والحرب تأخذ منحا خطيرا وتتجه نحو حرب اهلية شاملة، مازال صوت العقل والحكمة غائبا عن خطابات البرهان (كقائد) تستدعي مسؤولياته تبني خطابا مدركا متوازنا يطمئن فيه المواطن بجديته في انهاء هذه المعاناة التى استمرت زهاء التسعة اشهر.
على طول امد الحرب وكل ماتفاءل السودانيين بقرب انهاءها الذي لم ولن يتحقق الا بجلوس طرفي النزاع لطاولة المفاوضات، فالبندقيه، وهذا ما اثبتته الايام عجزت تماما عن حسم هذه المعركة، ظل خطاب البرهان متأثرا بالتعبئة الاعلامية السالبة لمؤيدي الحرب وغير قادر على تجاوزها وهو ما اثر في اتخاذه القرار الشجاع لاكمال عملية المفاوضات دون المبالغة بوضع الشروط التعجيزية كطلبه مرارا الجلوس المباشر مع حميدتي المختفي دون ان يؤكد هو نفسه حياته من مماته!!
وبعد ان ظهر حمدتي واصبحت كل الاطراف تتعامل مع حقيقة وجودة كواقع لم يستطع مؤججي الحرب الى الان ضحده، قفز برهان مرة اخرى للامام بوضعه شرطا تعجيزيا اخر للجلوس للتفاوض الا وهو ( اعادة كل ممتلكات المواطنين المنهوبة).. بالله عليكم ان لم يكن هذا ضحكا على الذقون واستهتارا بآلام الشعب السوداني الذي صار غايت امنياته ان يعود لداره عزيزا مكرما بعد ان شردته هذه الحرب اللعينة، فماذا يسمى!!؟
اذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع وافق على هذا البند، فماهي آليات تنفيذه والاف البيوت والمحلات والشركات والسيارات قد نهبت تماما!؟
جليا، إن البرهان الذي استمرأ الكذب على الشعب السوداني ليس حريصا عليه هكذا وهو من اطلق فيه هؤلاء المجرمين، فهو ليس الا اداة جبانة لتمزيق هذا الوطن ينفذ شروط من استأجروه بكل حرص!! هل يملك البرهان- كمؤسسة عسكرية- المقومات الكافية لدحر هذا التمرد كما يصفه!؟ بمعنى هل الجيش الان قادرا على الدفاع عن الوطن وحده مع عجزه الذي بات ظاهرا للعيان، سواء كان عجزا بنيويا في بنية الجيش نفسها ام عجزا في ارادة للقتال!!
ام خطة البرهان لدحر هذه المليشيات هي تسليح الشعب والسلام ؟ وهل هو قادر على ضبطه بحيث لا يتجاوز انخراطه في الحرب حدود القضاء على المليشيا؟ حسنا.. بشكل ما نحن نريد لهذه الملايش ان تختفي عن خارطة الوطن والوجود ايضا، ولكن ماهي السبل التي تضمن لنا ان دحرها عبر (مواطنين) مغبونين من شناعة افعالها سيحكمه الانضباط بحيث لا يتجاوز ذلك الى فعل انتقامي على بعض مكونات منسوبيها وبالتالي تبنى خيار الحرب الاهلية متذرعين بالدفاع عن الوطن!! وهل يستطيع هؤلاء مجابهة قوات مدربة ومسلحة تسليحا جيدا قد اعيت قبله الجيش بكامل عتاده وقواته وطيرانه؟
البرهان لا يملك أي خيارات لايقاف هذه الحرب ولا اجوبة تبرر استمراره فيها سوى تمترسه خلف كلمة ( كرامة) وللعجب!! هو من اضاع كرامة الوطن والمواطن وكرامته يوم جير مؤسساته لصالح المليشي حمدتي.
والمواطن الذي يدعي برهان حمايته قد فقد كرامته بل انسانيته وهو مشرد بين المدن والبلاد وجل مايتمناه اليوم هو ايقاف هذه الحرب بأي شكل كان، فلو ان البرهان حريصا على هذه المطالب والامنيات لما فرط في أي سانحة تحفظ كرامة مواطنيه وان ادى ذلك لتمريغ انفه بتراب جزمة حميدتي ولسعى للسلام حبوا فلا كرامة مع القتل والتشريد والاغتصاب!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة