هذا النوباوي ضل الطريق – معركة الدلنج إنكسار لإرادة وتضحيات النوبة في الرد علي أبناء النوبة الجدد: سليم دكين، الفاضل سعيد سنهوري وناصر عمار
أولاً نترحم علي شهداء أبناء جنوب كردفان، نوبة وعرب، في المعارك التي دارت رحاها في مدينة الدلنج، مدينة ناظر عموم الحوازمة، الناظر أسوسا ومن ثم أحفاده الناظر حماد اسوسا، الذي كانت تنسب له المقولة المشهورة "الخيل تجلقب والشكر لحماد". كانت ساحة الحي الذي قصده متمردي النوبة بقيادة المتمرد المرتزق كفافي طيارة البدين وأبن أخته في الحركة الشعبية: المتمرد كوكو إدريس، ذلك الحي في مدخل مدينة الدلنج كان مكان تلك الاحتفالات السنوية التي يقيمها الناظر أسوسا، وقتها أهل المسترزق كافي طيارة البدين، في منطقة "دينقا" وهى المجلد الحالية، وقبائلهم تعرف بقبائل شات ولا علاقة لهم بالنوبة من قريب أو بعيد. في ذلك الوقت تم سوقهم (طردهم) من منطقة دينقا من قبل فرسان البقارة وتشتتوا أيدي سبأ في البلاد: جزء منهم نزح إلي دارفور التي كانوا ينتمون لها وجدانياً وعرقياً؛ جزء أخر نزح إلي شمال بحر الغزال وأنضم إلي قبائل الجور (جور شول) والذين أنقسموا لاحقاً إلي قبائل الجور وقبائل اللو في شمال بحر الغزال (وقبائل اللو هي في الأصل خليط زنجي عربي، وكانوا من الأعراب الذين هاجروا إلي دارفور قبل الأسلام وظلوا وثنيين وحينما جاءت هجرات العرب بعد الأسلام، فروا إلي شمال بحر الغزال، التي كانت تمثل الأجزاء الجنوبية لمملكة الشات، وحينما أصطدموا بالدنيكا في شمال بحر الغزال تقززوا من لغتهم)؛ ثم الجزء الثالث وهو المهم من مملكة شات فروا إلي داخل منطقة الجبال، التي لم تكن حينها تعرف باسم جبال النوبة، بل كل قبيلة تعرف باسمها وجبلها أو جبالها ذات اللغات المتشابهة (مجموعات النوبة العشرة تقطن جبال متقاربة، ما عدا النازحين شات أهل كافي طيارة جزء يسكن شرق كادقلي وأخر يسكن جنوب كادقلي). والسؤال الكبير إلي أبناء النوبة الجدد: هل يعترف النوبة اليوم بأن قبائل الشتات (شات الدمام، شات الصفيا، قبائل صبوري ولغوري) بأنهم نوبة؟ وحتى ننعش ذاكرتكم التي لا تعلم عن النوبة إلا عن طريق الانفعال العاطفي الأعمى، ماذا عن قبائل الداجو التي رحلت مع قبائل الشات في ذات الوقت وبسب ذات الحرب التي فرقتهم أيدي سبأ؟ الداجو ما زالت أثار مملكتهم الأم قائمة في دارفور إلي يوم الناس هذا؟! إن كان الداجو في لقاوة نوبة، فهناك فقط يصح أن نقول أن كافي طيارة وأبن أخته كوكو إدريس نوبة؟ .. ألم تروا كيف أنتفخ المسترزق كافي طيارة حينما ضربت لقاوة؟ لأنه يعلم إن طرد الداجو من الجبال لا محالة فإن الدور آتيه حتي لو بعد حين. لكن السؤال الأكبر والأهم، ما الذي جعل المساليت والبرقو والبرنو والفلاتة نوبة في الجبال أو قل من سكانها؟ سوف تأتون وبالفم المليان لتقولون هذه قبائل ليس نوبية! وليس من سكانها بل مهاجرون، حسناً، بذات المنطق فإن الشات والداجو في الجبال ليسوا نوبة! وليسو مهاجرين، بل، نازحون بسبب الحرب في منطقة دينقا ولكن النوبة يقبلون بهم بعامل الدم الزنجي. إذن بيت القصيد في مسألة الهياج العاطفي الذي تقومون به في معركة الدلنج هو يتكئ إلي عامل "العنصر" البشري، العرق، أي عنصرية ضد القبائل غير الزنجية أو العربية، علماً أن عمار ناصر يعيش ويحمل الجنسية الألمانية، سليم عبد الرحمن دكين يحمل الجنسية البريطانية والفاضل سعيد السنهوري، الأم درمانى ومنبت الأصل ويدعي النوباوية، يسكن في مصر العروبة، منذ أن ترك الجبال بعد طرد الحركة الشعبية التي يتشدق بها لقائده تلفون كوكو أب جلحة. الفاضل سنهوري متنطع ومتكسب باسم روابط النوبة. ثم، نأتي للتناقض العظيم في معركة الدلنج، التي أرخ لها النحرير!! ناصر عمار بتأريخ 10 يناير 2024م، بيوم الفرح الأكبر للنوبة، بل في حقيقة الأمر هو يوم الفزع الأكبر والخزي الأعظم للنوبة؟! يوم 10 يناير 2024م، بالنسبة لي، هو يوم أنكسرت فيه شوكة مقاومة النوبة وصمودهم البطولي في كاودا؛ قبائل الشات الذين لا ينتمون للنوبة وليسو هم من سكان الدلنج، بقيادة كافي طياره وأبن أخته كوكو إدريس الذي لا يري أكثر من أرنبة أنفه، أضاعوا نضال أجيال من النوبة ضد سلطة الفلول الحاكمة في الخرطوم. تم تسليم قيادة النوبة في الدلنج لاستخبارات الحكومة وجيش الفلول المندحر في كل بقاع السودان والذي ظل يرمى البراميل الحارقة والمتفجرات ويلقي دانات الطيران الحربي في أبناء وبنات النوبة منذ عام 1987م حينما دخل أستاذي يوسف كوة مكي عن طريقة كتيبتي البركان وزعلان إلي جنوب كرفان - جبال النوبة؛ اليوم يتململ أستاذي يوسف كوه في قبره ويقول ماذا فعلتم بنضال النوبة وبأطفال النوبة ونسائهم وعجزتهم! هل نضال النوبة في كل هذه السنين مصيره أن ينتهى بمكيدة مدبرة من مخابرات فلول النظام البائد الذي سام النوبة سوء العذاب؟ هل يريد النوبة فتح جبهة قتال جديدة مع قبائل تشاطرهم المسكن والمأوي والمحن التي أصابت النوبة تأريخياً؟ أي سوء في التفكير وأي تخبط في الرأي يقوم به هؤلاء البلهاء؟ كم من المرات ينقض بلهاء الحركة الشعبية غزل النوبة إنكاثاً ثم يبدؤون من الصفر في دوامة أشبه بساقية جحا التي لا تنهى ولا تتوقف؟ ما هي الرؤية الأن بالنسبة لجنوب كردفان – جبال النوبة؟ هل تحلمون، وبهذا الخنوع، بحكم موسع يسمح لكم بحكم الأقليم والسيطرة علي موارده وأنتم من سيطر عليكم الفول وامتلكوا زمام ناصيتكم؟ كم من الزمن يلزمكم لرد الإعتبار للنوبة وبعدما صرتم جندي نفر في جيش الفلول الذي أفتي بكفركم وقاتلكم جهاداً بأنكم كفار زنادقة وخارجين عن الدين كخروج السهم من الرمية، وما زالت الفتوي سارية المفعول ولم يمحو الدهر أثرها والتي ما زالت تخيف زعيمكم المسلاتي عبد العزيز الحلو أن يزور الخرطوم وحتى بعد ثورة ديسمبر 2019م. ما زال هناك شرفاء من أبناء النوبة مثل القائد اللواء عبد الباقي قرفة الذي أنضم لقوات الدعم السريع بعدد قوة قوامها 25 ألف من أبطال الجبال لاجتثاث دولة 56 م، دولة الظلم والإبادة التي سامت النوبة الأبرياء سوء العذاب.ثم قارنوا إلي أي القبائل النوباوية ينتمى القائد عبد الباقي قرفة .. ينتمى إلي مجموعة كادقلي (كاقولو) وهى من قبائل تمثل "عصب" النوبة تأريخياً وحالياً حيث ينتمى إليها الفكي علي الميراوي، وقائد تمرد أبناء جبال النوبة في الحركة، الأستاذ يوسف كوة مكي (الجبل رقم 99) .. في المقابل أنظروا، إلي أين ينتمى المسترزق كافي طيارة وأبن أخته كوكو إدريس، الذين ينتمون إلي قبائل مجموعة الداجو: و تضم الداجو و شات و لقوري و صبوري و تلو و دلدكو و كلولو، قبائل كلها مهاجرة بل في حقيقة أمرهم نازحون أحتموا بالنوبة و لا يملكون من أمر النوبة قطمير وظلوا في عمالة وأسترزاق مع الفلول إلي يوم الناس هذا منذ أن بدأت الحرب في الجنوب عام 1983م. أليس من المستغرب أن يهلل النوبة الشرفاء لفلول النوية ليقودهم إلي الذلة والمهانة التي أرتضوا بها ليأكلوا من فتات موائد فلول النظام التي يتفضلون عليهم بها؟ أين عقولكم، وأعلم أن أمثال سليم دكين من قبال الكمودو (كمدا) العنيدة، يكسر قلمه في أول الركب ويخضع قلمه ويجنده من أجل سلامة أعدائه الفول؟ نحن اليوم نشهد مأساة جديدة في جنوب كردفان – جبال النوبة أبضالها مرة أخري هم قليلي الحيلة الذين ينقادون خلف أجنداتهم العنصرية وحبهم الدائم والراسخ لمن يقودهم. نادينا وما زلنا ننادي لماذا لا يقود النوبة أنفسهم ليخرجوا النوبة وكل سكان الولاية من ويلات الحروب وإلي الأبد؟ لماذا لا يأنس النوبة في أنفسهم الكفاءة والعزة والكرامة ويتصرفون أصالة عن أنفسهم بدل تحين اللحظات لينقادوا للفلول؟ لماذا دوماً مشكلتهم هي المؤامرة ضدهم من قبل القبائل العربية؟ خاض النوبة في تأريخهم 128 معركة ضد المستعمر، كانت خيول أبناء البقارة تجوب السهول تنقل لهم المؤون وأخبار العدو، حتى أعاد النوبة طائعين تسمية بعض أسماء الجبال مثل كرنقو-عبدالله؛ وعبد الله هذا من قبائل الحوازمة، في حين صعدت خشوم بيوت كاملة من قبائل الحوازمة رؤوس الجبال جبنا إلي جنب مع النوبة في غزوات مثل غزوة أبو رفاس وأخفوا قبائلهم تحت مسميات قبائل أولاد نوبة. اليوم البقارة في جنوب كردفان – جبال النوبة أكثر أنفتاحاً علي كل القطر وأفضل تأثيراً في مجريات الأحداث الراهنة التي سوف تشكل مستقبل السودان، فلماذا لا يضع النوبة أيديهم فوق أيديهم كما فعل القائد النوباوي اللواء عبد الباقي قرفة لاجتثاث الظلم وإعادة بناء سودان بأسس جديدة يتبادل فيه الشعب السوداني الأحترام فيما بينهم ويؤسسوا لعقد أجتماعي جديد تسوده الإلفة والمحبة وروابط الأخاء والمواطنة؟
الكاوبوي البقاري، بريمة محمد أدم بلل من أبناء جنوب كردفان، مقيم بالولايات المتحدة. بتاريخ 20 يناير 2024م
01-23-2024, 12:42 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27482
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بريمة محمد أدم بلل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست