إذا كنت ترى أن تسليح المواطنين لمواجهة الغزو البربري الجنجويدي خطرا على البلاد وسيؤدي لحرب أهلية ! فتعال لنتكلم بعقل – إن بقيت فيكم عقول – دعنا نسألكم أولا : هل ما تقوم به عصابات الجنجويد من أفعال تشكل خطرا داهما على النسيج الاجتماعي بتهجير الناس من بيوتهم ؟ ام أنكم ستقولون إنها الحرب ! أو أن تنكروها كما تنكر الشمس في كبد السماء ؟ ثم ما الذي يمكن للمواطن - الاعزل بيديه العاريتين - فعله تجاه جماعة يهاجمونه في بيته ويقتلعون ممتلكاته وربما يغتصبون نساءه وينتهكون عرضه ؟ بمنطقكم ليس عليه ان يحمل السلاح ،، ومعناه أن يسلم ولا يقاوم . لأنه إن قاوم فمصيره القتل لا محالة . هل يمكن أن نصدق قول قادة هؤلاء الاوباش من أنهم جادون في حماية المواطن ؟ والشهود بالآلاف حول وقائع معروفة عن دخول الدعامة وخلفهم جيش من اللصوص و النهابين ، ينتظرون الفتح ليدخلوا برعاية وحماية تلك القوات . زما حصل في قرى الجزيرة الجنوبية لا يحتاج لدليل ، عربات الدعامة تدخل في المقدمة لترهب الناس بإطلاق الأعيرة النارية وفي رفقتها شاحنات لتنهب وتسرق واي اعتراض سيقابل بالرصاص . هذه هي الصورة التي تتحاشون ذكرها ، وتهربون منها . موت الضمير و الصمت على هذه الجرائم من قبل كثير ممن يؤيدون هذه القوات هو السمة الغالبة عليهم ، ولا يدركون عواقب هذا الصمت المريب . لكن عندما يهب المواطن للدفاع عن شرفه وما يملك ينطلق هذا العواء السمج ، وتسمع عبارات الحرب الأهلية تخويفا . وهنا نسأل مرة أخرى عن أي حرب تتحدثون ؟ هل الذي يجري الآن لعب عيال ؟ آلاف المهجرين الذين فقدوا كل شيء ويهاجم الباقون في مساكنهم كل ذلك أهون من تخويف الناس بالحرب الأهلية . المواطن العادي ليس له ما يفقده الآن ، الجيش عاجز تماما عن حمايته ، وهذه الحقيقة ، لم يبق له إلا أن يدافع عن نفسه بنفسه ، مهما كانت النتائج فليس هناك أسوأ مما هو فيه . كل الشعوب التي وضعت في مثل هذا الموقف الصعب ناضلت ودافعت عن وجودها وحمل مواطنوها السلاح دفاعا عن نفسها وما تملك ، وهو دفاع مشروع ، لا ينقصه أن يأني به كوز أو شيوعي أو أي كان . ويوافق تماما الحق الشرعي الديني أن من مات دون عرضه فهو شهيد ، وأن من مات دون ماله فهو شهد .. لا ينقص من هذا الحق أن تمسح به الكيزان أوغيرهم . والمواطن ليس غبيا أو أهبلا تسيل ريالته من فمه ويتدلى لسانه في بلاهة حتى لا يعرف أين مصلحته وينتظر الكوز ليدله عليها . فرية كبيرة ولا شك أن يدعي اصحاب الغبينة على الكيزان فينكرون حق الناس في الدفاع عن أنفسهم لمجرد أن قالها الكيزان . فأين كان الكيزان والناس تدافع عن نفسها ضد اسماعيل باشا وضد التركية وضد جيش كتشنر ، وماتوا أشرف ميتة . هل دلهم على ذلك الكيزان ؟؟؟ وهل الكيزان خلف المواطن الأكراني وهو يدافع عن أرضه وماله . وجيفارا هل كان يقود جيش بلاده أم كان يقود مناضلين شرفاء للدفاع عن الارض والعرض ؟ من العجب أن يتغنى البعض بهبات الشعوب ونضالاتها ثم ينكرون ذلك على أهلهم . لا تقل لى أن المعتدين الآن على الناس سودانيون ، حتى ولو امتلكوا الجنسية السودانية فهم بأفعالهم المتوحشة لا يشبهون السودانيين بأي شكل ، السوداني ذو النخوة والكرامة ليس نهابا ولا سراقا ولا مغتصبا ، وحامى حمى النساء ، فهل هؤلاء منهم ؟؟ هؤلاء دخلاء على الأمة السودانية ، بأخلاقهم وأفعالهم ، وقتالهم واجب يفرضه الدين والأخلاق والعرف ، ومن ينكر هذا عليه أن يخبرنا عن البديل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة