان أديس أبابا.
    [9] للاحاطة بتفصيل أكثر يُرجى الرجوع إلى مقالنا بعنوان"حرب 15 أبريل.. لحظة للمثول أمام التاريخ"، نشره موقع القرن Geeska" ومواقع وصحف أخرى محليّة وإقليمية.

    Get Outlook for Android























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de