الإمارات وتآمراتها الناعمة.. السودان بوصفها المدخل و"المرتزقة" أداة التنفيذ! كتبه محمد أبكر موسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2024, 00:43 AM

محمد ابكر موسى
<aمحمد ابكر موسى
تاريخ التسجيل: 10-22-2021
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمارات وتآمراتها الناعمة.. السودان بوصفها المدخل و"المرتزقة" أداة التنفيذ! كتبه محمد أبكر موسى

    11:43 PM February, 08 2024

    سودانيز اون لاين
    محمد ابكر موسى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    • توطئة:
    يعيش العالم، منذ بداية الثورة التكنولوجية والصناعيّة وما عقبها من مقولة "ما بعد"، تغيرات كبرى ألقت بظلالٍ حاسمة في دوائر السلطة، ومجرى سيرورة الاجتماع السياسي والاقتصاد والثقافة، المسألة التي أسهمت في إحداث تحوّلاتٍ جوهريّة في صيرورة التطور الإنساني.
    منذ سقوط المعسكر الشيوعي وتفتته، في أواخر القرن الماضي، ظهرت سرديات كبرى، ومقولات ذات حمولات مصيريّة تأثر بها العالم بأسره سلباً وايجاباً، وبالخصوص في ناصيّة "الفكر وطرائق التفكير" في كافة المجالات، بفضل المنجزات الهائلة التي خلفتها ثورة الإنترنت، والثورة المعلوماتيّة العابرة للحدود والثقافات.
    وقد أدخلت تلك "الحمولات والسرديات" العالم بشماله وجنوبه العالميين في دوامة تنافسٍ حاد باتت تورّط الجميع في الانغماس، من حين لآخر، في صراعاتٍ محتدمة، ونزاعاتٍ داميّة، وجدالات ملتهبة، في سبيل محاولة بناء وتوزيع ومشروعيّة استخدام "القوة والنفوذ" حول العالم وفرص تنميتهما باستمرار، وحمايتهما من الضعف والإنهيار.
    في هذه المقالة، نحاول بمنظارٍ وصفي تحليليّ نقديّ، الكشف عن جهود دولة الإمارات السريّة لصناعة نفوذاً ساطعاً في المنطقة العربية والقارة السمراء من خلال سعيها الحثيث لخلق قوةٍ ناعمة بما يكفيّ عبر سرديّة الاستثمار والتبادل التجاري الحُر؛ الاستثمار في مناطق الهشاشة كمنطقة "القرن الإفريقيّ"، ودعم المرتزقة كمليشيا "الدعم السريع" في حرب 15 أبريل في السودان الدائرة حتى الآن، ورعاية الإرهاب. نحاول التنقيب في دهاليز تلك القوة الاستراتيجيّة الذكيّة الضاربة التي هي بالأصالة، قوام الحروب الذكيّة التي باتت أكثر لغات العالم استخداماً، وتأثيراً في العقود الأخيرة.

    • كيف تصنع الإمارات قوتها الناعمة:

    أسست الإمارات، في سبتمبر 2013، وهو العام والشهر ذاته الذي انطلقت فيه موجة احتجاجات شعبية غاضبة في السودان ضد بعض من السياسات الاقتصادية الجديدة التي اقرها نظام البشير أنذاك، وقد سميت لاحقاً؛ "هبة سبتمبر 2013"، مركز "الإمارات السياسات" بمدينة أبوظبي.
    وفي تعريفه، يقول أنه "مركز تفكير"، وقد ظهر أبان "الفترة التي شهدت اضطرابات ما يسمى الربيع العربي". ويؤكد أنه أُسس "ليدرس مهددات الدولة الوطنية في منطقة العربية والخليجية، سواء أكانت نابعة من الداخل أو من التفاعلات الاقليمية والدولية، وليستشرف مستقبل المنطقة، وتأثير المشاريع الجيوسياسية المختلفة فيها، وليرسم خريطة توزيع القوة في العالم والمنطقة وموقع دولة الإمارات في هذه الخريطة".
    وقد اُستقطِبت له مجموعة مختارة بعناية عالية من الخبراء في عدة مجالات، من ضمنهم، رئيس وزراء حكومة ثورة ديسمبر، والذي انقلب عليه جناح الحكومة العسكري واستقال لاحقاً، دكتور عبدالله حمدوك.
    وبالتالي، من الواضح أن الإمارات التي أصبحت من أكبر الدول التي تهج بالأجانب، تسعى وبجهود كبيرة - من خلال الاستثمار والتبادل التجاري والدعم وبناء حلفاء - إلى صناعة نفوذاً عابراً للحدود. تسعى إلى أن تخلق لها سطوةً نافذة، وهيمنةً طاغية تناطح بها دول الشمال العالميّ على أقل تقدير، فيما تظل محاولة سيطرتها على الإقليم العربي والأفريقي والأسيوي ليست أكثر من مجرد نقرة على زر في كيبورد.
    هي تسعى إلى ذلك، كيفما تقول انها تعمل على "رسم خريطة توزيع القوة في العالم والمنطقة" وموقعها هي في هذه الخريطة، وطالما كانت موجة "الربيع العربي" وما تلاها من موجات احتجاجات متواترة في أفريقيا، وبقية الاصقاع، نقطةً "فارقة وحاسمة" في سيرورة اللعبة السياسيّة بالإقليم، والمنطقة العربية، والعالم، وطالما تحاول كل دولة لملمة نفسها، وإعادة ترتيب أولوياتها لما هو آت من تحوّلات كبرى في سرديّة النظام العالمي بشماله وجنوبه.
    وهكذا نلاحظ أنها - أي الإمارات - كم تسعى باستماتة إلى امتلاك تلك "القوة المعنويّة" التي يكافح الجميع في سبيلها، والتي ستعينها في بناء امبراطوريتها الإماراتية العابرة للحدود. تلك القوة التي لطالما تُصنع بالاصالة عبر منجزات التكنولوجيا، المنظمات والمؤسسات غير الحكومية، الأجسام المدنية، طلاب الجامعات، الأحزاب والتنظيمات السياسيّة، الجهات العميلة والمعجبة، شبكة العلاقات العامة، التدريب والمنح التعليمية والمالية، الناشطين والفاعلين الأجتماعيين ...الخ.
    يتم صناعة تلك القوة هكذا، لأن الحرب الناعمة، والحرب الذكية تستهدف الذاكرة المفاهيميّة والعقلية للهدف، وتضرب الدوائر والملفات السريّة و"soft" والحساسة للجهة المقصودة. انها حروباً رمزية ناعمة قائمة بالأساس على اقتصاد المعرفة، والمعلوماتية، والانترنت.

    • السودان كمدخل الإمارات نحو السطوع:

    كما الكثير من دول العالم الطامحة في بناء علاقات مع السودان للاستفادة من ضخامة موارده المتنوعة اللامحدودة والمعروفة لكل العالم، سعت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً، منذ زمن ليس بالقصير، إلى خلق علاقةٍ متينة مع السودان؛ علاقةٍ ذات مساحات واسعة تتيح لها التمتع بنفوذٍ كبير في البلاد. علاقةٍ وبأي شكل وطريقة، تمّكنها من تكون السودان وبعض أبناءها العملاء لها، مدخلاً متيناً تتيح لها ولوج الأدغال الإفريقية الغنية الأخرى بكل سهولة، وسلاسة. وقد كانت الإمارات، المستثمر الخليجي الأول الذي كثيراً ما سعى نظام البشير إلى كسبه بكافة الطرق الممكنة. الأمر الذي كان من المتوقع أن يمنحها كل الإمتيازات المطلوبة سواء كانت موانيء، أو معادن كالذهب، أو طلاب جامعات، أو منظمات عميلة، أو موارد زراعيّة، وغيرها.
    وبحسب تقارير بنك السودان، تبلغ قيمة إجمالي صادرات السودان إلى دولة الإمارات بنهاية عام 2022، تقدّر بحوالي ملياريَ دولار، مقابل استيراد السودان منها ما قيمته 2.3 مليار دولار من مختلف البضائع، أهمها المواد البتروليّة بقيمة 1.8 مليار دولار. ويسيطر الذهب السودانيّ الصادر، بنسبة 97 بالمئة على السوق الإماراتي. كما حققت الأخيرة مرادها بإنشاء ميناء أبو عمامة على البحر الأحمر التي جرى انتهاؤه في 2022 بقيمة 6 مليارات دولار شمال بورتسودان بالتعاون مع "انفيكتوس للاستثمار" التي يديرها رجل الأعمال السوداني أسامة داؤود.

    • الاستثمار في الهشاشة الإفريقية:

    خلال العقد الأخير، أطلقت دولة الإمارات حزمة مشروعات استثمارية ضخمة في القارة الأفريقية، والتي تسعى من خلالها إلى الدخول في حلبة التنافس العالمي المحتدم حول فرص السيطرة وصناعة النفوذ والتمتع الهيمنة. ففي غضون أعوام قصيرة، أصبحت الأسرة المالكة الاماراتيّة، تدير حوالي 12 ميناء في جميع أنحاء أفريقيا من خلال شركات مملوكة للدولة، وصارت واحدة من المستثمرين المهمين في معظم دول القارة؛ تشاد، ليبيا، اثيوبيا، اوغندا، والصومال. بل أصبحت رابع مستثمر في القارة السوداء بعد الصين، والاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة. وحسب تقارير رسميّة، فقد بلغت جملة استثماراتها 60 مليار دولار، وتركز أكثرها على البنية التحتية، الطاقة، النقل والخدمات اللوجستية.
    ومن الملاحظ أن معظم استثمارات هذه الإمارة العربية تقع في منطقة "الهشاشة" في إفريقيا، وبالخصوص شرق القارة وخطوط القرن الأفريقي. اثيوبيا مثلاً، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث السكان، اصبحت من أكبر معاقل الرأس المال الاستثماري الإماراتي في المجال المصرفي، والموانيء، والبترول والاتصالات. ويلاحظ أيضاً أن هذه الدولة الخليجية، تسعى وبتحركاتٍ دؤوبة إلى توسيع رقعة حزمها الاستثماريّة في أفريقيا، والتي تتسع معها بالضرورة مناطق النفوذ، بالتزامن مع سعيها إلى خلق علاقات لوجستيّة أمنية عالية المستوى لحماية ثرواتها هذه، ولو على رعايتها للإرهاب ودعم الاستبداد، ورعاية المليشيات، واستخدام مرتزقة عابرة للحدود.
    ونقل صحيفة "اللوموند" الفرنسية في تقريرٍ لها، أنه وفي ديسمبر الماضي، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر شركة "بلو كاربون المحدودة" بتوقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة الليبيرية، تمنح الدولة العربية حقوقاً حصريّة، في مليون هكتار من غابات ليبيريا، أي %10 من إجمالي مساحة الغابات في ليبيريا لمدة ثلاثين عاماً. وخلال الخمس سنوات الأخيرة، وقعت الإمارات عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع كل من؛ زيمبابوي، تنزانيا، الكاميرون، وليبيريا في عدة مجالات مختلفة. ذلك في محاولة منها لكي تصبح قوةً اقتصادية ذات اعتبار في دائرة التنافس مع دول العالم. وقوةً مهيمنة في المنطقة العربية، ناهيك عن نواياها في أن تتفوق على دول الخليج الفارسي الأخرى مثل السعودية وقطر في تنافسها في دوائر السلطة، الاقتصاد، الأمن، والطاقة في الشرق الأوسط.
    وهكذا يبدو واضحاً أن الإمارات كم تستثمر في الهشاشة الإفريقية؛ السياسية منها والاقتصادية والامنية، وحتى الاجتماعية. تستثمر في تقاطع مصالحها وأهدافها مع تلك الأنظمة التي تستثمر هي أيضاً في الفساد والعنف ووالاستبداد وقمع شعوبها. انها تستغل تحالفاتها الإفريقيّة "الضعيفة" أيما استغلال للترويج للمليشيا وزعيمها، بغية أن تصب كل ذلك في مشروعها التوسعيّ الكبير العابر للحدود، والخارجة بالتأكيد عن إرادة الشعوب والمجتمعات الإفريقية، التي تستهدف حكوماتها العميلة، وأبنائها الضعفاء، ومعاييرها السهلة.

    • الإمارات والمليشيا؛ شكوك وتأكيدات:

    منذ مشاركة السودان في حرب اليمن بقوات الدعم السريع، كانت علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة لمليشيا "الدعم السريع" محل نقاشات محتدمة، وتداولات صاخبة، وكتابات صحفية واكاديمية رائجة، في الاوساط السودانيّة؛ فئة كانت ترى أنها علاقةً "عاديّة" على اعتبار أن الأصل في العلاقات بين الدول المصالح والتبادل الحُر للمنافع، بينما فئة معاكسة ترى أن العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات الدعم السريع هكذا علاقة تشوبها مليون ريبة وشائبة، بل أنها "غير مشروعة"، وغير بريئة من شرور وخطط شيطانيّة على السودان لاحقاً كما يحدث الآن في حرب 15 أبريل، بحكم أن الأخيرة لا تمثل دولة السودان وحدها آنذاك، فالأصل ينبغي أن تكون مع دولة ودولة، وليست بين دولة ومليشيا/قوات ذات هويّة وإنتماء إلى دولةٍ بعينها.
    وفي الحال، لمّا اندلعت هذه الحرب العبثيّة، بدأت شكوك السودانيين تتحوّل إلى وقائع جديدة إن لم تتحوّل لتصبح حقائقاً دامغة بعد مشاهدتهم لمجموعة أشياء - من أرض المعارك التي وقعت بين المليشيا والجيش في أماكن مختلفة بالبلاد - تتزين بالهُوية الإماراتيّة، وذات لونيّة صناعية تعود إلى هذه الدولة الخليجية العربية التي تعرفها السودانيون مؤخراً مع دول أخرى بمحور الشر، ناهيك عن الدعم اللوجستي والمساعدات العسكرية والفنية والمادية والعينية التي كُشفت للجميع. وما تصريحات واصابع الاتهامات التي وجهتها عدد من قادة الجيش إلى الإمارات بتوّرطها في هذه الحرب، وأنها تدعم مليشيا "الدعم السريع" وتساعدها أوضح شاهد على ذلك.
    ولكن هذا الأمر، بعد أن ظهر حمدان دقلو - بعد كل التكهنات والمزاعم حول موته أو اصابته، وقد لاحظ الجميع تغيرات في حركته، وجسده وأدائه وحتى في طريقة حديثه - في أواخر ديسمبر الماضي، وقيامه بجولة إفريقية بطائرةٍ إماراتية ملكيّة خاصة، تأكد "للجميع" أنها بالفعل متوّرطة وداعمة للمليشيا، وبمستوى عالٍ للغاية، بل ذهبت كل الشكوك إلى ناصيّة الحقائق المؤكدة.
    فالجميع شاهده يتنقّل بكل سهولة من مطارٍ خاص إلى آخر، ومن لقاءٍ رئاسيّ إلى ثاني، ومن خلال خدمة تأمين عاليّة المستوى. وهذه السياحة قد لا تحدث إلا بمستوى عالٍ من الإعداد والتنسيق وشبكة علاقات دبلوماسية يقظة رفيعة. ولكن تظل النقطة الأهم في جولة هذا المليشي المرتزق، من خلال تلك الطائرة، هي أن دولة الإمارات تبدو كأنها لم تعد تكترث كثيراً لاصابع الاتهامات التي وُجهت إليها. تتصرف هكذا كأنها لم تعد تهتم كثيراً لسريّة العلاقة التي شكّ الجميع في قانونيتها ومشروعيتها وبرائتها من المكر، وخلوها من التآمر والخداع.

    • الإمارات والمليشيا ومهددات المصالح:

    وهكذا تتجلى واضحاً أن مليشيا "الدعم السريع" تمثّل بالنسبة للامارات قيمةً اقتصاديّة كبيرة فيما يتعلق باستراتيجيتها التوسعيّة التآمرية ذات النفوذ والهيمنة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية. وجدت هذه الدولة التي تقود "محور الشر" في الخليج، في هذه المليشيا ذوقها/مرادها في استغلالها في حروب بالوكالة، واستخدامها في حماية استثماراتها الضخمة التي أصبحت في نموٍ متزايد في أفريقيا؛ القارة الشديدة التقلبات، والمتوترة على الدوام. وبالتالي ليس من الغريب أن تجتهد وتسعى جاهدة إلى دعم وتعزيز هذه القوات سواء كانت بالتسليح، أو التدريب، أو الدعم الفني، منذ أن اصطادتها أبان مشاركة هذه المرتزقة في حرب اليمن.
    ولكن خلال الاشتباكات الأخيرة، وظهور تغيرات حاسمة في موازين قوى هذه الحرب، أصبحت ما تهدف إليها الإمارات من خلال هذه المليشيا، مهدَدَة؛ إذ كثيراً ما بدا البيت الحاكم الإماراتي خائفاً من أن تتحول هذه القوات إلى "مرتزقة" عابرة للحدود، تلبي نداء السوق عند الطلب دون أي تحفظ، أو مشاورة، أو إخطار من عرّابها. وبالخصوص بعد أن تمردت الحرب من ثوبها الثنائي؛ فدخلت أطراف أخرى ماكرة، ولاعبين جُدد محترفين في اللعبة.
    بدت الإمارات خائفة مرتعشة حذرة مؤخراً، بعد حدوث تحوّلات حاسمة في موازين القوى، وبعد أن أصبحت مجموعات ما تسمى "الكِسِّيبة"، قوةً يُصعب التحكم فيها؛ وهي مجموعة لصوص، حرامية، نهابة، سفاحين، سفاكين دماء، متغصبين، سُراق وأكثر، تتجمع معاً وتصاحب المليشيا في أي معركة تخوضها ضد المجتمعات السودانية قبل الجيش السوداني. انها مجموعات "عشوائيّة مرتزقة" تتجمع من مناطق مختلفة، همها الأول والأخير دخول اي معركة للنهب والسرقة فقط لا غير، كما تقول قيادة المليشيا، مع أن الأصل في مليشيا "الدعم السريع" كما شاهده الجميع، النهب والسرقة والسلب، وسفك الدماء، وانتهاك الحقوق والحرمات بأشد أنواع البطش.
    وبعد أن أقر حمدان دقلو بعد ظهوره، أن مجموعات "الكِسِّيبة"، باتت قوةً ضاربة يصعب كثيراً على قيادة المليشيا السيطرة عليها والتحكم في حركتها، ظهرت عن الإمارات في "تصرفاتها وسلوكها" مؤخراً، أنها بدت "غاضبة" من قيادة المليشيا، وبدت تعيد التفكّر بطريقة ما في توّرطها مع هذه المليشيا. بدت خائفة من أن تتحوّل إلى "مرتزقة" جديدة بأفراد جُدد، وقيادة جديدة تهتك برعايتها ودعمها لميليشيا الجنجويد. وحينها ستذهب مشروع واستثمار هذه الدولة الخليجية في هؤلاء الجنجويد أدراج الرياح.

    • المليشيا ومؤشرات التآمر الأفريقي:

    خلال المدة من 27 ديسمبر 2023 وحتى 6 يناير 2024، قامت الطائرة الملكية الإماراتية RoJ10، بثماني رحلات متواصلة، ناقلة في متنها زعيم مليشيا "الدعم السريع" حمدان دقلو في أول ظهور له بعد تسعة أشهر منذ اندلاع حرب 15 أبريل في السودان، للالتقاء بعدد من الرؤساء الأفارقة أهمهم؛ كينيا، إثيوبيا، جيبوتي، جنوب أفريقيا، ورواندا. وقد مثّل ظهوره هذا، نقطةً حاسمة في التكهنات الرائجة بشأن مصيره، وحول حلفائه المحليين والاقليميين وحتى الدوليين أيضاً. وقد كانت أثيوبيا المحطة الرئيسة في جولاته تلك، والذي مكث فيها أربعة أيام متواصلة.
    منذ أن ظهر في الإعلام انطلاق تلك الطائرة ذات الهوية الإماراتية - من مطار أبوظبي وهبوطها في عدة مطار إفريقية، آخر مطار كيجالي قبل العودة في السادس من يناير إلى مطار أبوظبي - ناقلة السفاح دقلو، تلاشت كل الشكوك بشأن عدم صحة وحقيقة دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لمليشيا "الدعم السريع"، بل كان إعلاناً رسمياً لعلاقتهما التي لطالما اكتنفها الغموض والضبابية والريبة. وكان ظهوره بتلك الطريقة، مؤشراً واضحاً وصريحاً من أن الإمارات تستخدم موارداً ضخمة في الترويج للرجل ودعمه، ناهيك عن توّرطها بشكل أو بآخر في هذه الحرب.
    يمكن أن يجادل أحدهم ويقول أنها مجرد وسيلة نقل استأجرها الرجل من شركة خاصة تجوب طائراتها مطارات العالم الخاصة، نعم انها وسيلة نقل مستأجرة، ولكن هل بإستطاعة شركة نقل إعداد وتسهيل لقاءات رئاسية، وعلى مستوى عالٍ من التأمين حتى لو يتمتع دقلو بموارد مالية كافيّة للدفع؟. إذا كان الجواب، يُصعب ذلك الأمر على شركة مواصلات لوحدها بل مستحيلاً، فإذاً نكون اصبنا كبد الحقيقة، فيما ذهبنا إليه، في أن الأمر قد يحدث، ولكن إلا بتدخل شبكة علاقات سياسيّة، ولوجستيّة، وأمنية رفيعة.
    وهكذا بكل هذه المعطيات، تتضح أن ثمة مؤشرات واضحة للجميع، أن هناك مؤامرات محبوكة، وخطط تآمرية مرسومة بدقة ودهاء بشأن حرب 15 أبريل في السودان، متوّرطة فيها دولٌ إفريقيّة وعربية ناهيك عن حكومات دول الشمال العالمي، فضلاً عن المنظمات والهيئات والأحزاب والتحالفات المحلية والإقليمية والدولية، والشخصيات والأفراد العميلة.
    وواضح جداً إن ثمة حكومات/أنظمة بعينها، غير مهتمة كثيراً بالسمعة السيئة التي تتلوّن بها مليشيا "الدعم السريع"، بجانب إفتقارها لأي رصيد أخلاقي عند السودانيين. بل تبدو المسألة أن ثمة أهدافاً ومصالحاً مشتركة - من اشعال حرب 15 أبريل وامكانية استمرارها لاطول فترة ممكنة بجانب محاولة وأد ثورة ديسمبر - قد تقاطعت في/مع هذه المليشيا الجنجويديّة المرتزقة، التي تخوض ليست مجرد حرباً واحدةً ضد الجيش السوداني، إنما حروباً "عبثيّة" على عدة محاور ضد مجتمعات سودانيّة بعينها.


    محمد أبكر موسى
    8 فبراير، 2024
    واو، جنوب السودان.

    Get Outlook for Android























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de