الكيزان وجنون الحرب! كتبه عماد خليفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2024, 02:54 AM

عماد خليفة
<aعماد خليفة
تاريخ التسجيل: 09-01-2022
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكيزان وجنون الحرب! كتبه عماد خليفة

    02:54 AM April, 23 2024

    سودانيز اون لاين
    عماد خليفة-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    باربرا لي Barbara Lee عضو الكونجرس الأمريكي عن مدينة أوكلاند، ولاية كاليفورنيا هي العضو الوحيد في الكونجرس الأمريكي التي صوتت ضد تفويض استخدام القوة العسكرية (AUMF) في 14، سبتمبر 2001 والتي أجازها الكونجرس لشرعنة الحرب على أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وفي السنوات التالية للحرب قادت جهوداً عظيمة داخل وخارج الكونجرس لإلغاء هذا التفويض الفارغ للحرب. ومع حالة الجنون الجماعي والهيجان العاطفي الكبير التي اجتاحت المجتمع الأمريكي ببرلمانه وحكومته وإعلامه في ذلك الوقت، واجهت النائبة باربرا لي تهديدات بالقتل وإهانات ورسائل كراهية كثيرة شُتمت فيها شتائم عنصرية لا يمكن تحملها، لاسيما من نائبة أنثى سوداء من أصول أفريقية، إلا أنها واجهت هذه الحملات الشعواء بصلابة شديدة وبمزيد من الإصرار والتحدي، فلم تتراجع عن إدانة الحرب وإنهاء تفويض استخدام القوة رغما عن تهديها من بعض المتشددين من حزبها (الديمقراطي) بالإقالة من الحزب والطرد من البرلمان. وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمان ومقتل آلاف الجنود الامريكان وهدر تريليونات من الدولارات، انتصرت إرادة باربرا لي بعد أن قرر نفس الكونجرس إيقاف التفويض وسحب الجنود الأمريكان من أفغانستان بعد محادثات سلام طويلة بوساطة قطرية، تم فيها تسليم مقاليد السلطة لحركة طالبان التي شنوا ضدها الحرب في 2001.

    هذه المقدمة لابد منها لمعرفة حالة الهيجان والجنون الجماعي التي تنتاب الشعوب أثناء الحروب والتي يسيطر فيها الشعور العاطفي (الاهوج) على صوت العقل والحكمة تماما. فالمنطق السليم والحس الإنساني السوي لا يمكن أن يتسق مع قتل الإنسان وتشريده، وتدمير ونسف الاستقرار وتشريد الأبرياء وتحطيم البنى التحتية للبلاد! العقل الراشد لا يدعو إلى استمرار الحروب والتقتيل مهما كبرت وتعاظمت المبررات! العقل الناضج يرى بوضوح أن استطالة أمد الحرب يعني تزايد أعداد الضحايا من الأبرياء، ويحل معه الدمار والخراب، وتتشعب معه تداعيات الحرب على كل المستويات، وتتخلق فيه مجموعة من الانتهازيين مهمتهم الاتجار والسمسرة بالحروب داخليا وخارجيا، وبالتالي تتعقد وتضيق فرص الحلول السلمية وسط هذا الزخم الكثيف من التضليل الزائف، وتفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية التي ربما تفرض حلولها بالقوة مما يزيد (طين الحرب بلة)، لذلك يتعمد دعاة الحرب على خلق شرعية متوهمة باستخدام الدين تارة وكرامة الشعوب تارة أخرى لخلق حالة من القداسة تتعطل معها أي فرص ممكنة للحلول السلمية.

    وعند مقاربة هذه الحالة على الحرب السودانية، ورغما عن اختلاف المعطيات والجغرافيا والمناخ السياسي والاجتماعي، نجد أن الحركة الإسلامية التي أشعلت هذه الحرب قد تبنت هذا الخطاب وانتابت منسوبيها هذه الحالة من الجنون الجماعي الهستيري قبل اشتعالها والتي بدأت بالتحضير لها وهندستها ونفخ نيرانها منذ إسقاطهم من السلطة في أبريل 2019. جرف هذا التيار العاطفي بكل أسف مجموعة كبيرة من الوطنيين المخلصين من الأفراد والأحزاب والمنظمات التي ساهمت في الثورة ضد نظامهم الفاسد الذي عمل على تدمير البلاد وتمزيق أوصالها بحروب استمرت طيلة سنوات حكمهم الكؤود.

    ظل خطاب الحرب الذي يجيش العاطفة، وظلت لغة التخوين وخطاب الكراهية هي السائدة خلال العام الأول منها رغما عن النزيف والموت والتشريد والدمار الكبير الذي تعرض له السودانيين والسودانيات وموجات الهجرة التي لم يشهدها العالم في التاريخ المعاصر. استمر هذا الخطاب رغما عن الهزائم المتلاحقة التي تعرض ويتعرض لها جيش الحركة الإسلامية وكتائبهم المختلفة ومناصريهم.

    الاسلاميون ولصوص الحركة الإسلامية بكل مسمياتهم أصبح لا خيار أمامهم بعد أن (ضاقت بهم أرض السودان بما رحبت) غير أن يواصلوا في حربهم التي أشعلوها، فإذا توقفت الحرب سيخرون وفي استمرارها ستكون خسارتهم أكبر، لذا يعملون على (هدم المعبد بما عليه). أما الذين أيدوهم وساروا معهم في هذا الطريق المضلل بتجريم كل من ينادي بإيقاف هذا النزيف، سيتحملون معهم هذا الجرم الكبير، وستلاحقهم لعنات التاريخ وعار أنهم أعانوا اعداء الشعب والوطن على هذا الهدم والتدمير. والأسئلة التي يجب طرحها عليهم وعلى القوى المدنية المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي ومازالت منقسمة على نفسها وتسعى لتحقيق الانتصارات الذاتية بعد انقضاء العام الأول من هذا النزيف، والتي سنتجاوز فيها سؤال لماذا قامت هذه الحرب ومن الذي أشعلها ابتداءً؟ نأمل منهم التفكير بعقل مفتوح قبل الإجابة عليها ونبدأها: بما الذي تحقق حتى الآن بعد عام من الحرب؟ وهل عدد الضحايا والمشردين لم يعد كافيا بعد لايقافها؟ وهل حجم المعاناة والضنك والأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني بالداخل وفي الشتات لم يحرك ساكنا في نفوسهم وقلوبهم؟ وهل مازالوا يوقنون بأن هناك طرفا سيحقق الانتصار الكاسح على الطرف الآخر؟ وإلى متى يعتقدون أن تستمر هذه الحرب؟ ومتى تتوقف؟ وكيف ستتم معالجة آثارها الكارثية؟

    في ختام هذا المقال لابد أن نشير إلى الشاهد الذي اوردناه في المقدمة بأن هذه الحرب لابد لها أن تتوقف بالتفاوض مهما طال أمدها، وأن هذا الشعب الصامد سيستفيد كثيرا من دروسها رغم مرارتها وقسوتها وسينهض من تحت ركامها من جديد، شأنه شأن كل الشعوب التي قامت ونهضت من تحت نيران وبراكين الحروب. فهذا الشعب خُلق ليعيش وينتصر!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de