*قال الكاهن الأكبر للقحاتة أن ما قام به البرهان من تلبية لدعوة الرئيس الكيني لزيارة أوغندا خطوة في الاتجاه الصحيح، وأنها خطوة في تضادٍ مع أسلوب افتعال المعارك مع الدول الإقليمية، كأسلوب ينتهجه الفلول.. وأن تلك المعارك " لا تفيد السودان في شيء (مهما كانت الأسباب)!"
* وتكشف لنا جملة (مهما كانت الأسباب)! عن الميكيافيلية المحركة لأفعال وأقوال مركزية قحت، وتكشف عن سبب ارتمائها في أحضان دولة الإمارات، والدول الإقليمية الأخرى، سعياً للوصول إلى السلطة في السودان، بأي وسيلة، حتى ولو عبر احتضان ميليشيا الجنجويد.. ذلك كشف مضخم لنهج الغاية تبرر الوسيلة في أوضح صوره..
* لم يضع كبير كهنة مركزية قحت في اعتباره أن الفلول ليسوا وحدهم الذين رأوا في تلك الزيارة ما هو مرفوض لها، إنما الشعب، في غالبيته الغالبة، يشارك الفلول رفضهم لها، مشاركةً من حيث الشكل وليس المضمون، ويرى هذا الشعب أن ما توَهَمه القحاتة من فرحٍ طاغٍ بإنتصارٍ كبير ليس سوى انتصار سوف يكون قصير العمر بعد حين..
* كان الأحرى بكاهن القحاتة الأكبر أن يتحرى الصدق، فيذكر أن رؤساء تلك الدول الإقليميّة المذكورة هم الذين افتعلوا المعارك ضد حكومة البرهان، وفي مقدمة أولئك الرؤساء ويليام روتو وأبي أحمد اللذان صرحا على مسمع ومشهد من العالم أن السودان دولة بلا حكومة وطالبا بتدخل دول الإقليم بغزو السودان وصناعة حكومة فيه، وفي مخيلتهم حكومة تابعة لهما ولميليشا الجنجويد؛ علماً بأن لكلٍ من هاتين الدولتين و للميليشيا علاقة اقتصادية وطيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة..
* وكان حرياً بالكاهن الأكبر أن يعلم أن أغلب السودانيين، غير الفلول، ينظرون بعين الشك والريبة لتلك الزيارة، وقد رأوا فيها شيئاً له صلة بالقمة الأفرو-عربية التي انعقدت في السعودية، ويقولون، صراحةً، أن العبرة بالمؤشرات التي تقود أو لا تقود، في النهاية، إلى عودة ميليشيا الجنجويد إلى المشهد العام في الحياة العسكرية والسياسية في السودان.. وأن ذاك المؤشر وحده هو الذي يفصل و(وللأبد) بين البرهان والشعب، كما انه سيكون هو المانع (مرحلياً) للفصل بين البرهان وبين الشعب..
* وأؤكد للكاهن الأكبر أن معظم السودانيين يرحبون بتحسين العلاقات مع الدول الإقليميّة، أفريقية كانت الدول أم عربية، بإستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة.. لأن الإمارات هي رأس الحربة لكل أزمات السودان الحالية.. والشعب السوداني يدري أن الكاهن وزمرته في قحت يتحينون الفرص لإدارة الأزمة السودانية لصالح مخططهم الذي لا يختلف عن مخطط محمد بن سلمان، وأن معرفة تطابق المخططين لا تحتاج (لِدَرِس عصُر)!
* وجميع السودانيين، بمن فيهم القحاتة أنفسهم، يعلمون أن ميليشيا الجنجويد هي الحاضنة العسكرية لمركزية قحت ومركزية قحت هي الحاضنة السياسية لميليشيا الجنجويد.. ولكلٍّ من الحاضنتين دوره في ملاعب العسكرية والسياسية، وفق ما كان مبرمجاً له قبل شن هجوم الميليشيا العسكري الخاطف، على الشعب السوداني والجيش السوداني بغرض إحداث تغيير، كامل شامل، في تركيبة الدولة السودانية، ديموغرافياً وسياسياً..
* هذا، وعلى مركزية قحت وعموم القحاتة أن يعلموا أن الثوريين الحقيقيين يقفون وقفة رجل واحد مع الجيش السوداني ضد إحداث التغيير الذي تنشده ميليشيا الجنجويد، حاضنة مركزية قحت ومركزية قحت حاضنة ميليشيا الجنجويد..
* ويشكك الشارع الثائر شكاّ عريضاّ في سلامة عقل مركزية قحت وداعمي المركزية المدافعين عن أطروحاتها في الداخل والخاروج، وكأنهم لا يعرفون ميليشيا الجنجويد ولا يعرفون ما وراءها من السواهي والدواهي، مع أنهم أقرب أقربائها
* يتراءى لي أن عمر فرحة الجنجويد والقحاتة سوف يكون قصيراً جداً لأن الواقعية قد هربت من مركزية قحت، منذ زمن، وأصبح الكيانان الآن في فتيل!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة