بقلم : المهندس / أحمد نورين دينق السياسة العالمية ( هي الضوابط لكل من العلوم و الدراسات التي تشرح النماذج السياسية و الاقتصادية حول العالم ، و التطبيقات العملية لذلك.. و يستكشف هذا الحقل ، العلاقات بين المدن و الدول ، و المنظمات غير الحكومية ، و الشركات الدولية ، بصفتها جهات فاعلة على المستوى العالمي) . أما القانون الدولي ( هو مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول التي تدعي لنفسها السيادة ، و لا تعترف بأي سلطة أعلى منها) . يحاول الكاتب من خلال هذا المقال إيجاد صيغة توائم بين السياسة العالمية و الدساتير الداخلية للدول.. هذا التصادم هو أحد أهم أسباب تفاقم الأزمات الدولية في القرون المتأخرة . العقبة الثانية:- فشل المكونات السياسية في الدول المتأخرة في إنجاز العملية السياسية: لعل الأسرة الدولية إجتهدت في عملية تصنيف الدول من حيث المؤشرات الاقتصادية و التنموية ، فعرفت الدول المتقدمة و أختها المتأخرة ، و واصلت جهدها في محاولة لترقية العمل و تركيزه في الدول المتخلفة عن الركب ، و هي مشكورة في سعيها الدؤوب من أجل حلحلة مشاكل هذه الدول .. و لعل المجال الصحي و المجال الإنساني هي راس الرمح في جهدها هذا ، فالمنظمات العاملة في هذين المجالين قد ساهمت و ما تزال تساهم في التصدي للمهددات في هذه الدول ؛ بيد أن المجال السياسي يظل من المجالات التي تشهد فراغا هائلا في الدول المتخلفة ، فمن خلال هذه الثغرة يأتي الخلل ، و لما كانت السياسة هي الجسم القائد ، و المجال الرائد في الدول ، فإن عملية إعتلاله ، يظهر أثره في بقية جوانب الحياة . كيف يمكن للأسرة الدولية أن تسهم في ترقية العملية السياسية في الدول المتخلفة ؟ في إعتقادي المتواضع عبر إنشاء المنظمات القادرة على رفع قدرة الأجسام السياسية في الدول المتخلفة و مساعدتها في إنجاز مهامها ، و ذلك بمعاونة الشركات الدولية ، فيمكن لهذه الشركات التكفل بإنشاء جزء من هذه المنظمات في الدول المتأخرة المستفيدة من خدماتها . ما هي الاجسام السياسية التي تصلح كمجال عمل لهذه المنظمات المقترحة ؟ أ_ الوزارات المرتبطة بالعمل السياسي مثل :- الخارجية ، الداخلية ، العدل ، العمل .. فتدني الأداء في هذه الوزارات من الأسباب المباشرة للفشل ، و بالتالي فإن ترقية أدائها بجهد المنظمات يمكن أن تساهم في إنجاح العملية السياسية . ب _ المحكمة الدستورية:- يعد دورها محوريا في العمليات الانتخابية ، فهي من الأجسام التي تجب على المنظمات تطويره إذا أرادت الحصول على نتائج إنتخابية مرضية في المستقبل السياسي . ت_ الأحزاب السياسية :- تمثل الأحزاب السياسية العمود الفقري في الأنظمة الديمقراطية ، و لعل من أهم أساسيات العمل الحزبي الآتي :- ١ _ وضوح الرؤية ، و الخطط التنموية و طرق تنفيذها. ٢ _ التجانس بين أعضاء الحزب الواحد ، و التمسك باخلاقيات الخلاف عند وقوع الخلافات. ٣ _ ضمان الانتشار الإعلامي لعكس أنشطة الأحزاب السياسية. ٤ _ وجود مصادر تمويل نزيهة للأحزاب السياسية. ٥ _ إرتباط أهداف و مرامي الأحزاب السياسية بالبيئة الوطنية. في الدول المتخلفة ، تفشل الأحزاب السياسية عادة في تحقيق الحد الأدنى من أساسيات العمل الحزبي ، مما يقربها من الفشل ، لذا نجد أن فكرة تدخل منظمات متخصصة في توفير هذه الأساسيات من إجل مساعدتها في إنجاز مهامها من الأفكار التي يمكنها حل هذه المعضلة من جذورها .. فلعبة كرة القدم كانت تفتقر إلى التنظيم قبل بزوغ فجر الفيفا ، و لكن بظهور هذا الجسم الحيوي ، تحولت إلى أكثر النشاطات الرياضية جماهيرية و متابعة ، بفضل التنظيم الدقيق ، و التسويق الجيد بل الممتاز لهذا النشاط ، و عادت ضريبة النجاح للجميع ؛ اللاعبين ، الطواقم الفنية ، عناصر الفيفا ، و السادة و السيدات من المتابعين و المتابعات . . فنريد من المنظمات المقترحة ، أن تحول الأحزاب السياسية في البلاد المتأخرة إلى فورة من النشاط في المجال السياسي ، لتقود السياسة بقية مجالات الحياة إلى الرفاه و الإستقرار و النماء . [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة