السلاح الناري وضرب النار اكثر ما يميز افلام الكاوبوي قمة الاستمتاع والنشوة يحققها استعمال السلاح الناري وميزته في القتل والفتك وهو يشبه فتنة القوم اليوم بما يحدثه السلاح الناري من دمار و (جغم) الجميع يتذكرون ابطال الكاوبويات وضرب نار من اول الفلم و حتي آخر مشهد حتي في لعب الورق تخرج الرصاصات في حالات الغش السرعة و اجادة التنشين هي العوامل الحاسمة الهنود الحمر في افلام الكاوبوي هم مثار الضحك والسخرية ومن هنا تأتي المتعة فهم يقاتلون بالأسهم و النبال
ليتنا كنا مثل الهنود الحمر في افلام الكاوبوي فقد كانوا ينصبون الكمائن لأعدائهم رغم فارق القوة مستفيدين من تضاريس المنطقة من جبال وتلال و كهوف لكن السودانيين الآن مثل قطعان الأبقار لا حول لهم و لا قوة المدنيون لا يحمون انفسهم بالسلاح لأن العالم يفترض انه تحضّر واختفي ذلك النوع من القتال الهمجي العبثي المظهر الأكثر في حرب اليوم هو نزوح قطعان المدنيين قوات المسلحين تحاحيهم من حي الي حي ومن قرية الي قرية ومن مدينة الي مدينة لأن المسلحين يستخدمون القوة الغاشمة داخل المدن فكل المعارك في هذه الحرب العبثية دارت داخل المدن و الاحياء والقري
تتجه الانظار في هذه الايام الي لقاء (العابثَيْن) الأساسيَيْن زعيمي اكبر قوتين نارييتين القطيع يؤمل في وقف الحرب بالطبع لكن هل يكفي ذلك؟ هل بمجرد اعلان وقف اطلاق النار سيعود الناس الي بيوتهم و اسواقهم؟! وتعود المقاهي والحدائق وميادين اللعب؟!
لا أظن أن الأمر سيكون بهذه السهولة بسبب ما لاقاه الناس من ترويع وهلع ولوعة خاصة بالنسبة للاطفال والنساء وكبار السن قطعان المدنيين.. اصابها القهر والذل والمرض والتعب وحاجات تانية ولذلك اغلب من تلقاه تجده يتكلم عن التوثيق والجوازات والتأشيرات وتسمع عبارات: البلد انتهت.. ابقوا مارقين.. واظن ان هنالك دولا اصبحت تخطط لإستقبال الفارين السودانيين فبالطبع هناك خبرات وفنين وعمالة ومتخصصون كلها ستكون متاحة بأرخص الأجور طالعنا في الاخبار الحكم القضائي الفرنسي بقبول لجوء الفارين من جنوب دارفور وطالعنا ايضا ان تحويلات المغتربين السودانيين الي مصر بلغت حوالي ٩٠٠ مليون دولار شهريا
ثم ان الاوضاع اصلا قبل الحرب كانت كارثية كما ذكر رئيس الوزراء المنقلب عليه فالخدمات متردية جدا حتي في العاصمة القديمة والتي كانت عبارة (كوشة) كبيرة ومياه المدينة مختلطة بمياه السايفونات واذكر انه قبل الحرب.. لو عثرت رجلك في احد شوارع بحري ونظرت تحت قدميك فستجد انها حفرة تجمعت فيها الأكياس وصناديق الادوية وستجد اغلب صناديق الادوية مكتوب عليه: Ciprofloxacin ٥٠٠ وهو مضاد حيوي واسع الطيف يستهلكه سكان بحري بكميات كبيرة يوصف لهم بسبب تلوث المياه
رجوع الناس الي مناطقهم يحتاج الي ما يسمي (اعادة الاعمار) وهي عملية طويلة ومعقدة تتم فيها اصلاحات كثيرة تشجع الناس علي العودة لأن دخول الحمام ليس كالخروج منه
لكن اهم شيء يجب التركيز عليه هو ان (يغور) العسكر من (وش) المدنيين يجب الا يكون هناك ادني دور للعسكر في السياسة و ادارة الدولة والأهم من ذلك هو الا يكون هناك اي تواجد او مظاهر عسكرية داخل المدن فالعسكر يجب ان يكونوا علي الحدود علي آخر عشرة كيلومترات من الحدود والتاريخ يذكر انه عندما انتهت الحرب العالمية واخذت جيوش النازيين في طريق العودة الي البلاد منعهم الحكام من دخول المدن وطالبوهم بالبقاء علي الحدود وصدرت اوامر بعدم السماح حتي للافراد بالدخول الا للحالات الطارئة مثل العلاج وما الي ذلك
وانا في الحقيقة.. أشفق علي سكان العاصمة القديمة بالذات فأينما سكنت تجد بقربك منطقة عسكرية فمن اقصي الجنوب الي اقصي الشمال تجد المناطق العسكرية بجبل الأولياء الي المناطق العسكرية كرري ووادي سيدنا واما في الوسط فحدث ولا حرج مساحات مهولة بوسط الخرطوم هي مناطق عسكرية وثكنات واشلاقات: المهندسين المدرعات الذخيرة اليرموك المظلات الاشارة ...الخ وسلسلة مباني القيادة والقوات البرية .. و ...و.. وهذه معمعة كبيرة في اكثر المناطق حيوية حيث اهم الاسواق ومواقف المواصلات
فكل هذه المساحات يجب تجريفها بالكامل واستغلالها كميادين عامة وحدائق وحبذا لو اقيمت بعض المتاحف التي توضح مآسي الحروب وعبث العسكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة