يقال.. حينما يموت الضمير، تموت معهُ الكثير من الأشياء، وتصبح بلا لون أو معنى ومُباحةٍ، ويصبح معها الإنسان مُجرد هيكل جامد، فارغ، صداهُ في داخلهِ فقط! موت الضمير مُشكلةٌ هو، يُعانى منها من تطالهُ خيوط الأفكار المسمومة الممزوجة بازدواجية السلوك، ومُشكلة أكبر يصبح حينما يتعارض مع قيم الحياة والأخلاق والإنسانية بشكل لافت للنظر. هذا هو حال القوى المدنية (تقدم) وهي تستقبل بالأحضان وبالرقص والهجيج، مغتصب نساء السودان، سارق الحمير والجمال، المدعو محمد حمدان دقلتووو.. هذا الحال المزري -موت ضمير (تقدم)، عبرّ عنه جيداً، الدبلوماسي الأمريكي، الدكتور كاميرون هدسون، عندما قال على صفحته في الفيس بوك: مشاهدة القادة المدنيين المفترضين في السودان وهم يستقبلون الشخص الذي يدمر بلادهم ويغتصب نسائهم وينهب منازلهم مثل أخيهم هو أمر مثير للاشمئزاز حقاً لا يمنحني أي أمل في مستقبل البلاد. خدمة ذاتية وخيالية مخزية لكل السودانيين". والسيد كاميرون هدسون لمن لا يعرفه، هو دبلوماسي أمريكي سابق، ويعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وهو ليس مجرد باحث متخصص فى الشؤون الإفريقية بواشنطن فحسب، بل اكتسب خبراته فى الشؤون الإفريقية من خلال عمله كمبعوث خاص للرئيس باراك أوباما إلى السودان وعدد من البلدان الأفريقية. ما قاله هذا الدبلوماسي المخضرم اعلاه، هو بالضبط ما يجول في ذهن كل سوداني حر وشريف، وهو يشاهد البلطجية وعملاء آل نهيان وبن سلمان، يتبادلون القُبل مع قاتل يغتصب النساء وينهب أموال المواطنين ظلما، ويدمر البلد شعبا ووطنا. (تقدم) باستقبالها للقاتل كأخ، انهزمت أخلاقياً ومن ينهزم أخلاقيا، لن يكون له حظ الانتصار في المستقبل ابدا.. هذا هو حال القادة المدنيين المفترضين المنحطين عديمي التربية في استقبالهم لقاتل الشعوب السودانية!! في هذا اللقاء المستفز للشعوب السودانية، سقطت أقنعة كثيرة، وظهرت للعلن أحقاد رهيبة، كانت تتغطى برداء السلمية، قبل أن تكشف اليوم عن وجهها الحقيقي، وعن همجية لم ير الناس مثلها من قبل على وجه المعمورة، لبشر وما هم ببشر، يكذبون على الناس بتوقيع اعلان وهمي مع الجنجويد، وحجتهم في ذلك السعي لايقاف الحرب وبناء دولة مدنية. اجتمعوا، ودخلوا الملاهي الليلية، وساروا في البارات والأزقة وكل شوارع اديس ابابا، حاملين أعلام "الجنجويد" ومكبرات الصوت مطلقين الشعارات الجنجويدية التي اثارت اشمئزاز "الحبش". وإن كان هذا اللقاء يشكل من الأساس عملًا استفزازياً للسودانيين، فقد عكس في هذا التوقيت بالذات، عجز (تقدم) المتفاقم حتى عن رسم مشهد واحد يسهم في ترميم بنيان كيانها المهزوم. وما إصرارها على تنظيم هذا الاجتماع، إلّا شكل من أشكال المكابرة التي أرادوا منها الظهور بمظهر القويّ المستفِز، فبدوا أكثر هشاشة وضعف. نعم، اجتمعت "تقدم" مع المغتصب دقلتووو في اديس ابابا، لكن بدلا من أن يظهرهم هذا الاجتماع أقوياء، رفع صوت هزيمتهم وجبنهم عاليا، واقترب بهم من يوم سيرحلون فيه عن الساحة السياسية السودانية نهائيا، يوم تقذفهم الشعوب السودانية بالحجارة والعصا، على وقع صرخات الحرية وصيحات النصر العظيم على ميليشيا الجنجويد. الصراع اليوم وفي كلّ يوم منذ 15 ابريل 2023، هو صراع متواصل بين الشعوب السودانية وبين ميليشيا لقيطة، تدعمها قوى اقليمية ودولية وعالمية، أوباش مدججّين بالأسلحة وبعملاء سودانيين، يساعدهم في اغتصاب النساء وسرقة ونهب البيوت. ميليشيا، لم تثبت لنا اليوم فقط همجيتها المنفلتة، بقدر ما هي تعيد تذكير الشعوب السودانية، بأن الجينات التي تسري في عروقها، تمنعها من امتلاك الأخلاق، إنها وحش كاسرة، توجه كل حقدها ضد المواطن البسيط تحت عنوان البحث عن الفلول وكل قياداتها العسكرية والسياسية من كِبار الفلول، بينما تتباكى في المقابل على مظلومية زائفة، بادعاء أنها ضحية للفلول والإسلاميين. الاتفاق الذي تم الاعلان عنه بين القاتل حميرتي دقلتووو و(تقدم)، لا يسوى الحبر الذي كُتب به، لان هذا الاتفاق لا يمكن لهم تنفيذه إلا في وسائل التواصل الاجتماعي. زعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلتووو، لا يملك قرار وقف الحرب التي اشعلها في السودان، بل هذا القرار في يد سيده محمد بن زايد، أما هو، فمجرد بيدق يتحرك ويحارب الشعوب السودانية بلا هوادة رغم أنه في النهاية والبداية، مجرد قطع مسكينة بلا حول يتحرك بأصابع عيال زايد من أجل ثروات السودان. أما "تقدم"، فلا يربطها أي إحساس بالوطنية، وقد فقدت علاقتها بالوطن"، فقط تتطلع للتدخل الخارجي والاستقواء به من أجل إعادتها إلى سدة الحكم أو فرض حلول لا تخدم مصلحة الشعوب السودانية المقهورة. لا أبالغ على الإطلاق، إن قلت إن الشعوب السودانية، قد توصلت منذ زمن بعيد إلى قناعة راسخة تقول إن الاتفاقات التي توقعها ما تسمى بالقوى المدنية في السودان، لم تعد ذات قيمة وليس لها أي تأثير أو مردود إيجابي في معالجة الأزمات المتفاقمة. ولعل ما يفسر هذه القناعة هي حالة عدم المبالاة والعزوف التي تظهر جلياً وتصل إلى حد السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، كلما وقعوا على اتفاق أو إعلانٍ ما. "تقدم"، عبارة عن تنظيمات وتكتلات كرتونية وأحزاب خربة وفاسدة حتى النخاع، فشلت في ادارة الفترة الانتقالية، فليس لديها ما تقدمه للشعوب السودانية سوى الأكاذيب.. "إنهم كذّابون، ويعلمون أنهم كذّابون، ويعلمون أننا نعلم أنهم كذّابون، ومع ذلك فهم يكذبون بأعلى صوت".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة