بينما كُنت اُشاهد فى بعض قنوات اليوتيوب مرً بي فيديو لأخ سعودى يقوم بجولة فى مختلف مُدن السودان ، ويعكس عن السودان وشعبه وبعض ثرواته كشئ من السياحة بالنسبة له وتعريف الآخرين عن السودان والشعب السوداني وحياته، على الرغم من أننى شاهدت من قبل يوتيوبر من جنسيات أخرى قاموا بهذه الجولات فى بلادنا !!! إلا أن هذا الرجل السعودى أحسست فى طريقة تقديمه الإحترام والتهذيب فى طريقة اسئلته ومشاركته لمن إستضافهم فى جولته من إخوتي السودانيين من أكل وشرب وحديث و بمختلف سحناتهم (اُكرر بمختلف سحناتهم)انه يتعامل بأخلاق وادب ! بمعنى ليس كبقية السياحيين الاخرين من جنسيات مختلفة، فقد كان أُسلوبهم فيه بعض الإستهبال او الإستخفاف بالسودانيين وذلك لم يأتى من فراغ ؛ فما نعكسهُ نحن عن بعضنا كشعب متعالى من عنصرية وسلبيات مكنت الآخرين الذين يستغلون مثل هذه السلبيات بأن يمارسوها علينا ، أعود لسياحة السعودى ، إستوقفنى كلمة قالها أن سُكان (جزيرة توتى) لهم التحية والتقدير قد تم تصنيفهم أكثر السُكان فى العالم تعاملا مع الكوارث والدليل على ذلك فى إحدى الفيضانات قد شكل الرجال دروعا بشرية ليستطيعوا وضع التروس لحجز الماء أن يفيض وقاموا بحماية النساء والأطفال وكان ذلك حدثا شهد لهم الشعب والعالم به وقد غنينا لهذا فى أغنية الفنان الرائع له الرحمة والمغفرة حمد الريح فى ( عجبوني الليلة جو ترسوا البحر صددوا). اغتبست هذه المقولة بينما أشاهده وردت على مقدم ذلك الفيديو بصوتى العالى ان الشعب السوداني شعب مصفح حقا ضد كل الكوارث (حفظنا الله) ويكفينا كارثة حُكم الكيزان علينا فليس بعد هذه الكارثة التى أذاقتنا المُر والمراير والحرب الحالية خير دليل على نكباتنا التى تتواصل واحدة تلو الأخرى ونحن فى هذا الضيم ما زلنا نتماسك ونبحث عن طريق به نور يقُودنا لحلول تنقذنا ولسلام يوقف هذه الحرب اللعينة التى لا اخلاق فيها ولا قواعد للحروب التى تحدث فى كل الدنيا ، فحرب الحقد والتشفي والإنتقام لا تُعتبر حربا وليست فيها شهامة ونخوة ورجولة ولا يظهر فيها اى نوع من انواع الإستبسال والشجاعة ، فهى حرب تصفية حسابات إن كانت بينهم والدعم السريع او بينهم وضد المواطن الذى ثار عليهم ورفض الظُلم والإستغلال له ولموارد بلاده وحياته فكانت هذه الحرب اللا أخلاقية ردة فعلهم المُعلن عنها منذ بداية شرارة الثورة واحسب ان الثورة بدأت معهم منذ إنقلابهم 1989 وإستمرت حتى بلفت منتهاها فى ديسمبر 2018 ولا زالت .. من خلال جولته فى مدن واسواق السودان و تحديدا إستعراض منتجاتنا البلدية أحسست كم نحن معيبين ومقصرين فى عرض ما نملك من ثقافة ، منتجات ، مهارة يدوية ، حُسن إستقبال للآخر مهما كان اجنبي ومتساهلين فى تعريفه بما نملك وما لدينا ، لكننا لا نسعى فى عكس جمالنا هذا الى الآخرين كبقية الشعوب ، وعكس اشيائنا وحتى بعض عاداتنا وتقاليدنا السمحة لا تُقلل منًا فى شئ !! بل تزيدُنا معرفة وفخر بين البقية ، فقد أصبحت الشعوب الأخرى تفعل ما نفعله من تقاليد وتُراث ومنتجات يدوية وحتى أغانيننا ورقيصنا وملابسنا القومية اصبحت لهم أساسية فى مناسباتهم ، لماذا نحن بعيدين عن انفسنا بهذا القدر؟ ؟ فعندما نعتز بوطنيتنا ، تراثنا، تاريخنا ، إنتاجنا ، زراعتنا ،حرفتنا حتى لو بسيطة لكنها تميُز لا يعرفه إلا نحن . هُناك أشياء اكثر من كثيرة يمكنها ان توُقف الحرب وتجعل السلام ديدننا ويشبهنا كما أُردد دائما فى منشوراتٍ وعلى يقين تام انه حقا يشبهنا ونشبهه فنحن شعب يعرف كيف يصنع النكتة ، الطرب ، الترفيه ، المزح ، الحوار ،الصداقة ، الرحمة ، السعادة وحتى الإختلاف الذى يعٍمنا حاليا قادرين ان نجعله نُقطة إتفاق برغم إختلاف آرائنا فقط نعرف طريقة إدارته ، وعندما نتعلم إدارة الحوارات حتما سنعرف إدارة دولتنا ونصبح فى الصدارة فقط !!إن اردنا ذلك ... ودمتم .... #السلام حقنا وبشبهنا ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة