ورد في الأخبار و في صحيفة الراكوبة خبر عنوانه ( الحزب الشيوعى: الجلوس مع تقدم خيانة لخيارات الشعب السوداني) وفي تفاصيل الخبر ورد الآتي:(و قال القيادي بالحزب صالح محمود ان قرار رفض الجلوس مع تقدم جاء متسقا مع قرار اللجنة المركزية للحزب الخاص بالتعامل مع القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني المحلية و الإقليمية و الدولية) و أيضا قال السيد صالح محمود في ذات الخبر :(ان قرار اللجنة المركزية للحزب نص إنه لا يمانع في لقاء القوى السياسية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته بما فيها المؤتمر الشعبي و مكونات الحرية و التغيير) الحزب الشيوعى السوداني حزب له تاريخ ناصع يشهد له بالنضال و التضحيات و حقيقة قد يكون أكثر حزب في السودان دفع أثمانًا باهظة في مسيرته النضالية ضد الدكتاتوريات و من أجل الحرية و العدالة و التقدم لرفعة الوطن…وفي نظام الإنقاذ أيضا كان الحزب الشيوعى السوداني في طليعة القوى السياسية المعارضة و تعرضت عضويته لأبشع أنواع التعذيب و امتلأت بيوت أشباح النظام بالشيوعيين المناضلين الشرفاء… لكل هذا التاريخ المشرف حقا كان الجميع يتوقع ان يكون الحزب الشيوعى السوداني صاحب دور فاعل في العبور بالسودان من الفترة الانتقالية الى رحاب الحرية و الديموقراطية… لكن للأسف خيب الحزب آمال السودانيين بان بدا يغرد بعيدا عن السرب و يوزع الاتهامات و التخوين يمنة و يسرة… وكان أغرب موقف وقفه هو الوقوف في نفس خانة الكيزان ضد حكومة حمدوك و سعي فعليا الى إسقاطها… وكل ذلك ليس مهما الان فالمهم الآن ان الوضع مختلف تماما فالوطن في وضع ان يكون او لا يكون … النار تشتعل في قلب الخرطوم و في مدني الجزيرة و في دارفور و في كردفان وها هي تصل الشرق و حتما ستصل الشمال … تشرد الملايين ومات الآلاف و ها هي المجاعة الكاملة تلوح في الأفق القريب و حتما سيموت الملايين و النتيجة الحتمية و الواقعية لاستمرار هذه الحرب هي فناء الشعب السوداني و نهاية وطن كان اسمه السودان.. يعرف كل سوداني و سودانية ان من أشعل هذه الحرب هم فلول النظام المباد و يعرف الجميع أيضا ان حميدتي و قواته مارسوا كل أنواع الارهاب و الاذلال لشعبنا من قتل و ترويع و نهب للمتلكات و تهجير من المنازل… الجيش السوداني للأسف مختطف من قبل الإسلامويين و خسر حربه أمام ربيبه و مازال يخسر و الضحية هو المواطن محمد احمد الغلبان الذي يناضل الحزب الشيوعى باسمه… تعلقت آمال كل السودانيين بمنبر جدة ان تضع حدا لمعاناتهم و تمنى آخرون وهم صادقين في أمنياتهم ان يعود المستعمر الى استعمارنا او يوضع السودان تحت الانتداب الدولي… للأسف خيب منبر جدة آمال السودانيين وذلك بتعنت البرهان و كيزانه… ثم تعلقت آمال الجميع بالايقاد و مبادرتها ولكن كالعادة أيضا خابت آمالهم… الى ان ظهر حمدوك في الأفق وولدت تقدم لتعطيهم الأمل مرة اخرى في إمكانية الوصول الى حل يفضي الى وقف القتال ومن ثم الى سلام… كان إعلان اديس ابابا بين تقدم و قائد الدعم السريع خطوة حقيقية الى الامام نحو وقف الحرب و لا اعتقد ان هناك سوداني مكتوي بنار الحرب لم ير في الإعلان بمثابة امل حقيقي و خطوة جبارة نحو انهاء ووقف الحرب… كما كان لتعهدات الدعم السريع في الاعلان اثر طيب في نفوس المواطنين مثل تعهداتها بفتح ممرات امنة لوصول المساعدات الانسانية وكذلك تهيئة الاجواء لعودة المواطنين الى منازلهم و كذلك تشغيل المرافق الخدمية و الإنتاجية وأهم بند هو خروج المنظومة الأمنية من قوات مسلحة و دعم سريع و شرطة و جهاز مخابرات من النشاط السياسي و الاقتصادي… لم تكتفي تقدم بذلك بل سعت الى ان توسع من ماعونها ليشمل كل قوى الثورة و القوى المدنية و المسلحة و تواصلت مع عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور وكذلك القوى السياسية و من ضمنها الحزب الشيوعى السوداني… نعرج الى ما قاله القيادي بالحزب صالح محمود و الذي اوردته في بداية المقال،، اولا تقدم ليست هي قوى الحرية و التغيير… قحت هي جزء من تقدم وحتى لا تمثل الاغلبية في تقدم…والغريب ان الكيزان ايضا يصرون على ان تقدم ما هي الا نسخة محدثة من قحت… يقول ان الحزب لا يمانع في لقاء القوى السياسية المختلفة ما عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته…. وواجهاته هذه حسب اعتقاده هي المؤتمر الشعبي و مكونات الحرية و التغيير… هل يعقل ان تكون مكونات قحت احد واجهات المؤتمر الوطني اذن كيف يمكن تبرير حملة العداء و التخوين ضد قحت التي يقودها الفلول بشكلٍ مكثف و يهددون بتصفية افرادها قتلا … بل هددهم بعض الولاة ونادى بطردهم.. ولكنه يعود ويقول الحزب لا يمانع في لقائهم اي مكونات الحرية و التغيير ولكن بصورة ثنائية… لا ارى هنا اي حجة تدعم هذا المنطق الغريب فما هو الفرق ان جلست مع كل مكون على حدة او كلهم معا فهم متحدين فيما سيقولونه لك سواء كانوا افرادا او مجموعة… ثم قال نحن لا نجلس معهم لنبرر لهم اخطائهم المتمثلة في خرق مواثيق قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني واعتبر الجلوس معهم في هذه المرحلة هو شرعنة لوجود العسكريين في المشهد مستقبلًا… نعم لقحت أخطاء اقروا بها وانتقدوا أنفسهم امام كل الشعب السوداني ولكن مرة أخرى الخلط بين تقدم و قحت ببساطة يجافي الحقيقة و الواقع وكيف يمكن مجرد جلوسك مع شخص و التفاكر معه حول سبل إيقاف الحرب هو تبرير لأخطاء هذا الشخص!!! وكيف تقدم تطرح بندا واضحا في الاعلان ينادي بإبعاد العسكر بكل اشكالهم من السياسة و الاقتصاد وانت تقول الجلوس معهم يشرعن للعسكر الوجود في المشهد السياسي مستقبلا… الوضع في السودان الان يتطلب وحدة جميع القوى السياسية المختلفة للوقوف معا صفا واحدا لوقف هذه الحرب اللعينة على الجميع ان يخلع عباءته الحزبية الضيقة و يرقى الى حجم المأساة الانسانية التي يمر بها أهلنا كل يوم بل وكل ساعة… أتمنى ان يراجع الحزب الشيوعى السوداني موقفه من دعوة تقدم و يلتقي معها و سيحفظ له التاريخ انه لم يحاول ان يفتت الإجماع الوطني في لحظة منعطفية و خطرة جدا قد تعنى هلاك الأمة و الوطن… ومازال عشمنا كبيرا في الحزب الشيوعى السوداني في انه حتما سيرتقي الى حجم ما تمر به البلاد [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عاطف فارس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست